الزوج ابن أمه.. كيف يمكن فطامه؟
من الطبيعي والمفروض، أن يحترم ويحب ويبر الرجل أمه حتى بعد زواجه. وقد يكون من المقبول أن يراعي خاطرها ويطلب رضاها باستشارتها في بعض جوانب شؤونه الزوجية والمعيشية. لكن، أن يتحول به ذلك إلى عجينة طرية في يدها تشكلها كيفما شاءت دونما حول منه ولا قوة، فهنا سنكون أمام حالة خاصة وشاذة يطلق عليها في أغلب ثقافات العالم “الزوج ابن أمه”.
وليد ماماه
يطلق على هذا النوع من الأزواج بلهجتنا العامية “الراجل وليد ماماه”، مثلما تقول سعاد، 26 سنة ، التي كانت متزوجة سابقا من أحد هؤلاء، قبل أن تطلق منه لأنه كما تضيف: “كان ولا شيء أمام سلطة وسطوة وسيطرة والدته التي كنت أشعر بأنني متزوجة منها لا منه. فالرأي كان رأيها والقرار قرارها في أغلب شؤون حياتنا الزوجية والمعيشية. بل تصوروا أنه كان يقسم ليالي مبيته بيننا، فيقضي ليلة عندي وأخرى في غرفتها. بل وعلى سريرها. بحجة أنها تخاف النوم بمفردها وتشعر بالوحدة بعد وفاة زوجها. ولكن مشكلتي معه كانت أبعد من ذلك بكثير. وتكمن في أنه كان بلا شخصية أمامها. ومع الوقت، امتد ذلك ليشملني فأصبحت كاللعبة بين يديها تسيرني كيفما تشاء. فتصوروا أنه حتى مسألة إنجابنا لطفل كان الرأي لها فيها. فحينما أشارت عليه بتأجيل ذلك إلى أن يستكمل تشييد منزل عائلته، استجاب لها وحرمني من حقي في الأمومة لأكثر من عامين. وكان خيرا ما فعل. لأنه بذلك سهل علي قرار الطلاق الذي اتخذته لاحقا لأفرّ بجلدي من زوج ابن أمه.”
اعتمادي اتكالي
في الواقع، سلوكات الزوج ابن أمه أعمق من أن تكون مجرد بر بوالدته واستجابة لأمر ديني يقضي بطاعتها، حيث يتعدى ذلك إلى إصابته في الحقيقة بما يسمى اضطراب الشخصية الاعتمادية الذي ليس مرتبطا بجندر معين، مثلما توضح أخصائية علم النفس، فتيحة سعدون: “إذ يمكن أن يصيب الجنسين على حد سواء. ولكنه يكون مستهجنا أكثر لدى الرجل، لأنه من المفروض ألا يكون تابعا لأحد، وإنما ذا شخصية مستقلة وقائدا لأسرته.”
ولتمييز الزوج الاعتمادي هناك مجموعة صفات توضحها محدثتنا: “فهو دائم الاتكال على الآخرين. ويتميز بتبعية غير اعتيادية لأمه، حتى في مسألة اختيار شريكة حياته. ليس مكتفيا بذاته. غير ناضج فكريا ونفسيا واجتماعيا. يعاني من تدني تقدير الذات. ويقدم تنازلات لكي يحافظ على علاقاته بالأشخاص الذين اعتاد أن يفكروا له ويتخذوا قراراته نيابة عنه. يخشى التعبير عن رأيه وصوته دائما من دماغ والدته أو غيرها من الأشخاص.”
كيف يمكن فطامه؟
تؤكد الكثير من زوجات أنه من المستحيل تغيير الزوج ابن أمه. ولكن لا يأس مع الحياة، كما تقول الأستاذة سعدون، إذ يمكن فطامه عن تبعيته لوالدته عبر التقيد بالإرشادات التالية:
-تحلي بالصبر وطول البال واعلمي أن الفطام النفسي لزوجك عن تبعيته لوالدته سيأخذ وقتا طويلا نوعا ما.
-ورغم أنه من غير المحبذ في العلاقات الزوجية الطبيعية أن تأخذ الزوجة دور الأم في حياة زوجها، إلا أنه في حالة الزوج ابن أمه ننصحها بذلك. وهذا بتدليله وتوجيهه وتصويب أغلاطه برفق ولين.
-تشجيعه على اتخاذ القرارت وامدحي حسن تدبيره وتفكيره، لأن أصل مشكلته يكمن في أن والدته أنشأته على قناعة أن كل قرارته خاطئة وعليها تصويبها دائما.
-إن أهم خطوة نحو الحل تكمن في الاستقلال المادي والمكاني عن أم الزوج. لهذا احرصي على العيش في بيت مستقل عن أهله. ولكن هذا لا يعني أن تقاطعيهم. وإنما حاولي برهم بقدر ما تستطيعين.
ليلى حفيظ – الشروق الجزائرية
مصدر الخبر