أسرى الحرب في السودان.. قصص رعب وحكايات اغرب من الخيال
[ad_1]
الخرطوم 27 أغسطس 2023- فتحت روايات وإفادات لمعتقلين في سلاح المدرعات جرى تحريرهم مؤخرا، باباً من جحيم الانتهاكات وعمليات التعذيب على خلفية الحرب الطاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل والتي اشتعلت في العاصمة الخرطوم وتمددت لولايات اخرى غربي البلاد.
يتكافأ جهازا الاستخبارات في كل من الجيش والدعم السريع في تنفيذ عمليات الاعتقال والأسر للأشخاص المدنيين والعسكريين بتهمة واحدة هي العمل مع الطرف الأخر.
في التاسع من مايو الماضي، تلقى “لؤي”- اسم مستعار- المنضوي تحت لواء الدعم السريع مكالمة من شخص مجهول تفيده باعتقال شقيقه أحمد ونقله إلى سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.
وبعد مكالمات واتصالات مع بعض زملائه السابقين في الجيش السوداني، قال لؤي لـ “سودان تربيون” إنه تفاجأ باتهام شقيقه الذي اعتقلته استخبارات الجيش بالتعاون مع قوات الدعم السريع ويتبع لوحدة “القوات الخاصة”.
وقال إن شقيقه “أحمد” ليس لديه أي تعاملات أو علاقات مع الدعم السريع أو حتى أصدقائه العسكريين في الجانبين.
وأضاف: “لم أصدق عندما كان أحد زملائي يصيح بعثوره على مبنى ملئ بالمعتقلين داخل سلاح المدرعات.. ركضت وكنت أصرخ مناديا على أحمد وعندما رأيته لم أصدق انه هو.. كان أشبه بشخص فاقد الوعي وخسر الكثير من وزنه”.
وفي مقطع فيديو لاقى رواجا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي ظهر الجندي في الدعم السريع وهو يحمل أخيه المتهالك بعد التمكن من تحرير الموجودين في السجن.
ويقول لؤي إن شقيقه تعرض لتعذيب وصفه بالوحشي للإدلال على مكانه ونوع عمله في قوات الدعم السريع ومتى التحق بها وعلاقته بقوة حراسة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
علي جانب أخر، يقول جندي بالقوات المسلحة السودانية لسودان تربيون إنه عثر على شقيقه مقتولاً في الحي السكني الذي يقيمون فيه بعد اندلاع الحرب بثلاثة اسابيع.
وسرد الجندي- طلب حجب اسمه، أن مجموعة من سكان الحي الذي يقع في مدينة بحري، أخبروا قوة من الدعم السريع بعمله في القوات المسلحة.
وقال إن القوة اقتحمت منزله ووجدوا شقيقه الأصغر بعد مغادرة أسرته لإحدى الولايات، وقاموا بتعذيبه لأخبارهم عن مكان عمله حالياً ومن ثم تصفيته بحسب روايات جيرانه الذين سمعوا دوي الرصاص وبعدها غادر جنود الدعم السريع المنزل.
وبينت إفادات أسرة تقطن حي “اركويت” شرق الخرطوم أن ابنها عاد بعد اعتقاله بواسطة استخبارات الجيش منذ 22 يونيو الماضي بتهمة العمل مع قوات السريع.
وفي رواية أخرى عثر على الشاب (م) ضمن المعتقلين الذين قالت قوات الدعم السريع انها قامت بتحريرهم أثناء معارك سلاح المدرعات.
وذكر خال الشاب (م) لسودان تربيون إنه تلقى اتصالاً من ضابط بقوات الدعم السريع أخبره بالعثور عليه ضمن المعتقلين في سلاح المدرعات وانه سيقوم بإيصاله.
عسكريون معتقلون
وروى جنود سابقون واخرون لازالوا بالخدمة في الجيش اعتقلوا من أماكن متفرقة في الخرطوم وحبسهم في غرف اعتقال “وحاويات” داخل سلاح المدرعات فظائع وانتهاكات وعمليات تعذيب وحشية.
