السياسة السودانية

الأعوج رای، والعديل راى!! – النيلين

(لو كل زول إشتغل شغلو، البلد دي ما بتجيها عوجة!!) هذا درس لقنني إيَّاه (ساعاتی) كان يعمل علی طبلية أمام دكان خالي المرحوم محجوب عبد العظيم فی سوق الضعين، وذلك عندما قمتُ بمساعدة زبون فی تركيب (كتينة ساعة) إشتراها من المحل، ولم يستطع تركيبها، فقمتُ، بإستخدام معدات الساعاتي (تَبَرُّعاً) فاغتاظ الساعاتي، وقال لی العبارة أعلاه، فمهمتي تنتهي عند البيع فقط، لتبدأ مهمة الساعاتي ويأخذ أُجره، والكل كاسب، ولكن تدخلي غير المبرر حرم الساعاتي من الكسب.

والمتابع لما يدور فی كثير من مواقع التواصل الإجتماعي أثناء حرب الكرامة، يری نماذج لنوع مَنْ يتدخل فی ما لايعنيه، بل ويصر علی إن رأيه (صواب لا يحتمل الخطأ ورأی غيره خطأ لا يحتمل الصواب) عكس المقولة التی تقول (رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)، وهي مقولة منسوبة للإمام الشافعي، وقريباً منها مقولة أخرى شائعة عن الفيلسوف الفرنسى فولتير تقول: (قد أختلف معك فى الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتى ثمناً لحقك فى التعبير عن رأيك).

وحتی لا يأخذنا الاستطراد بعيداً عن هدف هذا العمود، وهو الدعوة:- لكل صاحب رأي أن يُدلِي برأيه في ما يعنيه، وللابتعاد عن القضايا ذات الطبيعة المتخصصة، مثل كيفية إدارة المعارك العسكرية، التی يقوم بها الجيش تنفيذاً للخطة التي وضعتها القيادة العامة،التي تتوفر علی المعلومات الدقيقة عن العدو، بالإضافة إلیٰ معرفتها بما لديها من قوات وسلاح وذخاٸر ومركبات، وعن كيفية الإستعواض لما ينقص من لوجستيات، وخارطة زمانية ومكانية لمسارح العمليات وهذا ما لايمكن أن يتوفر للمتداخلين (الملكية) بل وحتی العسكريين بالمعاش، لأن المتغيرات لا تتوقف، وهذا ما يحتاج إلیٰ إعادة التحديث المستمر علی مدار الساعة، ولهذا تُقَدَّم اليوميات، ودفاتر الحوادث فی كل وحدة، تتضمن خانة للتاريخ والوقت والحدث والإجراء، والتمام المستمر، فضلاً عن إن كل قادة وضباط الجيش قد نالوا تدريبات لا تنقضي فی دورات حتمية وأخریٰ متخصصة، وقضوا جلّ عمرهم في العمل بالجيش، خلافاً لكل الذين لا دراية ولا دُربة ولا خبرة لهم في القتال.

– ونحن نری بشاٸر النصر رأي العين، فالرأي (حتیٰ الآن) هو لمن أصبعه علی الزناد فی الخندق، وليس لمن أصبعه علی الكيبورد فی الصالون !!

هل يُفتي (قاعدٌ) في (قاٸمٍ) ؟؟ أو كما قال الدبلوماسی الشاعر خالد فتح الرَّحمٰن:-

هذا ما لا الشرع يرضاه.

و لا الفقه يسنده.

و لا المنطق يسوِّغه.

و لا الظرف يقتضيه.

و لا الجنان يقبله.

و هل يفتي قاعدٌ في قائم..!!

ألا ما أطول المسير و ما أقل النصير، ومع ذلك يظل الأعوج رأي والعديل رأي.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل.

-الخِزی والعار لأعداٸنا،وللعملاء

-وما النصر إلا من عند الله.

-والله أكبر، ولا نامت أعين الجبناء۔

محجوب فضل بدری


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى