الإطاري بين حسابات الحقل وحسابات البيدر
▪️ تخطيء أحزاب فولكر كثيراً إذا ظنت أنها بما نالته من دعم خارجي إضافي فوق دعم فولكر بعد جولات سفارة سفارة، وما وجدته بالذات من دعم لنهجها الإقصائي، ستكون في غنىً عن التأييد الداخلي، فعندما تفيض الشوارع بالمحتجين لن ترسل أمريكا وبريطانيا طائراتها لإجبارهم على الرضوخ ..
▪️وتحتاج صحة ظنها بأن “المكون العسكري” سيكون أكثر استعداداً ، هذه المرة، لحراسة سلطتها المطلقة، بعد فقدانه لهذه التسمية وما يعنيه هذا الفقدان من تجريده من السلطة، تحتاج إلى افتراض أن هؤلاء العسكريين يخالفون طبيعة البشر، وينتقلون بسهولة من فض الشراكة بسبب ضيقهم بالشركاء إلى حراسة حكمهم المنفرد وحمايته من نشاط زملاء الإقصاء !
▪️ حتى الدعم السريع الذي يكافح لترميم صورته فيما يخص التعامل مع الاحتجاجات، ليس من السهل تصوُّر أن حماسه للإطاري يمكن أن ينعكس في شكل حراسة مشددة له، حتى لو كان دافعه لذلك ما ناله من “مكاسب” الحصانة، واستثناء شركاته من قرارات مصادرة الشركات التي تمول الأجهزة النظامية. والتبعية لرئيس سيادي له عليه يد الاتفاق الذي أتى به، أو يرتكز على أهداف من شاكلة إضعاف الإطاري لمن بات يعتبرهم منافسيه الرئيسيين، ونيل رضا بعض الأطراف الخارجية .
▪️ قحت المركزي الحريصة على وحدة كيانها من أدنى تهديد ولو كان تهديداً وهمياً من نوع الاستجابة لشرط الحزب الشيوعي بإجراء مقابلات منفردة معه، قحت هذه، أعطت نفسها حق ( إلحاق ) من تريد إلحاقهم حتى لو كان ذلك على حساب وحدة، أو تماسك، أحزابهم ( الحسن الميرغني، كمال عمر ، الخير النور “أنصار السنة” ) !
▪️ تحدثت قحت المركزي في أحد بياناتها عن رفضها لالتحاق “مسميات وهمية” و” قوى غير حقيقية”، ولو بحث الناس عن اسم وهمي لا يحيل إلى كيان حقيقي قائم لما وجدوا غير اسم “قوى الانتقال” الذي يؤدي فقط وظيفة التمييز السلبي لكومبارس التسوية، ويُقصَد به حصراً المجوعات الصغيرة المتمردة على مؤسسات أحزابها !
▪️ إذا قيمنا تأثير إلحاق الأستاذ كمال عمر، وتقديمه كأحد الناطقين الرئيسيين باسم التسوية الجارية، سنجد أن خطاباته التي تدندن حول حديث ( الإغراق )، وتشدد على عدم فتح الإطاري، ترسخ صورة نادي التسوية كنادي لصفوة إقصائية أكثر من أن تقدم خدمة التجميل ونفي الإقصاء، !
▪️ شدة دفاع الأستاذ كمال عمر عن الإطاري، لا تكفي للتغطية على حقيقة أنه يهو نفسه كان أحد ضحايا الإقصاء، فهو لم يشهد جلسة واحدة من جلسات ( التفاوض) حول الإطاري مع العسكريين ولو كمراقب !
▪️ أكبر مؤشر على مقدار الإقصاء الذي تحمله أحاديث كمال عمر عن إغلاق الإطاري وعدم فتحه أمام أي راغب في الالتحاق المشروط، هو أن من بين أكبر المتضررين من هذا الإغلاق نسبة كبيرة من عضوية حزبه، إن لم يكن غالبية العضوية !
▪️ في أثناء سكرتها ومجهودها الخرافي في مقاومة توسيع قاعدة القبول بالاتفاق الإطاري، أو ما تسميه بـ ( الإغراق ) غفلت قحت المركزي عن أنها بهذا السلوك إنما تعمل بهمة غريبة لتوسيع قاعدة المعارضة للإطاري، وبالتالي “إغراق” حكومتها المرتقبة في أتون معارك كبيرة مع طيف واسع من القوى المعارضة !
▪️ عقدة القزامة هي إحدى التفسيرات المعقولة لهذا الإصرار الغريب على إحكام إغلاق الأبواب أمام الراغبين في تحسين الإطاري وتوسيع قاعدة تأييده، وحتى أمام الراغبين في الالتحاق به بلا تحسين ( عدا حركتي العدل والتحرير )، لكن إذا كان إيمان ( الثلاثي + عرمان ) بقزامتهم يصل إلى هذا الحد المرَضي، فإن ذات الإيمان كان يلزمهم بسلوك معاكس، فالسلطة مظنة زيادة أعداد الساخطين، وزيادة العقدة لا مظنة معالجتها معالجةً حقيقية، والتجربة السابقة خير برهان ..
▪️لو قرأ ( ثلاثي المركزي + عرمان ) الشارع جيداً، وأخذوا في الاعتبار أن زمن الخم والسواقة قد انتهى، وأن القناعة بنهايته قد أصبحت تتحكم إلى حدٍ ما في أحاديثهم، ولذلك خلت هذه المرة من وعود العبور والمليارات التي ستنوء بحملها البنوك والصرافات، لو فعلوا هذا، لما أصروا على قبام حكمهم المرتقب على خلاف الحقائق حول الأوزان، ولما فضلوا صد المهرولين إليهم على الترحيب بهم، واستقطاب غيرهم ..
▪️ يكفي لإثبات أن روح الإقصاء عندهم قد تضاعفت مؤخراً وتأذت منها مجموعات أكبر، قياس ما حدث من تغيير في مواقف القوى السياسية منهم، فأبعد الأحزاب عنهم كان في أثناء تجربتهم الأولى، على علاتها، يعرض “المعارضة المساندة”، وأقرب الأحزاب الآن إلى القبول باتفاقهم الإطاري واجهوه بفيتو الإغراق، الأمر الذي نقله مباشرة إلى خانة المعارضة الحدية التي لا مساندة فيها إلا لإسقاط إطاريهم ورفع الفاتحة على روحه، رغم أن الفاتحة تكريم لا يستحقه إطاري المزوراتي فولكر ..
▪️ من تعود جماعة قحت المركزي على الإقصاء، وسهولة تبنيها لأشكال متنوعة منه أصبح هناك ما يمكن تسميته بإقصاء المجاملة، فلولا فيتو حزب الأمة القومي ضد ( التحاق ) الأستاذ مبارك الفاضل وحزبه لكانت موافقة المؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي راجحة
إبراهيم عثمان
مصدر الخبر