بين مؤيد ومعارض.. قرار السعودية السماح للنساء بالحج بدون محرم يثير الجدل
[ad_1]
إقامة جسر جديد للطواف في مكة المكرمة لتخفيف الازدحام الذي ينشأ خلال مواسم الحج والعمرة، حيث يربط الجسر الذي يتكون من طابقين، بين مدخل الحرم الشريف ومخرجه ويدور حول الكعبة المشرفة، 28 يوليو 2013. – صورة أرشيفية
في سابقة هي الأولى من نوعها، سمحت المملكة العربية السعودية للسيدات بأداء مناسك فريضة الحج هذا العام دون الحاجة لوجود محرم، وبحسب الدكتور عبدالفتاح مشاط، نائب وزير الحج والعمرة السعودي، فقد تقرر عدم اشتراط وجود محرم للنساء في حج هذا العام، حيث يمكن للمرأة أداء فريضة الحج دون محرم، وضمن عصبة من النساء، وهو الأمر الذي كان مطبقا بالفعل على النساء اللاتي وصلن لسن الـ45.
وبدايةً من الوقت الذي تداول فيه رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا الخبر، لم تهدأ المناوشات بين المؤيدين والمعارضين، كل منهم يدلي بحجةً قوية تؤيد وجهة نظره التي يدعمها، فيما تابع «المصري اليوم»، النقاشات التي دارت خلال الأيام الماضية، ليعرض لكم بعض من هذه الآراء.
«شكرًا يا رب إنك استجبت لعبدك المشتاق»
«اللهم ارزقني زيارة بيتك الحرام»، رافقت هذه الدعوة «أسماء» في كل لحظات حياتها منذ 20 عاماً، فكانت تعلم أن ظروفها لن تسمح بالذهاب لأداء فريضة الحج قبل أن تبلغ الـ45 عاما، وكانت تتساءل دائماً هل ستعطيها الحياة فرصة أن تصل للعمر الذي يؤهلها للسفر دون محرم؟ وهل ستمتلك القوة الجسدية لأداء هذه الفريضة بعد أن تصل إلى الـ45 عاما؟.
واستكملت «أسماء» حديثها بأنها مطلقة منذ ما يقارب الـ16 عاما، رزقها الله بفتاة واحدة لا تتمنى من الدنيا شيئا سوى أن تحسن تربيتها وتجعلها أسعد الناس، لديها أخ واحد ولكنه يعمل خارج البلاد، ووالدها رجل كبير لا يقدر على السفر، ولهذا السبب ظلت أمنية الحج رغبة طويلة المنال حتى جاءتها صديقتها بالبشارة.
«صاحبتي عارفة إني نفسي أزور الكعبة، اتصلت عليا وقالتلي الخبر أول ما عرفته، مبقتش عارفة أنا بضحك ولا بعيط، بس لقيت نفسي بسجد والدموع مغرقة وشي وبقول شكراً يارب أنك استجبت لدعاء عبدك المشتاق لرؤية بيتك الحرام»، واكملت حديثها بدموع الفرح قائلة: «كنت بسمع صحابي بيحكوا عن زيارتهم للكعبة، بحس إني مشتاقة اروح أنا كمان وامتع نظري بالكعبة».
ولا تجد «أسماء» سبباً واضحاً لاعتراض بعض الأشخاص عن سفر المرأة دون محرم، بل تجد أنه رأي فيه شيء من الأنانية، «اللي رايح لربنا كل اللي في باله أنه يراضيه، إحنا مش رايحين فسحة عشان يعترضوا، وخليهم معترضين للسنة الجاية مادام الشيوخ قالوا إنه حلال هعمل جمعية وأول ما أقبضها هسافر».
اختلاف الزمن لا يلغي الدين
«رأيي هو رأي جموع علماء الأمة سلفاً وخلفاً، أصل في نص وما دام اتوجد نص فلا اجتهاد بالأمر»، بهذه الجملة أوضح «عمار عصام» رفضه الشديد للقرار الجديد، حيث يرى أن الدين حسم هذا الأمر من قبل كما ورد عن النبي لا تُسافر امرأةٌ إلا مع ذي محرمٍ، ولما بلغه صلى الله عليه وسلم أنَّ زوجة رجلٍ خرجت حاجَّةً، وكان في غزوٍ، قال: انطلق فحُجَّ مع امرأتك، «النبي قاله يسيب الغزو ويروح يحج مع زوجته، وأيه أهم من الغزو؟»
واستكمل عمار حديثه مع «المصري اليوم»، بأن العلماء أجمعوا على سقوط الفريضة للمرأة التي لا تجد من يخرج معها لأداء الحج، حتى وإن كانت قادرة مادياً، أما عن الأمر الذي يخص سهولة السفر الآن فيرى أن اختلاف الزمن لا يلغي الدين، فمهما تطورت البشرية تظل ثوابت الدين قائمة ولا مجال للجدال فيها.
