السياسة السودانية

عثمان ميرغني يكتب: المسؤولة الأمريكية Enough is enough

[ad_1]

المسؤولة الأمريكية : Enough is enough مساعدة وزير الخارجية الأمريكية السيدة مولي في وصلت الخرطوم للمرة الثانية، الأولى كانت منتصف شهر نوفمبر 2021 الماضي، هذه المرة لمحاولة أخيرة لاستعادة مسار الفترة الانتقالية الذي إنقض عليه بليل إنقلاب 25 أكتوبر 2021 .. رقعة الشطرنج السياسي أكثر من واضحة، المكون العسكري (وليس القوات النظامية) يهيمن على السلطة كاملة، من قمة شعرها إلى أخمص قدميها.. وبعد أكثر من سبعة أشهر بات الطريق المسدود واضحاً.. ولن يستطيع السير قدماً في التمسك بسلطة بلد يقف على حافة الهاوية.. هاوية اقتصادية تدق الأبواب.. في المقابل، المكونات المدنية السياسية تمارس لعبة خنق الذات، والمسافة الفاصلة بين الأحزاب أبعد من تلك التي تفصلها عن المكون العسكري.. كل هذا وفي الشارع يظل الشباب يقدمون مزيداً من الدماء في مسار مستقيم لا ينحني للعواصف يطالب بحكم مدني كامل خالص بلا شوائب. من هذه الصورة ثلاثية الأبعاد، تبدو المخارج نحو بر الأمان واضحة لا يضل عنها لا من يكابر ويصر على إحراق روما.. الكلمة السحرية التي ينطق بها الجميع هي “الحوار” لكنها غير كافية لتوصيف الحل، فأي حوار بين أطراف تكاد لا تستطيع رؤية الأطراف الأخرى، ومن فرط استقوائها بذاتها… ولكن الزمن لن يمنح الأطراف متعة الوصول لاتفاق بعد الدقيقة 90.. فكثير من السيناريوهات قد تجر البلاد جراً نحو مسارات غير مرجوة.. وكلما ضاع مزيد من الزمن ضاعت فرصة الخروج من النفق بسلام. بالضروة خلف الغرف المغلقة السيدة في مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية أوصلت الرسالة لجميع الأطراف، أن الزمن المتاح للحل السوداني الوطني بات يلعب في الوقت بدل الضائع، وأن المجتمع الدولي يمنح السودانيين حرية الاختيار لمستقبلهم ومن يحكمهم ومن يقرر مصيرهم لكن المجتمع الدولي لن يمنح أحداً حق الانتحار الذاتي.. ليس دفاعاً عن السودان فحسب، بل لأن العالم مرتبط في مصائره .. و السودان دولة مترامية الأطراف وفي موقع جيوبوليتيكي مهم وحساس، فإذا ما انهار فإن تخلخلاً كبيراً يضرب القرن الأفريقي وشرق وشمال أفريقيا وربما يمتد لعمقها.. السودان الذي جاور بلدين من أعلى الكثافات السكانية في أفريقيا.. مصر وإثيوبيا.. مواثيق الأمم المتحدة توفر حق السيادة لكل أمة على أراضيها.. لكنها لا توفر حق ثقب الكرة الأرضية لمن يركب على سفينتها.. أشبه بالصورة التي جسدها حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما وصل حال الذين يركبون في سفينة فأصر أحدهم على خرقها في المكان الذي يقف فيه، فإن أمسكوا بيده نجا ونجوا وإن تركوه هلك وهلكوا. المسؤولة الأمريكية الرفيعة جاءت لتقول للجميع : Enough is enough.

صحيفة التيار

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى