نموذج أفريقيا الوسطى هو ما يتم السعي لاستدراج السودان نحوه ، لا نموذج ليبيا حفتر ولا نموذج يمن الحوثي.
نموذج دولة أفريقيا الوسطى حيث القتال المجتمعي من سنة 2013م ومن ملامحه قيام جميع الميليشيات الإثنية بنهب البنوك والممتلكات العامة والبيوت وارتكاب كل ما يخطر وما لا يخطر على بالك من إنتهاكات حيث القتال لا يعرف التفريق بين محارب مسلح ومدني أعزل فهذا ليس في ثقافتهم ولا أفق تفكيرهم فطالما أنت من الإثنية العدوة إذن أنت مستهدف في كل ما تملك : بيتك ، مالك ، شرفك ، حياتك …
أفريقيا الوسطى حيث لا تحالفات دائمة بل تحالفات وانشقاقات أميبية للحركات المسلحة تغذيها الأحقاد والرغبة في الثأر وخلف المسرح مجتمع دولي يفهم جيدا بآليات علم الإجتماع العوامل المحركة والمحفزة لتلك المجتمعات ويعلم جيدا ثقافاتهم في القتال والمصالحات والتسويات ولكنه يعرقل ويعطل كل ذلك باستخدام آليات مزعومة للعدالة الدولية من خلال محاكم دولية تتعامل مع مطلوبات العدالة كقيم حسابية وكمية ووصفية مجردة من منظومة قيم الأطراف الفاعلة والمؤثرة.
أفريقيا الوسطى حيث تحالف المسلمين وقاتلوا المسيحيين ثم تفككوا وقاتل المسلمين المسلمين وتحالف مسلمين مع مسيحيين ضد مسلمين ومسيحيين ضد مسيحيين.
أفريقيا الوسطى حيث يتم إستدعاء رواسب التاريخ والإثنيات التي كانت متسيدة وتلك التي كانت مستعبدة لتغذية ضرام نيران حروب لا تنطفئ ولتستمر شركات المعادن الثمينة الأغلى من الذهب عشرات المرات في التعدين في مناطق سيطرة الميليشيات فتغذي خزائن الميليشيات وتتغذى مصانعها هي بالمعادن النادرة المطلوبة في كل صناعات التكنولوجيا فائقة السرعة والتطور.
وأنت يا صديقي تجلس مسترخيا وتغرد في جوالك الذكي إعلم أن في داخله معدن الكولتان النادر المنهوب من مكان ما في أفريقيا الوسطى أو الكونغو حيث الحروب المتجددة لا تنتهي.
ربما نعود لاحقا للكتابة عن أفريقيا الوسطى.
#كمال_حامد 👓
مصدر الخبر