بجِملة سلسلة الانفتاح
لا يعتبر عمار الوحيد الرافض لهذا الأمر، إذ يؤيده «محمود السيد»، ولكن ما يجعل رأي الأخير مختلفاً هو إلقاؤه اللوم على الأسرة الحاكمة بالسعودية، فالقرار الذي اتخذته المملكة بالنسبة له، ليس إلا استكمالاً لمسلسل التنازلات الشرعية التي تتبعها المملكة في الفترة الأخيرة.
ويعتبره «السيد» تنازلا واضحا عن أوامر الدين واعتراضا واضحا على كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن سفر المرأة بدون محرم، ويرى «السيد» أنه في حال الاقتناع بالفتاوى المعاصرة التي تجيز السفر بدون محرم، سنجد أنفسنا أمام سؤال منطقي ألا وهو لماذا لم يحللها شيوخ المملكة السابقون رغم وجود الطائرة في عصرهم؟ أم أنهم لا يفقهون الدين كما يفقهه الشيوخ المعاصرين؟.
رأي معتمد من السادة الشافعية
بين مؤيد ومعارض كانت «أم صهيب» تتابع النقاشات بهدوء وهي لا تعلم السبب الذي يجعل الناس تتغاضى عن رأي المذاهب فيه، إذ تجد أن الأمر لا يحتاج لكل هذه النقاشات لأنه أمر محسوم، وعند سؤالها عن رأيها قال: «رأي حضرتي إني مليش رأي، عشان أنا انسانة بتتبع المذاهب الأربعة وأوقرها وأّجل أصحابها، وما دام فيه رأي معتبر فقهياً وليس شاذاً يفيد بجواز السفر فأنا هحترم الرأي دا طبعا حتى لو مخالف للمذهب الذي اتبعه».
أنا سيدة أزهرية بحترم المذاهب الأربعة
وتابعت حديثها بأنها سيدة أزهرية درست جميع المذاهب مما يجعل القرار عادياً بالنسبة لها، ولكن ما يحدث الآن بسبب طريقة الناس في جعل الأمور تتجه لطرق غير مسلكها، ولأن أغلبية من يتحدثون عن الأمر لم يدرسوا المذاهب الأربعة جيداً قبل أن يجادلوا الناس، «الفكرة إن فيه ناس فاهمة إنهم حماة الدين لوحدهم يعني وعندهم علم وإدراك أكتر من الشافعي وابو حنيفة»، وانهت حديثها بـ: «لما عالم بقدر الشافعي يجتهد ويفتي بجواز الأمر ده أنا مين عشان اقوله لأ مينفعش؟».
السفر شرعي للتعليم وغير شرعي لمناسك العمرة؟
من الناحية الشرعية قال دكتور عبدالعزيز النجار، عضو لجنة الفتوى في الأزهر الشريف، أنه يجوز سفر المرأة بدون محرم في ظل هذا التطور الآمن في طرق السفر، وهذا رأي شرعي موجود بالدين بأحد المذاهب، فلا يوجد أشكالية لمنع المرأة عن السفر لتأدية فريضة الحج، خصوصاً وأن أسباب المنع في عصر النبي يعود لطرق السفر، إذ كانت تسافر على الناقة لعدة أيام، وتبات ليلها في الصحراء، الأمر الذي يعرضها للسرقة والنهب وغيره.
واستكمل حديثه بأن الفتيات المسلمات يسافرن جميع دول العالم الآن من دون محرم للدراسة وللعلاج وغيره، فكيف تمنع المرأة من السفر لبيت الله الحرام ولا تمنع من السفر لمختلف الأسباب؟. وفي الختام اوضح «النجار» أن الحديث الشريف لا يأخذ على ظاهره وإلا سيحدث إشكالية كبيرة على سفرها لمختلف الأسباب، ونمنع سفر المرأة بكل أنواعه.
المصري لايت
مصدر الخبر