السياسة السودانية

شهادة ناجية سودانية من مليشيا الدعم السريع.. حكاية حزينة

[ad_1]

عندما سمعت تلك الأم تروي كيف رُوِّعت هي وولديها وبنتها لم أتمالك نفسي من ذرف الدموع .. السيدة تقيم في أحد الأحياء الراقية بالخرطوم ..

دخل عليهم سبعة من منسوبي مليشيا الدعم السريع من أبناء الرزيقات (كما أبانوا لاحقاً) يرتدون الكادمولات القميئة وتحتها ما اتفق من ملابس ..
وتفوح من بعضهم رائحة الخمر ..

.. تلك الأسرة التي تقيم قريباً من شارع الستين لم تخرج من بيتهم .. طيلة أيام الحرب .. وكانوا صامدين صابرين محتسبين ..

اقتحموا عليهم الباب عنوة وقالوا لهم أنتم كيزان لأنكم لم تخرجوا من بيتكم ولأنه بيت فخم وأثاثه فخم ..

قالت لهم نحن لسنا كيزان ولكن اغتربنا لربع قرن هي وزوجها المرحوم وبنوا بيتهم من عرق جبينهم : ولم ينهبوا ولم يسرقوا .. ولم يُروّعوا آمنين كما تفعل المليشيا
هنا تغيّر الاتهام قالوا لها جاءهم بلاغ بأن البيت به مقدم بالجيش ..

وشرعوا مباشرة في تفتيش البيت بحثاً عن الضابط المقدم وبدأوا بدولاب الملابس وأفرغوا حقائب يد تلك السيدة ونهبوا مصوغاتها ثم سلبوا سيارتيهما .. وكان ذلك من أجل المحافظة علي التحول الديموقراطي

وأسروا ابنيها أكبرهما طبيب امتياز عذّبوه بعد أسره ليعترف لهم أنه مقدم في الجيش ..
ثمّ أطلقوا سراحه بعد أن فدي نفسه منهم بتحويل عشرة مليار عبر تطبيق بنكك في حساب قائد هذه التجريدة الهمام .. واحتفظوا بالصبي وطالبوا والدته بفدية مائة مليار لإطلاق سراح الكابتن الصغير كما قالوا للأم المكلومة ..

ثمّ رضوا بعد ذلك بفدية عشرة مليار أخري في حساب القائد

ثمّ أغاروا علي منزل السيدة في اليوم التالي ليفرغوا البيت من كلّ أثاثه والأجهزة الكهربائية والشاشات وغرفة النوم ..

وأخرجوا لهم أسرة بمراتبها في فناء العمارة الأرضي تمهيداً للاستيطان بداخل دار الأسرة المنهوب
ثم بدأوا يتغزّلون في طفلتها ذات الخمسة عشر ربيعاً ..

كانت تلك ثالثة الأثافي فقد قررت السيدة مغادرة بيتها في اليوم التالي حفاظاً علي طفلتها
خرجت تلك السيدة من بيتها وقد تركت لجنود المليشيا وداعمي الاتفاق الإطاري كل شيء ليمكنوا من إعادة الديموقراطية ..

استأجرت حافلة متهالكة بمبلغ أربعمائة وخمسين مليوناً لتقلها وأسرتها الصغيرة إلي أحد الولايات الشرقية ..

ولم تنته المأساة هنا فقد دفعت هذه الأسرة أتاوات تتراوح بين العشرة والعشرين مليوناً لكل ارتكاز من ارتكازات المليشيا الاثني عشر التي مروا عليها في طريق خروجهم من ولاية الخرطوم..

فوصلوا وجهتهم معدمين منهكين مغبونين..
عاني الابن الكبير كثيراً من الجلوس الطويل علي الحافلة بسبب النزيف والألم من أثر الضرب علي ظهره ..
هذه تجربة حقيقية مرت بها هذه الأسرة الصغيرة ..

ذاقوا فيها أصناف الذلّ والمهانة ..

هكذا تعامل المليشيا الأسر السودانية.. ومازالوا يصرّون أنهم يحاربون من أجل استعادة الديموقراطية والقضاء علي الكيزان ..

ونحتفظ باسم السيدة لحين عودة الديمقراطية والمطالبة بالحقوق .. وقد أنشأنا صفحة بالفيسبوك لمثل هذه الحكايات ..

بابكر إسماعيل
٢٥ /٧ /٢٠٢٣

بابكر اسماعيل
بابكر إسماعيل

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى