السودان: صحفيون يشكون من المضايقات ويطالبون بتوضيحات لمفهوم «الأمن القومي»
بورتسودان، 9 مارس 2025 ـ شكا صحفيون سودانيون من المضايقات في الحصول على المعلومات وطالبوا بتحديد واضح لمفهوم “الأمن القومي”.
ويشكو اعلاميون من تضييق السلطات على الصحفيين، حيث جرى تعليق نشاط قناة الشرق السعودية في أعقاب نشرها تسريبات عن التعديلات الدستورية قبل نشرها رسميًا.
وقال نقيب الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس، خلال ندوة عن ” الحريات الصحفية”، ببورتسودان عقدت ليل أمس السبت إن غياب المعلومات وتضييق الحصول عليها قاد إلى تفشي الشائعات والأخبار الكاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر انتشار الشائعات نتيجة طبيعية لغياب المعلومات من مصادرها، مطالبًا ببناء علاقة بين الصحافة والسلطة أساسها القانون وتبادل الاحترام.
بدوره، قال مدير مكتب قناة الشرق بالسودان، خالد عويس، خلال الندوة، إن السلطات لم تسلم القناة خطابًا رسميًا بشأن إغلاقها حتى الآن، حيث جرى إبلاغهم عن القرار عبر الهاتف.
وأوضح عويس أن الخبر الذي أغلقت بسببه القناة نشرته عدة قنوات ووكالات، مشددًا على أحقية الشعب في الاطلاع على الدساتير قبل إجازتها.
وعلقت وزارة الإعلام نشاط قناة الشرق في 20 فبراير المنصرم، بعد نشرها خبرًا يتعلق بالتعديلات الدستورية، حيث سبق هذا الخبر حملة تحريض ضد القناة من مؤيدين للجيش بذريعة إيرادها تعليقًا من قوات الدعم السريع في أحد تقاريرها.
وتعرضت القنوات الخارجية خلال شهور الحرب لحملات تحريض متواصلة، وسبق أن علقت السلطات نشاط قناتي “العربية” و”الحدث” في أبريل 2024 بحجة تجديد الترخيص قبل ان تسمح لها بمعاودة العمل.
وقالت مديرة مكتب العربية “الحدث”، لينا يعقوب، إن قرار تعليق نشاط قناة الشرق جاء دون سند من اللوائح والقوانين.
وانتقدت ما وصفته بـ “مزايدات المسؤولين” بإجراء مقارنات بين الحريات الصحفية في السودان والبلدان الأخرى.
ودافع وزير الإعلام خالد الأعيسر عن قرارات وزارته، قائلًا إن البلاد تعيش مرحلة متقدمة من الحريات الصحفية، متمسكًا بما سماها بـ “الخطوط” التي تحدد ما هو مهني وموضوعي.
وأجمع الصحفيون على أن استخدام السلطات لمفهوم “الأمن القومي” يتم وفق أمزجة المسؤولين، مطالبين بتحديد واضح واتفاق على المفهوم قبل إلزام الصحافة به.
المصدر