ما وراء تنصل الجيش من آراء المحللين العسكريين في القنوات
[ad_1]
سودان تربيون: خاص
تمددت اللغة الخشنة التي يستخدمها عديد من الخبراء والمحللين العسكريين السابقين تجاه قادة الجيش، لدى ظهورهم في القنوات الفضائية منذ التوقيع على الاتفاق الإطاري.
وأصدر مكتب المتحدث باسم القوات المسلحة الأربعاء الماضي، بيانا شدد خلاله على أن الآراء التي ترد من المحللين والخبراء لدى استضافتهم بالقنوات الفضائية إنما هي آراء واستنتاجات وخلاصات تعبر عن وجهات النظر الشخصية حيال القضايا المختلفة.
وأكد على أنّ الرأي الرسمي للقوات المسلحة تعبر عنه بيانات وتصريحات وإفادات مكتب المتحدث الرسمي المكتوبة أو الشفهية.
وتؤكد مصادر عسكرية لـ«سودان تربيون» أن هذه التطورات جاءت بالتزامن مع تحركات مناوئة للاتفاق في الوسائل الإعلامية يقودها عسكريون سابقون ينتمون لبعض الأحزاب خاصة الضباط الإسلاميين.
وبينت أنّ البيان الصادر من مكتب المتحدث باسم الجيش صدر في إطار تهيئة الأجواء للاتفاق الإطاري حتى لا يكون هناك تناقضا بين التوقيع والخبراء الذين دعموا الانقلاب لأن ظهورهم خلال الفترة الماضية كان داعما للعسكريين.
ويقر العميد ركن المتقاعد الدكتور خالد محمد عبيد الله فضل السيد- زمالة الأكاديمية العسكرية العليا، في حديث لـ«سودان تربيون» بظهور أصوات تخالف خطوة الجيش بتوقيع الاتفاق الإطاري.
ويرى أن معظم المحللين والخبراء الذين يتعاونون مع القنوات الفضائية المحلية والعربية والعالمية يعتمدون على خبرات تراكمية وتأهيل عسكري ومزامنتهم للأحداث.
وقال خالد ” هناك محللين استراتيجيين لديهم تأهيل عسكري علي مستوى زمالة الأكاديمية العسكرية العليا، ما يعّد قمة التأهيل العسكري بالإضافة لشهادات الدكتوراه في الدراسات الإستراتيجية وغيرها من الدراسات العليا التي مكنتهم من الاطلاع على المشهد السياسي من منظور المقارنة والتحليل والاستقراء”.
ويعتقد أن البيان المتبرئ من هؤلاء المحللين يفقد المؤسسة العسكرية سنداً إعلامي لم يكن يكلفها مالاً او مكتباً أو غيره من الخدمات التي تقدمها المؤسسات العريقة..
ويضيف خالد أنه بحسب علمه فإن هؤلاء الخبراء لم يتلقوا دعما من أي جهة رسمية لإسناد القوات المسلحة السودانية.
وأردف: “يقدمون آرائهم كما عهدناهم بدون شخصنة للمواضيع أو تجريح ولن يتوقفوا عن هذا الأمر متى ما طلبت القنوات المحلية والعربية والعالمية الاستعانة بهم”.
وقال خالد إن المؤسسات العريقة تقدم النشرات وتدعم مثل هؤلاء الرجال بالمكاتب والسيارات والحوافز المادية، مع تنسيبهم للكليات العليا ومراكز الدراسات الإستراتيجية في البلد وهذا ما لم يحدث طيلة الفترة السابقة حسب تجربته في هذا المجال.
خط تحذيري
ومن وجهة نظر المحلل السياسي أحمد عابدين، فإن القوات المسلحة شعرت بمحاولة لدفعها لترجيح طرف ضد اخر، وأن هناك سيولة في الوضع السياسي وحالة استقطاب محمومة.
وذكر عابدين لـ«سودان تربيون» أن القوات المسلحة تريد بهذا البيان النأي بنفسها وفي ذات الوقت رسم خط تحذيري وتوضيحي بأن رأيها الرسمي لا يعبر عنه من تستضيفهم القنوات الفضائية وأجهزة الإعلام المختلفة.
ويشير إلى انه حتى وإن كان للقوات المسلحة تفاهمات سياسية، فهي بحسها الأمني والاستخباراتي تريد وضع حد لمن يرغبون في جرها لمناصرة موقف ضد آخر.
ويقول الباحث السياسي نادر خالد، إن ما زاد شدة الانتقادات لتباين المواقف داخل المؤسسة العسكرية تلك الجولات الإعلامية التي فضحت نوايا قادة الجيش للاستمرار في السلطة.
ولفت إلى أن طريقة التعامل الهرمية في الجيش تمنع الرتب الأقل من الإدلاء بأي آراء أو تعليقات على الخطوات التي تنتهجها قيادة القوات المسلحة مما يجعل تلك الرتب تتجه لتحريك المحللين.
وذكر أن المحللين أو الخبراء يتلقون المعلومات من تلك الرتب سواء كانت بطريقة عفوية في شكل نقاشات أو بالاستعانة بهم باعتبارهم قادتهم السابقين.
وفي نوفمبر 2022 أعفت القوات المسلحة رئيس تحرير صحيفتها العقيد إبراهيم الحوري ونقلته إلى الفرقة 12 في سنكات.
ويعد الحوري، من أشد الرافضين للعملية السياسية والحكم المدني وفق كتاباته المتسلسلة الناقدة للثورة والسلطة المدنية.
المصدر