السياسة السودانية

مجمع الفقه الإسلامي السوداني: بيان بشأن الأحداث التي تمر بها البلاد

[ad_1]

بسم الله الرحمن الرحيم
مجمع الفقه الإسلامي السوداني
بيان بشأن الأحداث التي تمر بها البلاد
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه، وبعد فإن بلادنا تمر بمرحلة حرجة من تاريخها وتمر بأيام عصيبة جراء الحرب التي تدور رحاها منذ الخامس عشر من إبريل الحالي والتي خلفت المئات من الجرحى والقتلى وما تبع ذلك من نزوح وانفلات أمني وتخريب نسأل الله تعالى أن يطفئ نار الحرب وينعم على بلادنا بالاستقرار والأمن ونسأله تعالى أن يرحم الموتى ، ويشفي الجرحى والمصابين.
ظللنا في مجمع الفقه الإسلامي نتابع هذه الأحداث بقلق وندعو الله أن يكشف عن البلاد المحنة ويدفع الفتنة، وانطلاقاً من مسؤوليتنا الشرعية وواجب النصح لأئمة المسلمين وعامتهم وانطلاقا من قول الله تبارك وتعالى
{ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ}الأنفال الآية:25
وقوله تعالى
( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الحجرات الآية: 9
واستشعاراً للمسؤولية وتبرئة للذمة أمام الله تعالى يؤكد المجمع على الآتي:
1. أن الاقتتال شرّ يجب اجتنابه، ولا يلجأ إليه إلا بعد استنفاد كل سبل الإتفاق والإصلاح خاصة وكلا الطائفتين من المسلمين.
2. المتضرر الأكبر من القتال داخل المدن هو الشعب حيث يكون المواطن في الهلكة بعينها؛ دمه ،عرضه،ماله،عيشه.
3. إن حفظ بيضة الإسلام والدين مقدم على كل شيء، وكل ما يهدد تدين الشعب يجب الوقوف في وجهه بقوة وأن يقف الجميع صفاً واحداً.
4. أهمية إطفاء نار الحرب وفق ترتيبات أمنية تتضمن إعطاء الأمان لقوات الدعم السريع إذا هي توقفت عن القتال، والسعي الجاد واتخاذ كافة التدابير الممكنة لسلم مستدام في ظل جيش قومي واحد وإنهاء جميع أشكال الوجود المسلح خارج نطاق القوات المسلحة السودانية.
5. ندعو الجميع إلى تقديم حفظ الدين والأنفس والأعراض والأموال على كل مصلحة أخرى.
6. كل من له القدرة على مساعدة المحتاجين والمتضررين أن لا يدخر في ذلك وسعاً في رفع الضرر وكفاية حاجتهم وإيواء مشردهم، فهو واجب الوقت على كل ذي قدرة.
قال تعالى :
﴿ ….وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ ( المائدة : 2)
7.القوات المسلحة مؤسسة وطنية مسؤولة أخلاقياً وقانونياً عن حفظ أمن البلاد ووحدة شعبها وترابها، ودينها وعزتها وكرامتها وحماية الحرمات والممتلكات فهي لا تعمل لمصلحة فرد أو جماعة والواجب مساندتها والوقوف بجانبها دفاعا عن القيم والحرمات.
8.نناشد قوات الدعم السريع بإيقاف الحرب وترك القتال، والاستفادة من العفو العام الذي أصدرته قيادة القوات المسلحة عفواً كاملاً شاملاً عن كل مَنْ وضع السلاح وكف عن القتال، مع الاحتفاظ الكامل له بحقوقه.
9.ندعو الجميع إلى التحاكم إلى الشرع الحنيف عملاً بقوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا). النساء الآية 59. وذلك صوناً للحرمات والأنفس والأعراض والأموال.
10.حرمة الإعتداء على الأموال العامة والخاصة، ويجب الخروج منها فوراً وإعادتها لأهلها أو قيمتها وإلا لم تبرأ الذمة منها.
11. نحذر من السطو على المحال ونهب الأموال وتخريب الممتلكات ونربأ بالشعب السوداني الأصيل أن يباشر مثل تلك المحرمات والرذائل وأن يخوض مع الخائضين في هذا المنكر الباطل، كما نؤكد حرمة الشراء من تلك السلع المنهوبة أو التعاون مع أصحابها بأي وجه من وجوه التعاون، وأن من اشترى شيئاً يعلم أنه مسروق كان شريكا في الإثم. ويجب على كل من أخذ شيئاً من ذلك الخروج من عهدته فوراً وإعادته لأهله أو قيمته أو التخلص مما جهل مالكه إما لسلطة موثوقة أو بالتصدق على المحتاجين من المسلمين تخلصاً وإلا لم تبرأ الذمة.
12.ندعو المواطنين ومنظمات المجتمع الأهلي المسارعة للمساهمة في دفن الجثث قياماً بواجب إكرام الموتى مع مراعاة أحكام الشرع والقانون وذلك حفظاً لحقوقهم.
13.ندعو التجار لعدم استغلال حاجات الناس ورفع الأسعار وإخفاء السلع الضرورية، كما ندعوهم لاستشعار رقابة الله.
14.ندعو وسائل الإعلام ومن يبثون الأخبار عبر شبكات التواصل الإجتماعي لبث الطمأنينة والكف عن بث الشائعات والأخبار الكاذبة وإشاعة الهلع في أوساط المواطنين .
15.ندعو المواطنين للصبر والمصابرة في هذه اللحظات العصيبة والتمسك بالبقاء في بيوتهم إلا للضرورة القصوى.
16.نشيد بتكاتف أهلنا بالولايات مع من نزل بهم في هذه الأزمة العصيبة وهذا أمر يمثل الإسلام في أبهى معانيه عليه نرجو من الجميع أن يدوموا على هذا التعامل الإنساني الكبير وأن يبذلوا مزيداً من التعاون في تفريج الكرب عن بعضهم البعض.
17. يندب للأئمة في الصلوات القنوت في جميع الصلوات حتى يكفي الله البلاد شر الأشرار وكيد الفجار ومكر الماكرين، وأن يحفظ الله السودان دينه وأهله وأرضه وسماءه وبره وبحره وحدوده وثغوره…
والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى