الرياضة العالمية

آخرهم الفرنسي نغولو كانتي… لماذا تستقطب السعودية نجوم كرة القدم العالميين؟

[ad_1]

تغييرات هائلة تشهدها الرياضة السعودية مؤخرا، مع ضم رونالدو إلى صفوف نادي النصر وبنزيمة وكانتي إلى نادي اتحاد جدة، في وقت أعلن عن ضم المزيد من اللاعبين الدوليين إلى صفوف أندية الدوري السعودي. خطوة جريئة أرادت بها المملكة تحسين صورتها الرياضية والانتقال بالدوري المحلي، الذي يعتبر جيدا نسبيا، إلى مصاف الدوريات الدولية. نتائج الخطوة بدأت بالظهور مع اهتمام الصحافة العالمية بالتغييرات الجذرية على المشهد الرياضي السعودي، وربطها لذلك برؤية 2030، التي تسعى لإعادة تسويق صورة المملكة كبلد أكثر انفتاحا وتقدما.

نشرت في: آخر تحديث:

كريستيانو رونالدو ثم كريم بنزيمة وأخيرا نغولو كانتي، أسماء لامعة في عالم كرة القدم ووجوه أساسية يتابعها عشاق اللعبة وينسبون إليها معظم الانتصارات التي حققتها أنديتهم. مفاجآت اللاعبين الدوليين لجمهورهم لم تتوقف عند هذا الحد، فنهاية العام الماضي أعلن نادي النصر السعودي ضم لاعب ريال مدريد الشهير إلى صفوفه، وقبل بضعة أسابيع أعلن نادي اتحاد جدة ضم اللاعب المدريدي أيضا بنزيمة إلى صفوفه، ومؤخرا اللاعب الفرنسي نغولو كونتي.

هاتان الخطوتان أحدثتا ضجة في عالم الرياضة، حيث بدأت التكهنات حول أسبابها وتوقيتها والنتائج المرجوة منها.

المفاجآت لم تتوقف عند هذا الحد، حيث من المقرر أن يصل خمسة من لاعبي نادي تشلسي العريق إلى المملكة للمشاركة في الدوري السعودي للمحترفين. كما تداولت الأخبار أنباء عن انتقال مدافع باريس سان جرمان سيرجيو راموس، ونجم مانشستر سيتي برناردو سيلفا، ومهاجم توتنهام هوتسبير هونغ مين سون، للعب في الدوري السعودي، ما زاد التكهنات بشأن مستقبل اللعبة الأكثر شعبية حول العالم في المملكة والآفاق الطموحة التي تسعى الهيئات السعودية المعنية تحقيقها.

ميسي وبنزيمة ومودريتش في طريقهم إلى الدوري السعودي

لماذا أقدمت السعودية على هذه الخطوات وكيف حققتها وما الذي تتوقعه منها؟

تحظى كرة القدم بشعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية. في مونديال قطر، كان المنتخب السعودي من أفضل الفرق تمثيلا ودعما (جمهور)، كما أن الدوري السعودي متابع ويحظى بمستوى جيد (نادي الأهلي فاز بدوري أبطال آسيا)، ويسعى السعوديون إلى تطويره ليصبح بمصافي الدوريات المتابعة عالميا.

نقل الدوري السعودي إلى العالمية

بالنسبة لعلاوة مزياني، الصحافي المتخصص بالشؤون الرياضية في موقع فرانس24، فإن استقدام هذه الأسماء اللامعة سينعكس نوعيا على اللعبة في الداخل والخارج حيث “يحظى الدوري السعودي بمتابعة شعبية واسعة للغاية، لكن مع وجود أسماء مثل رونالدو وبنزيمة، سيخرج من حدود المملكة ليلقى متابعة في أقطار أخرى”.

هذه الخطوة السعودية في الاستثمار الرياضي ليست جديدة، إذ كان صندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية الأهم في البلاد، قد استحوذ على نادي “نيوكاسل يونايتد” الإنكليزي بصفقة ضخمة. حينها كان النادي مصنف ضمن الدرجة الثانية، لكن بعد الاستحواذ السعودي حقق تطورا لافتا قاده إلى التأهل إلى دوري أبطال أوروبا على حساب أندية بارزة.

وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أطلق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية تحقيقا لأحد أهداف “رؤية السعودية 2030″، عبر تحفيز القطاع الخاص وتمكينه من المساهمة في تنمية الرياضة والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها، بما يحقق التميز المنشود للمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية إلى جانب توسيع قاعدة ممارسي مختلف الألعاب والرياضات.

تعزيز السياحة والاقتصاد والدور السياسي!

حول هذا يعتبر مزياني أن “الخطوات السعودية تصب مباشرة في إطارين، الأول متعلق بأهداف رؤية 2030، والثاني ضمن ممارسات ‘القوة الناعمة‘ التي تعتمدها السعودية في مواقع متعددة منها عالم الرياضة”. وأضاف “يجب النظر إلى الخطة الرياضية الحالية على أنها جزء من خطط اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وسياحية أشمل. تعزيز الرياضة في المملكة سيساهم بتعزيز قطاع السياحة والسياحة الرياضية، وسيساهم بإعطاء صورة مختلفة عن السعودية”.

كما يمكن النظر إلى الخطوات السعودية في إطار العلاقات الدولية والقدرة على التأثير في المسرح الدولي، خاصة وأنها تجلب لاعبين دوليين إلى الشرق الأوسط، بعد استضافة قطر لأهم حدث كروي عالمي. كما تسعى السعودية لاستضافة كأس العالم القادم، الذي يتم طرحه حاليا على أنه أول “كأس عالم سيقام في ثلاث قارات” (إمكانية توزيع المباريات بين السعودية واليونان ومصر).

كرة القدم: لاعب الوسط الفرنسي نغولو كانتي يلحق بمواطنه كريم بنزيمة إلى نادي الاتحاد السعودي

وتستهدف السعودية استقطاب 100 مليون زائر بحلول عام 2030، مقابل 62 مليونا في الوقت الحالي، ورفع الناتج المحلي من الأنشطة السياحية بنسبة 10% مقارنة بـ 3% (169 مليار دولار).

في الثاني من حزيران/يونيو الجاري، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الخطة الرياضية السعودية تحظى بالدعم من أعلى المستويات في البلاد، ويتم تمويلها من صندوق الثروة السيادي الذي يرأسه ولي العهد السعودي.

وأوردت الصحيفة أن السلطات السعودية تسعى لجذب المزيد من اللاعبين، إضافة لرونالدو، وأنها خصصت أكثر من 20 مليار دولار لذلك.

كما تندرج الخطوة في إطار بناء صناعة الترفيه في المملكة، خاصة وأن كرة القدم تحظى بمتابعة هائلة من سكان البلاد (70% دون سن 40).

أرباح إضافية

في تقرير نشرته في أيار/مايو الماضي، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن رونالدو وغيره من اللاعبين سيعملون أيضا كعامل جذب للسياحة، فمتابعوه وجمهوره سيأتي لمتابعة مبارياته، كما سيساهم حضوره على الملاعب السعودية بتعزيز الدعاية الإيجابية للمملكة.

واعتبر التقرير أن الدوري السعودي احتل مؤخرا حيزا كبيرا من اهتمام الصحافة العالمية، التي باتت ترصد حياة رونالدو في السعودية، ما يعني دعاية مجانية للسياحة في الدولة العربية التي تشهد انفتاحا اجتماعيا واقتصاديا وتخفيفا للقيود المحافظة.

يتفق علاوة مزياني مع هذا التحليل، ويعتبر أن “سمعة الدوري السعودي تشهد ارتفاعا مضطردا. عدا عن وسائل الإعلام وشبكات التلفزيون، إذا ما تحدثنا عن رونالدو، الرجل يملك أعدادا ضخمة من المتابعين على وسائل التواصل، وهؤلاء سيتابعون تحركاته ومبارياته وحياته هناك”.

وأوضح أن “وجود رونالدو في السعودية سيسلط أنظار عشاق الكرة في العالم نحو الدوري السعودي، الذين سيتابعون مباريات النصر (رونالدو) والاتحاد (بنزيمة)”.

وذكر مزياني أن انضمام لاعبين دوليين للدوري السعودي يلمع صورة المملكة عالميا ويسلط الضوء على التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي فيها. عندما يصبح محمد بن سلمان ملكا، ستظهر السعودية بحلة جديدة، سياسيا ورياضيا واقتصاديا، بما يتماشى مع حجم الانفتاح والتقدم الذي يتم التسويق له في رؤية 2030.

[ad_2]
المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى