ميلاد لجان المقاومة .. الخروج من السرية الي العلن
لجان المقاومة السودانية او تنسيقيات لجان المقاومة اسم درج ذكره عقب ثورة ١٩ديسمبر المجيدة التي ادت لسقوط نظام الانقاذ، و لجان المقاومة حسب معلومات متداولة هي اجسام حية غير رسمية تضم مجموعة من الشباب المناهضين للنظام السابق، والداعين لتكوين حكومات مدنية ديمقراطية تعطي الشباب فرصة في تولي زمام أمور السلطة،ويتراوح الحديث عن تأسيسها وتاريخ إنشائها و المرجح البداية كانت في العام ٢٠١٣حيث نفذت مجموعة من الشباب والمواطنين السودانيين عصيانا مدنيا في شهر سبتمبر ٢٠١٣، احتجاجا على رفع الدعم عن الوقود والغاز وقتها ، و تعاملت قوات الأمن بعنف مع العصيان المدني مما أسفر عن مقتل أكثر من مائة محتج واعتقال مايقارب المائتي شخص ،وانشئت لجان مقاومة ردا على ذلك القمع في شكل مجموعات تتكون في الغالب من ثلاثة إلى خمسة أفراد،لتنظيم أنشطة العصيان المدني على نطاق مصغر ، و على مدار السنوات تطورت لجان المقاومة ، و
في نهاية عام 2016 ، نظمت لجان المقاومة حملة عصيان مدني أضرب فيها الأطباء والصيادلة ما حفز لجان المقاومة على تنظيم نفسها وتطوير خطط عملها ، و مازالت لجان المقاومة تطور نفسها وتوسع نطاقها على مستوى مدن السودان ، وابان ثورة ديسمبر وصل عدد اللجان إلى ثلاثين لجنة مقاومة نشطة في مدينة الخرطوم وحدها،كما وقعت لجان المقاومة على إعلان الحرية والتغيير الصادر في يناير ٢٠١٩ الداعي لاقالة النظام السابق ، وكانت لا تقل في فاعليتها في الثورة عن تجمع المهنيين الذي يعتبر من الاجسام المحركة والفاعلة في الثورة.
فيما يروي عضو لجان مقاومة مدينة القضارف تنسيقيات القطاع الغربي ايمن الحريري ان فكرة تأسيس لجان المقاومة بدأت بعد الربيع العربي والاحداث التي لوحظت في تونس و مصر ، وجاءت الضرورة لها نسبة لاستعداد كل الشعوب العربية في التحرر من الدكتاتوريات التي تحكمها، ويضيف الحريري فكان من الطبيعي ان يكون السودانيون مستعدين في ان يهيئوا انفسهم ويحاولوا التخلص من ديكاتوريتهم ، وبعد ذلك حدثت مناقشات و ترتيبات و مجريات واستعدادات لاحدث هذا الجانب .
تقديم تضحيات
ويضيف ايمن الحريري ان هنالك تضحيات كبيرة قام بها الشعب السوداني والذي كان و ما زال يقدم تضحيات طويلة منذ بداية انقلاب ١٩٨٩م وتصدت له كل القوى الحديثة و الديمقراطية،و دفعت التنظيمات السياسية والتجمعات والاجسام النقابية و كل الفاعلين في العمل العام دفعوا الثمن غالياً ، وان التضحيات هي ثورة تراكمية، والاستعدادات للقضاء على نظام البشير مستمر منذ اعلان السقوط والدليل على ذلك العدد الكبير من الشهداء .
فكرة بناء الأجسام المقاومة ..
