السياسة السودانية

هيومن رايتس ووتش: الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب في جنوب كردفان

نيروبي 10 ديسمبر 2024 ــ قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، الثلاثاء، إن قوات الدعم السريع قتلت عشرات المدنيين واغتصبت 79 فتاة وامرأة في هجمات على بلدتين بجنوب كردفان.

وذكرت المنظمة أن قوات الدعم السريع ارتكبت أفظع الجرائم ضد العُزل والنساء في المناطق التي تجتاحها، لا سيما العنف الجنسي الذي تستخدمه كاستراتيجية لإذلال المجتمعات المحلية وإجبارها على التعايش مع بطشها.

وقالت المنظمة، في تقرير أطلعت عليه “سودان تربيون”، إن “قوات الدعم السريع، خلال الفترة بين ديسمبر 2023 ومارس 2024، قتلت عشرات المدنيين وجرحت واغتصبت كثيرين في موجات هجمات على هبيلة وفايو في ولاية جنوب كردفان”.

وأشارت إلى أن هذه الهجمات، التي استهدف معظمها إثنية النوبة، تُشكل جرائم حرب.

وزار باحثو هيومن رايتس ووتش، خلال أكتوبر الماضي، مناطق تخضع لسيطرة الحركة الشعبية ـ شمال، حيث فرّ إليها عشرات الآلاف من المواقع التي شهدت معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأجرى الباحثون مقابلات مع 70 نازحًا، بينهم 40 ناجيًا من هجمات الدعم السريع على هبيلة وفايو والقرى المجاورة، إضافة إلى 24 شخصًا آخرين، منهم مسؤولون محليون وعمال إغاثة.

ووثقت المنظمة مقتل 56 شخصًا أعزل، بينهم 11 امرأة وطفل واحد، خلال هجمات الدعم السريع التي تضمنت إعدامات في المنازل وقتلًا في الشوارع. كما وثقت المنظمة اغتصاب 79 فتاة وامرأة، تضمنت بعض الحالات عبودية جنسية.

انتهاكات بشعة

وقال التقرير إن مقاتلي الدعم السريع هاجموا هبيلة في 31 ديسمبر 2023، حيث قتلوا في هجمات متعددة استمرت عدة أيام 41 مدنيًا ومقاتلًا أعزل، وجرحوا آخرين، واغتصبوا نساء وفتيات، ونهبوا المنازل على نطاق واسع.

وأفادت ثلاث نساء بأن الدعم السريع قتل 8 أشخاص على الأقل، بينهم أقاربهن، في “الحوش العائلي الذي لجأت إليه أسرهن في حي الصفا”، وذلك في أولى هجمات الدعم السريع على هبيلة.

وذكرت المنظمة أن المدنيين تعرضوا لإطلاق نار وقُتلوا أثناء فرارهم من هبيلة بعد استيلاء الدعم السريع عليها، كما أعدم جنود عزل في منازلهم.

وأكدت المنظمة أن الدعم السريع هاجم مدينة فايو مطلع هذا العام، حيث قتل 21 مدنيًا، واختطف 18 امرأة وفتاة، و5 رجال، ونهب ودمر ممتلكات مدنية في سلسلة مداهمات على البلدة.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية، وفقًا للتقرير، علامات نهب وحرائق في هبيلة وفايو، وأضرارًا ناجمة عن الحريق في أربع قرى مجاورة، إحداها قرية تونجول الواقعة على بعد 12 كيلومترًا جنوب غرب هبيلة.

وأضاف التقرير: “يُظهر مقطع فيديو رجالًا يرتدون زي قوات الدعم السريع يركبون دراجة في القرية، حيث أمكن رؤية المنازل تحترق طوال الطريق، فيما أظهرت تحليلات صور الأقمار الاصطناعية احتراق المنازل بين 11 و14 فبراير الماضي”.

وتابع التقرير: “يشكل القتل المتعمد للمدنيين، والاغتصاب، والأشكال الأخرى من العنف الجنسي، والنهب، والتدمير المتعمد للممتلكات المدنية، جرائم حرب”.

واعتبر باتيست غالوبين، الباحث الأول في الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش، انتهاكات الدعم السريع بحق المدنيين في جنوب كردفان مثالًا على الفظائع المستمرة في السودان.

ودعا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى اتخاذ خطوات حاسمة لنشر بعثة لحماية المدنيين من القوات التي تعيث فسادًا.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى