السياسة السودانية

سباق محموم بين الجيش و «الدعم السريع» لاقتناء أنظمة التشويش لكبح المسيرات

[ad_1]

سودان تربيون 27 يوليو 2024 – احتدم السباق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لامتلاك أجهزة التشويش على الطائرات المسيرة بالتزامن مع سباق التسلح بالمسيرات منذ بدء الحرب في 15 أبريل 2023.

وبعد مرور نحو 15 شهرا على الحرب، لا تزال “المسيرات” تلعب دورًا حاسمًا في المعارك بين طرفي القتال.

وإزاء ذلك دخلت أجهزة التشويش المتقدمة قائمة مشتروات الجيش والدعم السريع للحد من فاعلية سلاح المسيرات الذي كان له الكلمة الأولى في عدد من المعارك.

ومؤخرًا حصل الجيش على أجهزة تشويش متقدمة للحد من فاعلية مسيرات الدعم السريع، لكن نشاط مسيرات الجيش شهد تراجعاً ملحوظاً بعد المعارك التي شهدتها أم درمان في أعقاب استعادة السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون وأحياء أم درمان القديمة في مارس الماضي.

ورصدت “سودان تربيون” توقفاً لسلسلة مقاطع مصورة باسم “حصاد الجنجويد”، كان ينتجها الإعلام العسكري التابع للجيش، وهي عبارة عن صور لكاميرات المسيرات نفسها التي تبثها لغرف التحكم أثناء استهدافها سيارات ومواقع ارتكاز الدعم السريع.

وبحسب ثلاثة مصادر تحدثت لـ”سودان تربيون”، فإن نشاط مسيرات الجيش تراجع خلال الشهور القليلة الماضية لأسباب، أبرزها اعتماد الجيش على وكلاء لشراء السلاح بدلاً عن بلاد المنشأ، بسبب “القيود المعلومة” أوالأسعار الزهيدة.

أنظمة التشويش في الجيش

ونقل مصدر لسودان تربيون قوله إن هناك تأثيرًا محدودًا لأجهزة التشويش التابعة للدعم السريع على مسيرات الجيش، مضيفًا أن هذا التشويش المحدود يستهدف مسيرات “زاجل” لكنه غير فعال مع مسيرات “مهاجر 6” لأنها تحلق خارج نطاق أجهزة التشويش بارتفاع 10 آلاف قدم.

ويستخدم الجيش وفقًا للمصدر مسيرات “زاجل” التي تنتجها منظومة الصناعات الدفاعية بالإضافة إلى مسيرات “مهاجر 6″ الإيرانية.

ويؤكد مصدر ثان تحدث لـ”سودان تربيون” إجراء الجيش تعديلات متلازمة لما يجري على الأرض لموائمة فعالية المسيرات في مواجهة الحركة الخاطفة لجنود الدعم السريع.

وكشف عن امتلاك الجيش لأجهزة تشويش روسية وصينية وإيرانية مع اضافة بعض التعديلات لتلائم طبيعة المعركة الحالية في الخرطوم أو المدن.

وأوضح أن تلك التعديلات تمت بمنظومة الصناعات الدفاعية ممثلة في مجموعة الصافات التي تتبع للمنظومة ومجموعة أطياف والزرقاء الهندسية.

وكانت قوات الدعم السريع اقتحمت مقر الزرقاء الهندسية في منطقة شمبات بالخرطوم بحري خلال شهر مايو 2023.

ولا توجد تأكيدات بشأن سيطرة تلك القوات على أجهزة تشويش خاصة بالطيران الحربي أو الطائرات بدون طيار من المجمع.

غير أن مصادر متطابقة قالت لـ”سودان تربيون” إنها شاهدت في تلك الفترة خروج قوات الدعم السريع بشاحنات مغطاة لم يعرف ما حملته من داخل المجمع.

وشهد المجمع عمليات نهب واسعة للاثاثات والأجهزة المختلفة التي كانت داخله.

ومع ذلك يؤكد المصدر ان الجيش يمتلك اجهزة تشويش Ryasom-p وهي روسية الصنع مع إضافة تعديلات بأيدي مهندسين سودانيين عليها.

كما يجزم بامتلاك أنظمة تشويش CS/LR-11 ونظام EJ-03 صينية الصنع مع إضافة تعديلات سودانية حسب تأكيداته.

ويلفت إلى استخدام أجهزة تشويش فعليا في المعارك تعمل على أنظمة مختلفة بينها: Tira-1 – Ryasom-P – CS/LR-11 –  EJ-03.

