د.هيثم محمد فتحي يكتب : التأمينات الاجتماعية لخلق مجتمع معافى
[ad_1]
إن الوعي التأميني يكتسب أهمية كبرى بمجال عمل التأمينات الاجتماعية، فمن من خلال بث هذا الوعي بين جموع العاملين والتي يمكنها أن تسهم في خلق نسيج جديد لحياة ذات خصائص مميزة في مجتمع معافى يعمل جاهداً على دعم العمل التأميني ونجاحه، وبالتالي تقدم البلاد . يعتبر الوعي التأميني نوع من التوعية الاجتماعية التي تعتمد على حسن أداء أجهزة التأمينات الاجتماعية لدورها في حماية العامل ورب العمل معاً ويتحقق الوعي التأميني من خلال المعرفة وذلك عن طريق اكتساب المعلومات والمعارف الخاصة بنظم التأمينات من قبل طرفي الإنتاج (العامل وصاحب العمل)، وكذلك يتحقق الوعي التأميني من خلال القيم السلوكية، حيث تلعب التوعية بنظم التأمينات دوراً مهماً ومميزاً في تغيير وتشكيل السلوك الإنساني للعمال وأصحاب العمل من خلال التركيز على الجوانب النفسية والإنسانية لطرفي الإنتاج والتأكيد على احترام القوانين وتنفيذها فيما يتعلق بعمل التأمينات ودورها الوطني في دعم مسيرة الوطن.
العامل الذي قضى معظم سنين عمره في خدمة مجتمعه من خلال أدائه لعمله بإخلاص أليس من حقه أن تكفل له حياة مريحة بعد مسيرة عطائه المنتج الطويلة، فشعور هذا الإنسان بكبر سنه وفقدان أهميته وعدم حاجة المجتمع إليه يضاف إليها المتاعب الجسدية والنفسية يشعره بالخوف والكآبة، وهنا تقوم التأمينات الاجتماعية بدورها من خلال صرف التعويض المناسب أو تخصيصه بمعاش شيخوخة تضمن له حياة كريمة فيما تبقى له من سنين عمره، فإن ما زرعه هذا العامل في أيام شبابه من تعب وجهد لابد أن يحصده في شيخوخته من خلال معاش سيحصل عليه عند الحاجة، والله تعالى يقول: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
كما تلعب نظم التأمينات الاجتماعية دوراً مهماً وفعالاً في بناء المجتمع واستقراره والعمل على دعمه اقتصادياً كونها أضحت ضرورة حتمية في حياة الفرد والمجتمع معاً لا بديل عنها، إضافة إلى أنها ظاهرة صحية وعلاج اجتماعي ناجع أثبت فاعليته لبناء مجتمع سليم ومعافى، ويكمن العمل المهم والمميَّز الذي تلعبه التأمينات الاجتماعية في حياة الفرد من ناحية، وكذلك في دعم الاقتصاد الوطني من ناحية أخرى من خلال دورين مهمين تؤديهما، حيث يتجلى الدور الأول اهتمامها بالفرد المشمول بأحكامها بضمانها مستوًى مقبولاً لمعيشة كل مؤمن عليه وكذلك لما تتركه من أثر إيجابي في حياة المؤمن عليه.
صحيفة الصيحة
مصدر الخبر