مطالبة بمجلس سيادة من الجاهلية
لم تكن الجاهلية جهلاً بالأخلاق، ولكنها كانت جهلاً بالإسلام.. لذا جاء الإسلام ليُتمم مكارم الأخلاق.
وكان للعرب في جاهليتهم قيمٌ وأخلاق.
روى ابن هشام في سيرته، أنه لما أحاط كفار قريش ببيت النبي، صلى الله عليه وسلم، يريدون قتله، اقترح أحدهم أن يتسوّروا البيت، فقال لهم أبو جهل:
«والله إنها لسُبة في العرب أن يُتَحَدّث عنا أنا تسوّرنا الحيطان على بنات العم، وهتكنا سترَ حرمتنا».
كفار مكة لا يهتكون ستر البيوت.. ولا يقتحمون حرمات الديار.. لا يدخلون بيتاً بغير إذن أهله!
ولكن القحاتة فعلوا ما هو أحط وأقذر، حين طردوا زوجة الأستاذ على عثمان محمد طه وبناتها من منزلهم، وتركوهن في العراء!
وفعلوا ما هو أقذر، حين وضعوا السيدة وداد بابكر، حرم الرئيس البشير، في مركز شرطة فيه حمام واحد يستخدمه الرجال، ثم أعقبوها بالتصوير ونشروا صورها وهي مريضة في أحد المقار العدلية.
دعك من الأخلاق!!!
أين رجولة السودانيين؟ بل أين أخلاق كفار قريش؟؟
ولما وقف أبو سفيان أمام هرقل ملك الروم، وهرقل يسأله عن محمد (صلى الله عليه وسلم) خصمه، وأبو سفيان كافر آنئذ، قال أبو سفيان:
فوالله ما رأيت من رجل قط أزعم أنه كان أدهى من ذلك الأغلف – يريد هرقل -.
قال: فلما انتهينا إليه قال (عبر ترجمانه): أيّكُم أمس به رحما؟
فقلت: أنا.
قال: ادنوه مني.
قال: فأجلسني بين يديه، ثم أمر أصحابي فأجلسهم خلفي، وقال: إن كذب فردوا عليه.
قال أبو سفيان: «فلقد عرفت أني لو كذبت ما ردوا عليّ ، ولكني كنت امرأً سيداً أتكرم وأستحي من الكذب.. وعرفت أن أدنى ما يكون في ذلك أن يرووه عني ، ثم يتحدثونه عني بمكة.. فلم أكْذِبْهُ ».
أما المدعو محمد عصمت، وهو من قومِ قحت، ولا يزال مسؤولاً عن مال البلاد في البنك المركزي، فكذاب أشر!
قال محمد عصمت: إن الكيزان هرّبوا 64 مليار دولار إلى ماليزيا!!!
ولأنه أحط خلقاً من أبي سفيان الكافر، فما يزال يمشي بين الناس رغم كذبته البلقاء.
ومثلها فعل أطباء ما يُسمى «لجنة الأطباء المركزية» التابعة للحزب الشيوعي مِراراً .
أما كذب وجدي صالح وصلاح مناع وشيعتهم فقد سارت به الركبان.
ليت أبا سفيان يعود ليعلمهم كيف كان يرعى الأخلاق في جاهليته، ويعلم الفاتح جبرة، صاحب كسرات «خط هيثرو»، شيئاً من أخلاق الجاهلية ، فقد مات جراء ترويجه تلك الكذبة البَلْقَاء كرام في السجن . ” حتروح من ربنا فين ” ؟؟
وفي الجاهلية ظهر الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وكان من أشهرهم حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السُلمي، كان بمكة محتسباً يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويردع الخارجين والسفهاء.. وكانت له من الهيبة وقوة العزيمة ما يثير الخوف في نفوسهم.. ويبدو أنه كانت له أيضاً سلطة توقيع العقوبات عليهم، بل ونفيهم عن القبيلة، وفي ذلك يقول أحد سفهاء قريش:
أُطَوِّفُ فِي الأَبَاطِحِ كُلَّ يَوْمٍ
مَخَافَةَ أَنْ يُشَرِّدَ بِي حَكِيمُ
وفي زمن الانحطاط القحتي، اشتكى رجال أعمال من ابتزاز أعضاء لجنة التمكين لهم، فخيَّروهم بين الاعتقال أو دفع مئات ألوف الدولارات لهم.. وصادروا أملاك مواطنين، ونهبوا الملايين.. ولم يعطوها للحكومة!
حدث كل هذا ولم يحرك البرهان الحاكم ساكناً إلى يوم الناس هذا.. فلم يحاسبهم حتى على المال العام، مما يثير الشبهات حوله!!!
أليس مما يُثير الشكوك والرِّيَبْ أن يغضَّ الحاكمُ طَرْفَه عن فساد وثّقه ثلاثة من وزراء ماليته ؟؟!!!
ولم يستنكر البرهان أو الدقير وصديق يوسف والسنهوري فظائع تلك اللجنة، ولم ينهوا شباباً أغراراً عن ضرب الكبار أو سب الرجل العالم بروفسر مأمون حميدة أمام منزله، أو نقض أرصفة الشوارع!!
فأيهم أرقى خلقاً؟؟
الجاهلي حكيم بن أميّة أم البرهان وحميدتي والسنهوري وصديق يوسف والدقير؟ هذا إذا ضربنا صفحاً عن الحق العام وإقامة العدل!!!
وفي محطة باشدار يفرُّ عرمان ووجدي وخالد سلك لواذاً، يُولون الدّبُر، من شباب في عمر أبنائهم!
ليتهم تمثلوا قول الشاعر الجاهلي عمر بن الأطنابة:
أبتْ لي شِيمَتِي وأبى بلائي
وأخذي الحمدَ بالثمن الربيحِ
وإقدامي على المكروه نفسي
وضربي هامة البطلِ المشيحِ
وقولي كلما جشأتْ وجاشتْ
مكانَكِ تُحمَدي أو تستريحي.
( كَرَشَهم ) الصبية لمّا أيْقَنُوا أنهم دَجَاجِلة سياسة .
أما ذاكَ المُسمّى محمد الفكي فيذكرني بقول الحكيم الحليم الأحنف بن قيس:
«إنْ عَجِبتُ لشيئٍ فعَجَبي لرجالٍ تنمو أجسامهم وتصغُرُ عقولهم».
وكان صعصعة بن ناجِية – جد الفرزدق – يفدي البنات من الوَأد في الجاهلية ويُحْسِن تربيتهن.
وعندنا جاؤوا بإحداهن تسمى عائشة حمد محمد (الاسم سالم، اسم أم المؤمنين) لا تقيم للأخلاق وزناً، ونصبوها لترعى شؤون الشواذ!
وهناك أميرة عثمان قالوا: إنها تهتم بشؤون «النسوية» Feminism!
وحين قدمت هند بنت عُتبة تبايع الرسول الأعظم، في بيعة النساء، قال الرسول صلى الله عليه وسلم، في جزء من نَصِّ البيعة: «ولا يَزْنِين» ، قالت هند ( مخلوعةً ) : ” أوَتَزْنِي الحُرّة ” ؟
هل رأيتم أميرة وصويحباتها نظّمنَ مظاهرة ضد الدعارة؟؟
وهل ثمة ما هو أحط استغلالاً للنساء من الدعارة!!!
أطالبُ بمجلس سيادة يرأسه الجاهلي أبو سفيان بن حرب، وفي عضويته من أهل الجاهلية: هند بنت عتبة ممثلة للنساء، ويضم عمر بن الإطنابة، وحكيم بن أميّة، وصعصعة بن ناجية.
وحفاظاً على أخلاق أعضاء المجلس الموقرين يُشترط أن لا يقتربوا من أي قحاتي، وأن يجعلوا بينهم بُعدَ المشرقين من محمد بن زايد والسفراء الغربيين، وأن يعلقوا لافتة أمام مقر مجلسهم مكتوب عليها :
” ممنوع الاقتراب أو التصوير يا برهان وحميدتي ”
د. ياسر أبشر
مصدر الخبر