وأثبتت أجهزة التشويش الخاصة بالجيش فعاليتها في إسقاط مسيرات الدعم السريع التي استهدفت عددًا من المدن عن بعد في كل من “عطبرة، القضارف، شندي، كوستي وكنانة”.

ويقول المصدر الخبير بالمسيرات لسودان تربيون إن أجهزة التشويش تعتمد على مجموعة متنوعة من التقنيات لتعطيل إشارات الاتصالات والتحكم التي تربط الطائرة بدون طيار بوحدة التحكم الأرضية الخاصة بها.

ويعدد الخبير أنواع التشويش: “ترددي وهو تقنية تقليدية، رقمي، جي بي اس، ليزر وكهرومغناطيسي”.

وحسب الخبير يستخدم الجيش حاليا في معاركه أنظمة: Tira-1 وRyasom-P وCS/LR-11 وEJ-03.

كما يشير إلى أن نظام التشويش Ryasom-p الذي يكون دائمًا بصحبة فرق الحراسة المرافقة لقائد الجيش وأعضاء مجلس السيادة يعد من أفضل الأنظمة حماية وأمان.

ويحدد نوع المسيرات فعالية التشويش، على حسب التقنية التي تم تصنيع المسيرة بها، ويضيف الخبير الذي طلب حجب اسمه أن فعالية أجهزة التشويش هي التي ترجح كفة المعركة في نهاية الأمر.

صفقات فاسدة

وقال مصدر عسكري واسع الاطلاع إن بعض الأسلحة التي تم شراؤها للجيش، أثبتت عدم فاعليتها بعد وصولها السودان، مشيرًا إلى شبهات فساد أحاطت ببعض الصفقات.

في ذات السياق كشف مصدر أن إحجام رجال الأعمال الداعمين للجيش عن تمويل صفقات السلاح ألقى بظلاله على شراء أسلحة جديدة ومن بينها المسيرات.

وأشار إلى أن الإحجام جاء بسبب مخاوف من عقوبات دولية بشأن تمويل الحرب.

ويتابع المصدر قوله إن الفترة التي شهد فيها الجيش تقدمًا ملحوظًا في أم درمان كانت بفعل التعاون مع أوكرانيا، خاصة في مجال الطيران المسير، قبل أن يتجه السودان إلى التعاون مع روسيا.

ولم يتوج التعاون مع روسيا بأي عمليات تسليح واضحة، إذ يقول ذات المصدر إن التعاون بين السودان وروسيا تعثر ولم يصل لاتفاقيات بعد.

ورغم الترويج الواسع من أنصار الجيش في مواقع التواصل الاجتماعي حول دخول طائرات “بيرقدار” التركية إلا أن ضابط رفيع في الجيش قال لسودان تربيون إن المسيرات التركية “بيرقدار” لم تدخل البلاد مطلقًا.

أنظمة التشويش في الدعم السريع

ومنذ تفجر الحرب في 15 أبريل من العام الماضي اعتمدت قوات الدعم السريع على “المسيرات” و”القناصة” وتفوقت بهذين السلاحين على الجيش، وتمكنت من السيطرة على مناطق واسعة بفضل المسيرات، مثل الاستراتيجية، والاحتياطي المركزي ومصنع اليرموك العسكري جنوب الخرطوم، وأيضا عندما نجحت في معارك سيطرتها على مدن نيالا وود مدني وسنجة.

وتمكنت قوات الدعم السريع وفقا لذات المصدر الخبير بالمسيرات من اقتناء أنظمة تشويش مدتها بها الإمارات منها: DE drone وDrone Tracker وDrone Defender.

ونشرت قوات الجيش والعمل الخاص مقاطع مصورة تظهر استيلائها على أجهزة تشويش مسيرات كانت بحوزة قوات الدعم السريع، وذلك عقب استعادة منطقة أم درمان القديمة من يد الدعم السريع في مارس الفائت.

وفي تقرير أصدرته  العفو الدولية الاسبوع الماضي قالت المنظمة انها تعرفت على أسلحة خفيفة وذخائر مصنعة حديثًا من طائفة من الدول، تستخدمها مختلف أطراف النزاع في معارك السودان.

وأضافت: “استخدم الجيش وقوات الدعم السريع أجهزة التشويش المتطورة ضد المُسيّرات وقذائف الهاون والبنادق المضادة للعتاد المصنوعة في الصين”.

[ad_2]
المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى