السودان والايغاد والدور المفقود – النيلين
[ad_1]
بسم الله الرحمن الرحيم
السودان من أوائل الدول الإفريقية التي نالت استقلالها في إفريقيا جنوب الصحراء وعند قيام منظمة الوحدة الإفريقية أصبح عضوا مؤسسا لهذه المنظمة التي لعبت دورا كبيرا في الوحدة الإفريقية وعند تعاظم دور المنظمات الإقليمية التي ظهرت على الساحة الدولية وبدأت تلعب أدوارا سياسية واقتصادية اتجه القادة الأفارقة نحو تطوير منظمة الوحدة الإفريقية إلى الاتحاد الإفريقي لتوسيع مهامه على غرار الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية أخرى..؛؛ لعب السودان دورا بناءأ في قيامه وتأسيسه امتدادا للدور الذي قام به نحو اشقاءه الافارقه اذ قام بدعم حركات المقاومة والتحرر الوطني الإفريقي ونال شرف أعطاء أول جواز دبلوماسي سوداني للزعيم الوطني الإفريقي نيلسون مانديلا ابان الملاحقات التي تعرض لها من نظام الفصل العنصري قبيل دخوله السجن الذي امتد لأكثر من عقدين؛؛ للسودان دور مشهود في القارة الإفريقية على الرغم من أن السودان تعرض لاستهداف دولي وتحديات جسام عملت على أضعافه واستنزاف موارده ونسف استقراره إلا أنه ظل صامدا يقدم خدماته ومواقفه الداعمة للوحدة الإفريقية.
2
بعد الانقلاب الذي حدث في السودان في أبريل 2019م صمت الاتحاد الأفريقي عن التعبير الإيجابي تجاه ما جرى في السودان كعضو مؤسس والذي يعد انقلابا على نظام دستوري منتخب، إذ استدرك لاحقا وحاول الانخراط مستجيبا لضغوط دولية لدعم أحزاب صغيرة ومعزولة فأرسل وفدأ برئاسة موظف معلوم التوجه السياسي ليساند هذه الأحزاب البئيسة للاستيلاء على السلطة السائبة في السودان، وعندما اندلعت الخلافات بين مكونات الحكومة الانتقالية وانتهت بقرارات أكتوبر 2021م قام الاتحاد الإفريقي بتجميد عضوية السودان في قرار متهور ومتعجل وفاقد للرؤية السياسية ومساندا لمواقف وأجندة إقليمية ودولية داعمة لحكومة حمدوك فقد بذلك الاتحاد التواصل مع حكومة السودان كما فقد تاريخا ناصعا من دولة ظلت عضوا فاعلا ومؤثرا داخل المحيط الإفريقي وتناسى القائمون على الاتحاد الإفريقي مجهودات السودان خاصة المفوض موسى فكي الذي جاء إلى الاتحاد محمولا باتفاق الرئيس البشير وإدريس دبي الرئيس التشادي عندما بادر السودان بتبني مقترح أن تنال دولة تشاد هذا الموقع وبذل مالا وجهدا وطاف وزير خارجية السودان البروفيسور إبراهيم غندور لحشد الدعم للمرشح التشادي ومعلنا السودان قوف بجانبه حتى تحقق لتشاد أن نالت هذا الموقع أول مرة في تاريخها نسى موسى فكي هذا الشرف، إذ قدم موقفا ضعيفا وهزيلا ورد الجميل بنكران يشبه قدراته ومواقفه علم السودان حينها أنه صنع معروفا في غير أهله؛؛. هذا الموقف ليس مزعجا لنا لأن الاتحاد الإفريقي لا يزال يبحث عن طريق الخروج من القيود والأغلال التي تقيد حريته واستقلال قراره.
3
الموقف الذي وضع الاتحاد الإفريقي كمتفرج في أزمة السودان دفعه لمحاولة بائسة بأن يدخل على ملف السودان من خلال نافذة الإيغاد بعد أن فقد المداخل المتاحة والمشروعة. هذه المنظمة التي تعنى بالتمنية لم يسبق لها القيام بأدوار سياسية أو دبلوماسية إلا في قضايا محدودة ولم يعرف لها تاريخ في معالجة أزمات مثل أزمة السودان الحالية إلا مجهودات محدودة،، والمؤسف حقا أن تكرر الإيغاد ذات الخطأ الذي جعل الاتحاد الأفريقي متفرجا وعاجزا تجاه الأزمة السودانية، إذ اختارت الرئيس الكيني وليم روتو رئيسا للجنة الرباعية فهو شخص غير موثوق فيه، إذ ظل متحاملا على السودان حكومة وشعبا وغير نزيه في مواقفه، إذ تربطه علاقات مشبوهة بقائد التمرد وتؤكد ذلك معطيات كثيرة فالعلاقات الشخصية والتجارية التي تربطهما منذ فترة كانت ظاهرة عندما قام حميدتي بتمويل حملة وليم روتو الانتخابية وحضر معه حفل تنصيبه رئيسا لكينيا في العام الماضي كل هذه الأسباب تضع الإيغاد في خانة الاتحاد الأفريقي الذي فقد كل الطرق لاستعادة دوره في السودان.. الأسوأ من ذلك أن الإيغاد قدمت مقترحا لو طرح على تلميذ في مدرسة أساس لسخر منه، دعك من دولة لها شعب وتاريخ ومواقف وتضحيات.. ما قدمته الإيغاد أمر مرفوض وفاضح، إذ تبنت بغباء مقترحات تجرد السودان من سيادته وأساس دولته ما طرحته بوضوح هو مقترح ملشيا الدعم السريع الذي تسرب لها من خلال وليم روتو،،، على القادة الأفارقة في الإيغاد ألا ينجروا وراء هذه المؤامرة التي تفقدهم احترامهم واحترام الشعب السوداني اذ لا يزال بعضهم فينا مرجوا..
حامد ممتاز
مصدر الخبر