حيدر المكاشفي يكتب: جامعة طالبانية
[ad_1]
(الطالبانية) مصطلح يعود إلى ما قبل الهجمات الإرهابية على برجي التجارة بأمريكا في الحادي عشر من سبتمبر، واستخدم لأول مرة لوصف المناطق أو الجماعات خارج أفغانستان التي وقعت تحت تأثير طالبان، وطالبان هي حركة اسلامية سياسية دينية متطرفة تحمل السلاح، وتكونت من طلبة المدارس الدينية في باكستان بقيادة الملا محمد عمر خلال فترة التسعينيات، وتهدف لتطبيق الشريعة الاسلامية وفقا لتصوراتها واقامة امارة اسلامية في افغانستان، وطالبان ليست حالة خاصة بأفغانستان وانما تحمل أفكارها وآراءها وتصوراتها الدينية المتطرفة والمتكلسة جهات وأفراد ومؤسسات في دول أخرى، ومعروف عن طالبان تشددها ازاء النساء وحرمانهن حتى من أبسط حقوقهن، وللأسف أظهرت احدى الجامعات السودانية (سنأتي على ذكرها) موقفا معيبا يدرجها تحت قائمة (الطالبانيين)..ففي الأخبار أن الجامعة الوطنية فرضت غرامة مالية قدرها ألفين جنيه على طالبة بسبب سقوط طرحتها من على رأسها، وأثار هذا الحكم الطالباني القراقوشي استغراب واستهجان الناس، وقابله الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من السخرية اللاذعة، وكانت الطالبة المعاقبة والتي تدرس في كلية الطب وجراحة الأسنان جالسة وسط صديقاتها داخل حرم الجامعة عندما سقطت طرحتها على كتفها، واستغرب رواد مواقع التواصل من اتجاه إدارة الجامعة لإعادة انتاج النظام العام السابق وترويع الطالبات والتعدي على حريتهن، فيما سخر البعض من سعي الجامعة لملء خزانتها وإنعاش ميزانيتها من جيوب طلابها، متوقعين مزيدا من الغرامات من شاكلة تغريم طالبة لأنها ضحكت بصوت عال وهلمجرا من احكام طالبانية.. ولما كان الشئ بالشئ يذكر والطرحة بالطرحة تذكر، فان هذه الحادثة تذكر بحكاية طرحة الباشمهندسة أميرة عثمان المدافعة عن حقوق الانسان والحائزة على جائزة (فرونت لاين) والرئيسة الحالية لمبادرة لا لقهر النساء، وكأني بهذه الجامعة أبت نفسها إلا أن تعيد هذه الذكرى وقبلها ذكرى بنطلون لبنى، فقبل نحو تسع سنوات شغلت طرحة أميرة الناس وملأت الاسافير، ووجد خبر القاء القبض على أميرة وايداعها الحراسة بتهمة سقوط (الطرحة) عن رأسها تداولا كثيفا جدا، وبدأت قضية أميرة عثمان عندما قام شرطي بمحكمة جبل أولياء بتوقيف الباشمهندس أميرة عثمان، وذلك أثناء تواجدها بالمحكمة لإكمال إجراءات معاملة تخصها، وقالت حينها أميرة إن الشرطي سألها عن سبب عدم إرتدائها للطرحة فردت بأنها ليست محجبة، قبل أن يقوم الشرطي بتحويلها للنيابة لمحاكمتها تحت المادة (152) (زي فاضح). وكشفت أميرة عن أنها قوبلت باستفزازات كثيرة من قبل رجال الشرطة وصلت حد التدخل في الأمور الشخصية، وأضافت أنه و في الطريق إلى القسم تعرضت لعنف لفظي مستمر مع محاولات متكررة لـ(اجبارها على القيام والجلوس) وأشارت إلى أنهم أجلسوها وسط قارورات الخمر البلدي (العرقي) مضيفة أن الأمر استمر حتى الوصول إلى القسم، مشيرة إلى أنه وبعد ملاسنات وشد وجذب ورفض متواصل على عدم الرد على سؤال القبيلة كانت نهاية جلسة وكيل النيابة بمحاكمتها تحت المادة (152) زي فاضح، وأوضحت أنها كانت ترتدي زيا عاديا، وقد وجدت خطوة حبس أميرة ومحاولة اهانتها واستفزازها استهجانا كبيرا وسط المدافعين عن حقوق الإنسان وحريته ووصفوا الخطوة بأنها ضرب لهذه الحقوق وحق المرأة على وجه الخصوص..وهاهي اليوم الجامعة الوطنية تعيد بالوكالة اهانة النظام العام للنساء وقهر النظام المباد لهن..
صحيفة الجريدة
مصدر الخبر