وبجسده النحيل روى الجندي صدام آدم يتبع “للقوات الخاصة” في مقطع فيديو تحصلت عليه سودان تربيون من مصادر خاصة، تفاصيل اعتقاله بيد مجموعة تابعة للقوات المسلحة بحسب الزي الذي ترتديه.
وأضاف صدام في حديثه، إنه رغم تشكيكه في القوة التي اعتقلته لكنه علم لاحقاً أنهما مجموعة من “قوات هيئة العمليات والمجاهدين”.
وأكد اعتقاله بتاريخ 24 مايو 2023 في الخرطوم- لم يحدد مكان الاعتقال، وظل اسيراً حتى إطلاق سراحه بواسطة وقوات الدعم السريع يوم 22 أغسطس 2023.
وقال صدام إنه تعرض لتعذيب وحشي وصعق بالكهرباء بتهمة العمل مع قوات الدعم السريع ومدها بالمعلومات.
وقال جندي سابق بالجيش السوداني في مقطع فيديو أيضاً أنه اعتقل من حي الشجرة مقر سلاح المدرعات نفسه واتهم بالتنسيق والعمل مع قوات الدعم السريع.
وأكد أن قوة من الاحتياطي المركزي اقتادته أثناء ذهابه للسوق بتاريخ 13 مايو 2023 ونقله لسلاح المدرعات بحجة تعاونه مع قوات الدعم السريع رغم عدم اختصاص تلك القوة وامتلاكها لمعلومات حول المتعاونين فعلياً مع الدعم السريع.
فقد الجندي كمال التجاني نصف وزنه بعد اعتقاله لمدة شهرين منذ 7 يونيو الماضي بسلاح المدرعات.
وأكد التجاني، في إفادات اطلعت عليها سودان تربيون بعد إطلاق سراحه تلقتها من مصادر خاصة، تصفية عدد من الأسري داخل سلاح المدرعات- وفق زعمه.
واتفقت روايات المعتقلين نحيلي الجسم بعد فقدان نصف أو أكثر من أوزانهم جراء المعاملة القاسية التي كانوا يتلقونها في المعتقل إنهم كانوا يحصلون على كوبين ماء يومياً في السادسة صباحاً والرابعة عصراً بجانب وجبة واحدة وفي عدد من المرات وجبتين مع “رغيفة” واحدة.
عبودية واسترقاق
وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي” في تغريدة على منصة “إكس” الاثنين الفائت، إن قوات الدعم السريع، استطاعت تحرير عدد كبير من المدنيين الأبرياء كانوا معتقلين في سجون داخل قيادة المدرعات وهم في أوضاع إنسانية وجسدية ونفسية حرجة للغاية بسبب ما عانوه من عمليات التعذيب والإهانة والإذلال وفقا لحديثه
وأردف: “لقد تعرض المدنيين الذين تم تحريرهم من سجون العبودية والاسترقاق إلى التعذيب بطرق وحشية، والحرمان من الغذاء والرعاية الصحية خلال فترة احتجازهم”.
ورأى حميدتي، إنّ العالم أمام جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاك صريح لقانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني تتطلب إدانة وفتح تحقيقاً شفافاً حول الملابسات والظروف التي صاحبت احتجاز هؤلاء المواطنين الأبرياء من أجل استرداد كرامتهم”.
وأدانت مُبادرة مفقود “مجموعة طوعية مستقلة” في بيان، التعذيب والتجويع الذي مورس بحق أسرى كانوا محتجزين في معسكر المدرعات بالشجرة جنوب الخرطوم.
وأشارت إلى أنّه فِعل مرفوض ومخالف للقوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية سواءً كانوا مدنيين مخفيين قسرًا أو أسرى عسكريين.
وكشفت المُبادرة في البيان عن توارد أخبار عن حالات إخفاء قسري وقتل للمدنيين تزامنًا مع المعارك الواقعة في محيط معسكر المدرعات وما جاورها من أحياء.
وطالبت بإطلاق سراح المدنيين المخفيين قسراً ومعاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات ودون أي تمييز يقوم على العرق أو اللون أو الجنس، أو أي معيار مماثل آخر سواء كانوا لدى القوات المسلحة أو قوات الدعم السريع.
المصدر