السياسة السودانية

حول مقولة المتغطي بالروس عريان

(١) العلاقات الخارجية للدول في جوهرها هي تعبير عن المصالح الداخلية للدولة اي تعبير عن المصالح العليا للأمة وهكذا يجب أن تدار السياسة الخارجية السودانية بتوازن ووعي وعمق استراتيجي دون ارتهان او وصاية. مع التركيز على تفجير طاقات المجتمع فهو الأصل في صناعة مشروعات النهضة والمناجزة والدفاع عن سيادة الدولة وشرف وكرامة الأمة.
(2)
ذهنية الشعور بالدونية والعجز الحضاري خاصة وسط النخب المستلبة ادت الى إشاعة ثقافة ان السودان منطقة ضغط حضاري منخفض، هذه الحالة سماها الباقر العفيف في رؤيته عن ازمة الهوية في السودان حمل المتاع.هذه الذهنية دائما تتطلع إلى الاعتراف بشخصيتها الحضارية من الخارج ، تهفو إلى تصنيف ذاتها الهوياتية من الخارج ، تتوق إلى تصنيف عباقرتها في الثقافة والأدب والعلوم والفن من الخارج وقديما سمق نجم شعراءنا الكبار امثال التجاني والعباسي لأن تصنيف عبقريتهم في الشعر والاب ورد إلينا من مصر.
قس على ذلك تصنيف القيادات السياسية، والاحزاب السياسية منذ بواكير نشأتها استلهمت أصولها الفكرية ومرجعياتها السياسية والتنظيمية من الخارج، وكانت الثمرة المريرة لهذه الذهنية اعتزالها المجتمع وكنكشتها في أهداب السلطة مما أدى إلى هيمنة مؤسسات السلطة وضعف مؤسسات المجتمع.
(3)
ذهنية الاستلاب والاحساس بالدونية والارتهان للخارج بلغت قمة انحطاطها وحد الارتزاق عقب ثورة ديسمبر 2018م وذلك عندما باعت قيادات قحت / تقدم ، الثوار وشعارات الثورة، بل ومصالح الأمة والدولة العليا ورهنت ذاتها لأموال الاقطاعي محمد بن زايد ، وشرفها السياسي لبندقية المرتزق على الشيوع حميدتي وهي تتوهم بتحطيم إرادة الشعب والجيش والعودة للسلطة وتسليم السودان بالضبة والمفتاح لدويلة الامارات.
(4)
ثمة حالة من التشابه بين الحالة السورية والسودانية،فالشعب السوري الأبي أسقط نظام استبدادي طائفي ، عشائري وراثي من اجل بناء سوريا الحرة الديمقراطية التي تسع جميع طوائفها ومجتمعاتها
وكذلك الشعب السوداني يتلاحم مع جيشه الباسل رافعا شعار جيش واحد وشعب واحد من اجل هزيمة مشروع تدمير وتقزيم الدولة السودانية في مملكة آل دقلو والذي تموله بالمال والسلاح والمرتزقة دويلة الامارات وأداته العسكرية المليشيا الارهابية وواجهته السياسية قيادات تقدم.
ان الاستمرار في تنزيل شعار المقاومة الشعبية والمتمثل في جيش واحد شعب واحد حتى ينتهي بالتدريب والتسليح النوعي الشامل لكل الشعب السوداني هو العنصر الاستراتيجي للانتصار على مليشيا آل دقلو في الميدان وإعادة الاعمار، وتأسيس مشروع النهضة الوطنية على هوادي الحرية والعدالة والوحدة والديمقراطية المستدامة والمتغطي بإرادة وصلابة شعبه وجيشه دوما منتصر.

عثمان جلال
الاثنين : 2024/12/9


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى