السياسة السودانية

جنوب السودان يرفض تأكيد نشر قوات أوغندية على أراضيه

جوبا 13 مارس 2025 – رفضت حكومة جنوب السودان، الأربعاء، تأكيد نشر قوات أوغندية داخل أراضيها وسط تصاعد التوترات السياسية والعسكرية، مما أثار مخاوف من تصعيد جديد بين الفصائل المتنافسة واحتمال تجدد النزاع.

وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان، رمضان محمد عبد الله، في تصريح لـ” سودان تربيون” إن هذه المسألة تندرج ضمن اختصاص مؤسسات الدفاع والأمن الداخلي.

وأضاف: “هذه قضايا تتعلق بالدفاع والأمن، وأنتم تعرفون الجهة المختصة. وزير الدفاع، وزير الداخلية، ووزير الأمن الوطني هم الأقدر على تقديم المعلومات حولها”.

جاءت تصريحات الوزير في أعقاب تقارير بثت الثلاثاء تحدثت عن نشر قوات خاصة من قوات الدفاع الشعبية الأوغندية في العاصمة جوبا، وهو ما أكده لاحقًا المتحدث باسم القوات ورئيس هيئة أركانها.

ورغم مشاهدات علنية لجنود أوغنديين في مطار جوبا الدولي، لم تؤكد الحكومة في جنوب السودان أو تنفِ هذه المعلومات رسميًا.

ولا تزال الظروف المحيطة بنشر القوات الأوغندية غير واضحة، حيث لم تصدر البرلمانات في أوغندا أو جنوب السودان أي توضيحات رسمية.

وربط محللون سياسيون وأمنيون هذا الانتشار بتصاعد التوترات الأخيرة والاشتباكات العسكرية، بما في ذلك هجمات نفذتها مجموعات شبابية مسلحة تُعرف باسم الجيش الأبيض، يُزعم ارتباطها بـ الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة.

وتشير التقارير إلى أن هذه المجموعات هاجمت وقتلت جنرالًا في قوات دفاع جنوب السودان (SSPDF) في بلدة الناصر بولاية أعالي النيل، ما زاد التوتر بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وتلك التابعة لنائبه الأول رياك مشار، الذي يتزعم التيار المعارض.

كما تمكنت المجموعات المرتبطة بـجناح المعارضة من السيطرة على بلدة الناصر، ما أسفر عن مقتل عدد من الجنود بينهم قائد في قوات دفاع جنوب السودان.

ودفع هذا التصعيد حكومة الرئيس سلفا كير إلى تشديد الإجراءات ضد حلفاء مشار، حيث اعتُقل وزير البترول وعدد من كبار المسؤولين العسكريين المرتبطين بنائب الرئيس الأول.

وأثارت هذه التطورات مخاوف جديدة بشأن استقرار اتفاق السلام الموقع عام 2018، الذي أنهى حربًا أهلية استمرت خمس سنوات.

وانتشر مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي في جنوب السودان يحتوي على تسجيل صوتي للمتحدث باسم قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، اللواء فيليكس كولاييجيي، يؤكد فيه نشر القوات الأوغندية.

وقال كولاييجيي: “المهمة تهدف إلى دعم حكومة جنوب السودان في ظل تزايد حالة انعدام الأمن في البلاد”.

وشدد المتحدث العسكري على أن الانتشار يخدم مصلحة كل من الأوغنديين ومواطني جنوب السودان، مضيفًا: “لو لم يكن هناك اتفاق، لكان ذلك اجتياحًا”.

وتابع: “قواتنا موجودة بالفعل في البلاد، وستستمر المهمة طالما استمرت التهديدات الأمنية. سنحدد موعد الانسحاب بناءً على تطورات الأوضاع، ولا يمكنني الكشف عن عدد القوات المشاركة”.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى