الجيش انهى تماماً جميع القدرات والبنى التحتية ومكامن القوة للدعم السريع
الواضح أن الدعم السريع حشد مُنذ العام ٢٠١٩ مابعد الثورة مستفيداً من علاقته بقادة الجيش وموقعه الثاني في السلطة كل قوته بالعاصمة، وكما يقال وضع كل بيضه في (سلة واحدة) لمحاولة خلق توازن القوة، دون أن يحسب أنه كان يقيم في “فك الأسد”.
واضح أن الجيش السوداني ظل صامتاً طوال هذه الفترة يحصي أهدافه وهو على علم دقيق بالتمدد الكبير للدعم السريع بجميع مفاصل العاصمة وقد حسب بالتأكيد هذا اليوم والمحاوله لابتلاعه بإعادة انتشار غير مسبوق لقوات في رقعة ضيقة.
ما حدث حالياً أن الجيش قد انهى تماماً جميع القدرات والبنى التحتية ومكامن القوة للدعم السريع كقوة ضاربة، بدأها بضرب شبكة اتصالاته ورئاسة السيطرة والتحكم وإدارة وتوجيه القوات، مما أفقده القدرة على توجيه القوات بالميدان وربطها بقادتها.
مرورا بتدمير جميع معسكراته الكبرى والصغرى في طيبة الحسناب بجبل الأولياء، وكرري في أمدرمان، والمظلات في بحري، وأرض المعسكرات، والطلاب الوافدين بجبرة، وهيئة العمليات سابقا بالرياض وغيرها، وهذه معسكرات كانت استراتيجية للدعم السريع حشد فيها كل قوته وعتاده وتشوينه وإمداده قد شلها الطيران خلال الثلاثة أيام الماضية ومازال حتى هذا الصباح.
من الواضح أن الجيش السوداني قد أجرى عملية جراحية دقيقة ذات أهداف استراتيجية بعيدة أنهى بها قدرة أي قوة تحاول أن تطرح نفسها كقوة منافسة مستفيداً من خبراته العسكرية والعلمية المتراكمة وتعدد تسليحه وتشكيلاته وخططه في الحروب التي لاتقارن بالطبع مع أي قوات أو حركة مسلحة نامية.
محمد الطاهر
مصدر الخبر