عبد الله مسار يكتب : ربح البرهان
الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني، رجلٌ داهيةٌ، يتمتّع بقدراتٍ سياسيةٍ عاليةّ، وهو رجلٌ يتمتّع بعُمقٍ كبيرٍ، ويتحدّث بثقة كبيرة ولباقة عالية، ويستطيع أن يلاعب البيضة والحجر، ويتمتّع بهدوءٍ شديدٍ جداً، بل قلما ينفعل وتظهر عليه علامات التبرُْم والضيق.
ولذلك قاد السودان منذ ديسمبر 2019 وحتى الآن بهدوءٍ وحكمةٍ، واستطاع أن يُحافظ على السودان رغم التآمر، وكان يصنع الأحداث، وجعل الجميع يدور في فلكه، ولذلك كسب الجولة، وحتى هذه اللحظة هو مُمسكٌ بتلابيب ومفاصل الدولة، بل مازال في مرحلة كل يوم هنالك سطر جديد.
وقّع مع المُوقِّعين على الاتفاق الإطاري، ليحوله إلى حكم مدني بشراكة العنصر المدني، على أن يتّفقوا على ذلك، وذلك لم يحدث.
ولذلك لن يتم استلام للسلطة من العسكر لعدم اتفاق المدنيين، لأنه لن يتم اتفاقٌ نهائيٌّ بغياب إعلان سياسي ووثيقة دستورية، لأن الفرقاء لن يتّفقوا، وعندها سيكون العسكر هم الحكام، وبعد مُرور الزمن سينفك عقد الرباعية وتتفرتق وتتفرّق وتكون شذر مزر، ويدخل لعيبة آخرون خاصةً بعد دخول مصر وقيام ورشة القاهرة، وكذلك دعوة قطر لفرقاء آخرين بعد اجتماع المجموعات المتمردة، بما في ذلك الموجودون في ليبيا بعد اجتماع النيجر بوجود الجيش والشرطة والأمن الوطني، وخلق تحالف المسار الوطني، ودخول قطر ومصر في خط أزمة السودان بطريقة جدية وجديدة.
وأعتقد أنه سيُعاد تشكيل المسرح، بما في ذلك الرباعية، وسيكون لأمريكا رأي جديد وشأن بعد أن اختلطت الأوراق، وسيعجز فولكر في جمعها ويجري قِدّام المُتسابقين دون أن يكسب السباق، وتقرّر الأمم المتحدة سحبه (ولكل حين)..!
والبرهان ينتظر شك الورق وإعادة اللعب، ويفتح الورق من جديد، ومؤكد أنّه الربحان لأنه مازال يملك الجوكر.
تحياتي،،،
صحيفة الصيحة
مصدر الخبر