واوضح الحريري ان فكرة بناء الاجسام المقاومة بدأت بعد ثورة مصر ٢٠١١م ، وان هنالك زميلاً لنا اسمه محمد خالد موسى جاءهم و هو يحمل معه ورقاً يتحدث عن فكرة بناء لجان حماية الاحياء على اعتبار انه في مصر كان هنالك “بلطجية” يعتدون على الممتلكات الخاصة، وجاءت الفكرة من اجل ان لا يحدث نموذج مصر في “البلطجة” ويعتدوا على المواطنين من اجل تثبيت النظام السابق ، و ضرورة تكوين لجان الاحياء لحماية الحي وتقاوم الدكتاتور وتكوين ادوات مضادة من اجل ان لا يحدث في السودان ما حدث لدول الربيع العربي ، حتى توجت احداث السودان بهبة احداث ٢٠١٣م وهتف الشعب بصريح العبارة ” الشعب يريد اسقاط النظام” ، وبعد ذلك ظهرت الحاجة لان يكون هنالك لجان منظمة تتولى الترتيب و التنظيم فيما بينها.
أخذ الصيغة الحالية …
ويشير الحريري في عام ٢٠١٨م اللجان اخذت صيغتها الواضحة والاسم المسمى الواضح :لجان المقاومة” ، وبعدها بدأت بمجموعات على رأس كل مجموعة يكون هنالك شخص ثقة يكون لديه مجموعته وينسق مع مجموعات اخرى حتى الوصول للاجسام التنظيمية التي تكون في الحي الثاني وبعدها يخرجوا في مكان ما ويقومون بفعاليات و يتواصلون في زمان ومكان محددين ، لان هنالك قبضة أمنية قوية.
الخروج من السرية إلى العلن …
ويضيف الحريري: بعد حدوث الاختراق في ثورة ديسمبر ٢٠١٨م بدأت اللجان تأخذ الشكل التنظيمي السري الذي يكون على مستوى كل الاحياء والقرى وسط المجموعات الطلابية والتنظيمات العمالية والنقابية والذي توج باسقاط النظام في ابريل٢٠١٩م ، و لم ينته العمل على ذلك بل كما تراه مستمراً حتى الآن ، وبعدها اصبحت اللجان تنظم بصورة واضحة وعلنية ، وتقيم ندوات و وصلت لمرحلة انها تدفع بمتحدثين باسمائها حتى يكونوا واضحين للرأي العام،و اللجان لديها رؤيتها السياسية ومواثيقها المطروحة ولديها تواصل مع كل الاجسام الموجودة في الساحة السياسية السودانية .
“غاضبون” غاضبون…
وبعد أن قامت لجان المقاومة بدورها الفعال في الثورة والتغيير و اصبحت من الاجسام التي تتم دعوتها لمناقشة أمر الانتقال من خلال المبادرات الوطنية والاقليمية ، حدث ما يشبه الشِقة او الانقسام ، وتعد مجموعة (غاضبون) من المجموعات التي ظهرت مؤخراً ، ويرجح انهم اعضاء من لجان المقاومة وانهم يميلون للعنف في التظاهرات ، لذلك اطلقوا على انفسهم غاضبون وقال أحد المؤسسين ـــ الذي فضل حجب اسمه ـــ انهم من المجموعات التي تطالب بالقصاص للشهداء الذين استشهدوا في بداية الثورة.
ملوك الاشتباك …
و ظهرت مجموعة (ملوك الاشتباك) والتي تشكلت بعد (غاضبون) وتعد من المجموعات الضاغطة على العسكر وحتى على المدنيين في قوى إعلان الحرية و التغيير من حكومة حمدوك ويتهمونهم بالمتاجرة بدماء “الشهداء”.!
علاقة اللجان بملوك الاشتباك وغاضبون …
يرى كثير من النشطاء في لجان المقاومة وغيرهم ان هذه المجموعات لديها علاقات مع لجان المقاومة منذ انشائها ، ولكنها تتعامل بحذر في التواصل والاتصال بعناصرها أو الادلاء بأي معلومات متعلقة بهم خوفا من الملاحقات الأمنية التي قد تتعرض هذه المجموعات .
تقرير ـ مريم حسن
صحيفة الحراك السياسي
مصدر الخبر