السياسة السودانية

طه مدثر يكتب: الاستقلال بين المستعمر الأجنبي والوطني!!

(1) قالوا لولا المعروف ما كان الشكر ومن صنع لكم معروفا فاشكروه والا فاثنوا عليه وفي الذكرى السابعة والستون لاستقلال السودان علينا ان نشكر ثم نثنى على كل من خط على التاريخ سطرا بالدماء أو قدم وطرح فكرة الاستقلال من داخل البرلمان وكل من وقف خلفها ، فقد تعددت اساليب المقاومة والنضال من أجل الاستقلال فكان النضال العسكري وكان النضال السياسي التفاوضي وكان النضال الثقافي والغنائي فالاستقلال كلمة عظيمة وهى تعني الشعور بأن لك وطنا حرا وكريما وعزيزا يجب أن تحافظ عليه وتدافع عنه.

(2) نعم تحررنا من الحكم الثنائي ومن المستعمر ، ورددنا مع القامة الدكتور الأديب عبدالواحد عبدالله ومع الامبراطور وردي رددنا اليوم نرفع راية استقلالنا واعدنا مع السامق الباذخ حسن خليفة العطبراوي.ياغريب يلا لبلدك وسوق معاك ولدك، وصفقتا كثيرا عندما رأينا الزعيم اسماعيل الازهري يرفع علم السودان.

(3) ولكن الاستقلال لا يجب حصره فقط في علم يرفع فوق أسطح المصالح الحكومية أو الخاصة أو فوق المنازل والاستقلال ليس اناشيد ترددها الحناجر وليس خطب حماسية أو سياسية رنانة ملأى بالشعارات والوعود البراقة والاستقلال ليس حفل او احتفال وماهي الا ساعات قليلة وينفض سامره الاستقلال اعظم من ذلك.

(4) ولكن انظر الى واقعنا بعد الاستقلال والى كل حالته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخ ،هل ترى أن شئ مما حلم به الأجداد أو الاحفاد قد تحقق؟ لا ارجو منك إجابة ويكفي أن كثيرين يحنون ويشتاقون لأيام المستعمر ويضربون لك الأمثلة التي تربكك وتحيرك.

(5) ونقبل الأمور على كل الاتجاهات ونعتقد أنهم على حق أن الاستقلال لا يعنى استبدال سلطة أجنبية ظالمة غاشمة باطشة بسلطة وطنية تتفوق على السلطة الأجنبية في كل طغيانها وجبروتها ويضربون لك مثال بان من سقط بين شهيد وجريح ومفقود ومعتقل خلال حكم المخلوع البشير وحكم السلطة الإنقلابية الحالية يفوق اعداد من سقطوا طوال عهد المستعمر الثنائي، يضربون لك أن في عهد المستعمر الأجنبي تفشى الفقر والبطالة ونهبت ثروات البلاد ولكن ماحدث في عهد المخلوع البشير كان أسوأ من ذلك بل وفي عهد السلطة الإنقلابية الحالية كثيرا ما نسمع عن موارد البلاد التي يتم تهريبها عبر مطارها الدولي أو عبر حدودها المترامية بل أن المستعمر ترك لنا بعض المشاريع الكبيرة وجاء بنى جلدتنا فدمروها تدميرا.

(6) ونحن في الذكرى السابعة والستون من استقلالنا ربما لو طلبنا من المستعمر الأجنبي الاعتذار عن جرائمه أثناء فترة حكمه ربما استجاب عن طيب خاطر، ولكن المستعمر الوطني اي المخلوع البشير وعهده البائد وجد من الفرص الكثير ، وكان فى استطاعته الاعتذار عن ما صاحب عهده من جرائم ومنكرات ولكن دائما تأخذه العزة بالاثم فيحسب أن عهده كان من أزهى عصور التقدم والتحضر والعدل والخير والفضيلة وكذلك تزعم السلطة الإنقلابية ، نعم تحررنا من المستعمر الأجنبي ويأتي الدور للتحرر من المستعمر الوطني، اي من كل من يريد إعاقة مسيرة ثورة ديسمبر الظافرة ويعمل على عرقلة وتحقيق أهدافها و بعزيمة الشارع الثوري تظل الثورة قائمة حتى النصر وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم……

صحيفة الجريدة

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى