الحصاحيصا، 16 يناير 2025 – أفادت كيانات حقوقية، الخميس، بمقتل 21 مدنيًا خلال هجمات متفرقة شنتها قوات الدعم السريع على عدة مناطق بولاية الجزيرة وسط السودان.
وتنفذ الدعم السريع موجة هجمات جديدة على قرى جنوب وشرق ولاية الجزيرة، بعد الخسارة العسكرية التي مُنيت بها على يد الجيش وحلفائه في محلية أم القرى ومدينة ود مدني، حاضرة الولاية، مطلع هذا الأسبوع.
وقالت مجموعة محامو الطوارئ، في بيان إن “الدعم السريع شنت هجومًا عنيفًا على قرية الخيزان بوحدة أبو قوتة الإدارية التابعة لمحلية الحصاحيصا، أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة أكثر من 20 آخرين، بينهم نساء”.
وأفادت المجموعة، التي تعمل على كشف الانتهاكات وتوثيق الجرائم، بأن الهجوم أدى إلى تهجير كامل لسكان قرية الخيزان، التي تمركزت فيها قوات الدعم السريع بعد أن ارتكبت اعتداءات واسعة ضد المدنيين ونهبت ممتلكاتهم.
وذكرت أن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات جسيمة، شملت القتل خارج نطاق القضاء بحق المدنيين، والتهجير القسري، والنهب، والخطف، والاحتجاز، والاختفاء القسري، معلنة إدانتها لهذه الجرائم، وطالبت بوقفها ومحاسبة المسؤولين عنها.
وفي السياق، قال مؤتمر الجزيرة إن قوات الدعم السريع أقدمت على ذبح المواطن علي النعيم وابنه الطيب خلال هجومها على قرية العشرة التابعة لريف أبو قوتة بمحلية الحصاحيصا، شمال ولاية الجزيرة.
وذكر أن قوة من الدعم السريع، قوامها مرتزقة من جنوب السودان، هاجمت قرى البشاقرة غرب، والشرب، والمقاريت شمال مدينة ود راوة بمحلية شرق الجزيرة، حيث قتلت 4 مدنيين وأصابت العشرات، بينهم نساء وأطفال.
وأفاد المؤتمر، وهو كيان ينشط في كشف الجرائم في ولاية الجزيرة، بأن الهجوم دفع سكان قرى البشاقرة غرب، والشرب، والمقاريت إلى الفرار إلى قرية التكية شرق النيل الأزرق عبر المراكب.
وتحدث عن أنباء تفيد بتزايد أعداد القتلى والمصابين الذين تم إسعافهم إلى قرية التكينة.
وفي ذات السياق، قالت لجان مقاومة الحصاحيصا إن “المليشيا – الدعم السريع – تقوم باختطاف واحتجاز الأسر والأفراد، وتطالب بأموال طائلة مقابل الإفراج عنهم، مع عدم ضمان التزامها الكامل، نظرًا لاحتكارها الإنترنت”.
واعتبرت ذلك استمرارًا لسلسلة الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين العزّل في مدينة الحصاحيصا.
وتورطت قوات الدعم السريع في مجازر مروعة وانتهاكات بشعة بحق سكان الجزيرة منذ سيطرتها على معظم أنحاء الولاية في أواخر عام 2023، فيما بدأ الجيش وحلفاؤه في استعادة بعض المناطق الحيوية، مثل أم القرى وود مدني.
الأربعاء، قالت لجان مقاومة الحصاحيصا إن قوات الدعم السريع تواصل عمليات النهب الواسعة للممتلكات والأموال، وتنكّل بمواطني محلية الكاملين التي تجاور المدينة.
وكشفت عن مقتل مواطنين بمدينة أبو عشر، هما محمد أبو القاسم ومحمد نور محمدين، برصاص الدعم السريع، التي صادرت وأوقفت جميع أجهزة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك، ومنعت السكان من الخروج.
ونفذت الدعم السريع إجراءً مماثلًا في رفاعة، بمنع السكان من مغادرة المدينة، حيث يتهمها ناشطون باتخاذ المدنيين دروعًا بشرية في ظل توقعات بشن الجيش هجومًا على مناطق شمال وشرق ولاية الجزيرة.
ويطوق الجيش وحلفاؤه المواقع التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة من ثلاثة اتجاهات، هي: أم القرى وأبو صالح شرقًا، وود مدني جنوبًا، والمناقل غربًا.
المصدر
