معتصم أقرع: عرمنة قحت – النيلين
[ad_1]
من أكثر جوانب السياسة السودانية إثارة للعجب هو مدي استيلاء الحركة الشعبية العرمانية على جل سياسة قوى الحرية والتغيير على الرغم من ضيق قاعدة وعضوية الحركة العرمانية التي قدرت في حدود الثلاثين عضوا كما ورد في بعض التقارير.
فقدت الحركة العرمانية معظم أعضائها عندما انفصل الجنوب، وفقد فصيل عرمان معظم مصادر قوته عندما انقسمت الحركة إلى فصيلي الحلو وعرمان-عقار. كما ضعف فصيل عرمان أكثر مع الانقسام الذي قاده أردول وعسكوري وأصبح الشق العرماني صفرًا باردا عندما انقسم عقار ورهطه وذهبوا مع جيش البرهان.
وعلى الرغم من وصول شيعة فصيل عرمان تقريبا إلى مستوى الصفر إلا أن الرجل تمكن من السيطرة علي جل توجهات قوى الحرية والتغيير وأصبح حبرها الاستراتيجي الاعظم وعقلها المفكر وأهم المتحدثين باسمها.
وتكتمل المسخرة عندما تأتي دعوات قحت للسلام ووقف الحرب بقيادة ولسان الرجل الذي صعد الي دوائر السلطة والطبقات الحاكمة محمولا علي فوهة بندقية أشعلت حربا بعد حربا بعد حرب اكتوي بجحيمها السودان وتفتت. ليجسد الرجل مقولة زوربا عن رجل فقد أسنانه فوعظ وقال من العار ان تعضوا يا رفاق.
دون الإشادة بامتلاك عرمان لتسعمئة روح قط يتأقلم مع كل الظروف ويتحدث بكل الألسنة يمكن تفسير هذا الاستيلاء غير المشروع علي العقل القحتي – ان جاز التعبير – بحقيقة أن الرجل ثعلب مخضرم ادمن السياسة واجاد التواءاتها وأن قوى الحرية والتغيير فقدت مقدرتها علي التفكير لنفسها واتخاذ موقف مستقل لأسباب تعرفها مجموعاتها كما انها أصيبت بالسكتة الدماغية التي فاقمت اثار انيميتها الفكرية من المهد.
معتصم أقرع
مصدر الخبر