على وقع معارك بالخرطوم.. قمة دول جوار السودان بمصر تدعو لحوار جامع بعيدا عن التدخلات الخارجية
[ad_1]
انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة -اليوم الخميس- أعمال قمة دول جوار السودان لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتداعياته السلبية على هذه الدول، في حين لا تزال المعارك مستمرة في الخرطوم.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -في افتتاح المؤتمر- إن السودان يمر بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وإن القتال المستمر منذ 3 أشهر نتج عنه إزهاق أرواح مئات من المدنيين ونزوح ملايين من السكان.
وأضاف السيسي أن الأزمة تتطلب معالجة جذورها عبر التوصل إلى حل سياسي شامل يستجيب لتطلعات الشعب السوداني، مطالبا أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي تم الإعلان عنها في مؤتمر دعم السودان.
كما قال الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إنه لا مبرر للحرب في السودان، ومبادرة دول الجوار لها آليات واضحة لتحقيق الاستقرار، وأضاف أفورقي أن القمة ترمي إلى أن تكون لشعب السودان الكلمة الأخيرة وإلى منع التدخلات الخارجية.
من جانبه، قال رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت إن القمة تهدف إلى حل الأزمة، وتأتي في وقت حرج وهي ليست منتدى جديدا.
وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إنه يجب احتواء النزاع في السودان بأسرع وقت ممكن، لأن تداعيات الأزمة كبيرة على المنطقة، داعيا إلى وقف مستدام لإطلاق النار.
وأكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي لتشاد أن بلاده استقبلت أكثر من 150 ألف لاجئ سوداني.
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي قد قال إن المؤتمر سيضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار لتسوية الأزمة سلميا، وذلك بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية.
وقالت وسائل إعلام سودانية إن مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة سيترأس الوفد الحكومي الذي يضم وزير الخارجية المكلف.
انفجارات بالخرطوم
ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات بالتزامن مع تحليق طائرات الجيش السوداني في أجواء الخرطوم وإطلاق قوات الدعم السريع نيران مضادات أرضية باتجاهها.
كما بثت مواقع سودانية صورا قالت إنها تظهر اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في حي النزهة بالخرطوم صباح اليوم، ويظهر المقطع المصور، تصاعد عمود من الدخان داخل الحي وسط أصوات اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وكان المراسل قد نقل عن شهود عيان قولهم إن مبنى يحتوي على مخزن للأدوية تعرض لقصف جوي في حي الطائف شرقي الخرطوم أمس الأربعاء، وقالت مصادر محلية إن القصف أسفر عن إصابات في محيط المبنى الواقع قرب أحد مواقع قوات الدعم السريع.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق أن الحكومة لن تتعامل مع المبعوث الأممي الخاص فولكر بيرتس.
وطالب الوزير -خلال تصريحاته للجزيرة- الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باستبدال بيرتس، كما أعرب عن ترحيب الخرطوم بأي مبادرة “تنهي الأزمة ومعاناة المواطنين”.
في المقابل، قال المبعوث الأممي فولكر بيرتس إن قرار حكومة الخرطوم منعه من دخول البلد أمر يؤثر على جهود البعثة.
وأضاف بيرتس -في مقابلة مع الجزيرة- أن هذه الحكومة فقدت السيطرة على البلاد وفقدت ثقة دول المنطقة.
وأوضح أن الأمم المتحدة تدعم جهود الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في السودان للتوصل إلى حل دبلوماسي بين الأطراف المتصارعة، كما عبر عن قلقه من مخاطر تحول الصراع بين الجيش والدعم السريع إلى حرب أهلية على أساس إثني وقبلي وأيديولوجي.
وفي السياق ذاته، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أي حل للأزمة السودانية يجب أن يأخذ في الاعتبار دول الجوار.
وأضاف حق -في مقابلة مع الجزيرة- أن تبعات الأزمة واسعة النطاق وأن أعداد اللاجئين تتزايد.
وتستضيف القاهرة اليوم الخميس مؤتمرا لدول جوار السودان، لبحث حلول للأزمة السودانية بحسب الهيئة الوطنية المصرية للإعلام.
مقابر جماعية
في الأثناء، أظهرت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان -والذي اندلع قبل نحو 3 أشهر- تجاوز 3 ملايين شخص.
وجاء في بيانات نشرت أول أمس الثلاثاء أن أكثر من 2.4 مليون نزحوا داخليا، فيما عبر أكثر من 730 ألفا الحدود إلى بلدان مجاورة.
وقد فر معظم هؤلاء إما من الخرطوم حيث يتركز الصراع على السلطة بين الطرفين، أو من دارفور حيث تصاعدت أعمال عنف عرقية.
وقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة -اليوم الخميس- أن 87 شخصا على الأقل -بعضهم من عرقية المساليت- دفنوا في مقبرة جماعية غرب دارفور بالسودان، مشيرا إلى أن لديه معلومات جديرة بالثقة عن مسؤولية قوات الدعم السريع عن ذلك.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك “أدين بأشد العبارات قتل المدنيين والعاجزين عن القتال، كما أشعر بالفزع من الطريقة القاسية والمهينة التي عومل بها القتلى وعائلاتهم ومجتمعاتهم”، ودعا إلى إجراء تحقيق سريع وشامل.
ويتبادل الجيش وقوات الدعم السريع اتهامات ببدء القتال منذ 15 أبريل/نيسان الماضي وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات التي خلّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون.
الجزيرة
مصدر الخبر