قيادي: نخطط لوضع دستور وتشكيل برلمان في حكومة مرتقبة بمناطق الدعم السريع
كمبالا 8 يناير 2025 ـ قال القيادي في الجبهة الثورية السودانية نمر عبد الرحمن، الأربعاء، إن قوى سياسية وحركات مسلحة شكلت لجنة لوضع دستور وتخطط لتشكيل برلمان ضمن هياكل الحكومة المزمع تشكيلها في مناطق تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
وشارك ممثلون للدعم السريع، في مشاورات مع قوى سياسية وحركات مسلحة وشخصيات مستقلة ومنظمات مجتمع مدني لتشكيل حكومة مدنية في مناطق سيطرة القوات وتحت حمايتها، في خطوة لا تزال تثير جدلاً واسعاً.
وقال نمر عبد الرحمن وهو والٍ سابق لولاية شمال دارفور في مقابلة مع “سودان تربيون” إن “الوثيقة الدستورية أقرت تشكيل برلمان، إضافة لمجلسي السيادة والوزراء والشركاء، وهذه مسائل موضوعة في الاعتبار في هياكل الحكومة القادمة”.
واشار إلى أن اللجنة القانونية المكلفة بوضع دستور الحكومة المرتقبة وضعت الوثيقة الدستورية ضمن مرجعياتها.
وتوصل الجيش وقوات الدعم السريع وتحالف الحرية والتغيير في أغسطس 2019، إلى الوثيقة الدستورية التي بموجبها تقاسما السلطة قبل ان يطيح القادة العسكريون بالائتلاف المدني في انقلاب نفذوه في 25 أكتوبر 2021.
وأوضح نمر أن الحكومة المُقبلة ستشرف على كل الأراضي السودانية وستشارك فيها قوى سياسية وحركات كفاح مسلح علاوة على منظمات مجتمع مدني وشباب ونساء فضلاً عن شخصيات مستقلة من كل بقاع السودان مع مراعاة التمثيل الجغرافي والكفاءة.
وأضاف قائلا “الحكومة المقبلة هي لكل السودانيين وستكون في كل مناطق السودان وهي ليست مقتصرة على منطقة أو رقعة جغرافية مُحددة أو موقع تحت سيطرة أي من القوات المتحاربة”.
وطالب كل الجهات المتحاربة بالتعاون والعمل مع الحكومة من أجل وقف الحرب وإحلال السلام والاستجابة لنداءات ومبادرات الحكومة التي تهدف لوقف الحرب وإحلال السلام في البلاد.
وذكر أن باب المُشاركة مفتوح للجميع ولكل السودانيين المستقلين والأحزاب السياسية والتابعين لحركات الكفاح المسلح والمجموعات النسوية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني مع استثناء حزب المؤتمر الوطني وواجهاته والذي قال إنهم ليس لهم مكان في الحكومة.
وأفاد بأنهم الآن يعملون على إعداد هياكل وبرامج ورؤية الحكومة والخطة الاستراتيجية لها في وقف الحرب وإحلال السلام من دون التطرق لاسماء الشخصيات التي ستتولى المناصب في الحكومة.
وتابع “ما زال أمر تولي رئاسة الحكومة قيد النقاش والحوار ولم يتم الفصل فيما يتعلق بالشخصيات بصورة عامة ولم تحدد أسماء أشخاص بعينهم لمجلس السيادة والوزراء وهذا أمر غير مهم والمهم الآن هو تأسيس الحكومة من شخصيات لديها القدرة والكفاءة والاستمرار في إيقاف الحرب وإحلال السلام”.
ونفى تحديد موعد قاطع لإعلان الحكومة إلا أنه عاد وقال إن “الاجتماعات مستمرة وإعلان الحكومة في القريب العاجل”.
وفي سؤال حول التباين داخل أروقة تحالف تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” حيال الحكومة أجاب نمر بقوله “إن تشكيل الحكومة الجديدة لن يسبب خلاف خاصة وأن هناك تجارب لدول عديدة وتشكيل الحكومة ما هو إلا واحد من وسائل وقف الحرب وإحلال السلام وهي وسيلة للعمل بطريقة منظمة ومسؤولة من أجل إيقاف الحرب وإعادة السلام في البلاد”.
وذكر أن هناك تجارب كثيرة في التحالفات حول الإختلاف في الوسيلة وضرب مثالاً بالتحالف الوطني الديمقراطي وتحالف نداء السودان الذي كان يرأسه زعيم حزب الأمة القومي الراحل الصادق المهدي والذي كان يضم طيف من القوى السياسية والحركات المسلحة.
وتابع “نحن كنا نستمد نضالنا من العمل المسلح ونعمل مع الجماهير في الاتجاه الآخر من أجل إسقاط نظام المؤتمر الوطني وهذه الخطوة لن تقسمنا واتينا للحرية والتغيير التي جمعت السودانيين بمختلف رؤاهم السياسية فهو تحالف يضم يمينيين متطرفين ويساريين معتدلين في الوسط وجمعنا برنامج وبيننا حاملي السلاح وآخرين لا يؤمنون بمسألة السلاح وعملنا مع بعض”.
واستبعد نمر أن يتسبب تشكيل الحكومة المقبلة في تقسيم تحالف “تقدم” ونوه لوجود قناعة لدى الكثيرين بأن تشكيل الحكومة واحد من الوسائل المهمة والمفيدة للتصدي للواقع الراهن والانقسامات الحالية في السودان.
وقال “نريد فقط كل السودانيين والسودانيات المهتمين بجمع قوى الثورة وتشكيل الحكومة ما هي إلا وسيلة لمن اقتنع بها أمثالنا ولا بد من أن تكون هناك حكومة تتصدى للواقع الحالي في السودان من خطاب الكراهية ومؤشرات تقسيم البلاد”.
وأكد إحترامهم لآراء الآخرين وقرارات مؤسساتهم سواء كانت أحزاب سياسية أو حركات مسلحة التي رفضت تشكيل الحكومة. وتابع “تجمعنا تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) التي نعمل فيها كلنا مع بعض ويجب تصحيح هذا الفهم وعدم التفكير بأن تشكيل الحكومة سيقسم القوى المدنية”.
وكشف عن وجود قضايا كثيرة محل خلاف داخل “تقدم” من بينها طرح عقد مؤتمر مائدة مستديرة والذي قال إن “عددا كبيرا من مكونات التحالف غير موافقة على فكرة المائدة المستديرة، بينما آخرون ينادون بإعلان الجبهة المدنية العريضة والحديث عن دولة علمانية وهي نقاط خلاف.. لماذا التركيز في تشكيل الحكومة فقط؟”.
وطالب نمر الرافضين لفكرة الحكومة بالاتيان برؤية أفضل من تشكيل الحكومة تعمل على وقف الحرب، لكون أن القاسم المشترك الذي يجمع بين تشكيل الحكومة والجبهة المدنية العريضة وتنسيقية “تقدم” هو عملية وقف الحرب وإحلال السلام.
المصدر