السياسة السودانية

أحمد يوسف التاي يكتب: دولة داخل دولة.. خذوا العبرة من التأريخ

(1)
في التأريخ ، عندما ضعُف نظام دولة السلاجقة العظمي ، وتدخل في شئونها الداخلية المغول وتسللوا إلى مراكز اتخاذ القرار فيها ، ارتخت قبضة السلاجقة وتلاشت هيبتهم في الحدود البعيدة ، فدعموا المقاتلين من قبيلة الكاي وأوكلوا لهم حماية الحدود ونصبوا زعيم قبيلة الكاي ارطغرل بن سليمان شاه سيدا على قبائل التركمان التابعة للدولة السلجوقية وأقطعوه بعض الأراضي وخلعوا عليه بعض الخلع السلطانية ومنحوه بعض الصلاحيات كي يحمي الحدود ويقمع التمرد ، لكن قبيلة الكاي بزعامة ارطغرل ومن بعده ابنه عثمان الذي اسس الدولة العثمانية فيما بعد ، تمددت ـ أي القبيلة ـ في الأراضي حولها وفتحت القلاع البيزنطية وحقق مقاتلوها انتصارات كبيرة على البيزنطيين على الحدود، باسم دولة السلاجقة وقضى مقاتلوا الكاي على تمرد بعض القبائل التركمانية على عاصمة السلاجقة قونية..
(2)
ويروي لنا التأريخ أيضاً أن عثمان بن ارطغرل زعيم قبيلة الكاي ذلك الشاب الطموع عندما قويت شوكته وازداد عدد مقاتليه من القبائل الأخرى ، واغتنم الذهب أصبح قوى ضاربة وبات يشكل خطرا حتى على الدولة السلجوقية التي صنعته ودعمته وخلعت عليه الخُلع السلطانية ومنحته الرتب والصلاحيات ، وكلفته بحماية حدودها حتى جاء الوقت الذي اصبح فيه (عثمان) موازيا لها بدلاعن كونه تابعا لها ، يفرض عليها ما يريد، ويعصي أوامرها ويتحدى قراراتها ويضع كتفه بكتفها حتى بات صداعا يؤرق مضجعها وأصبح دولة داخل دولة …وقد حدث الذي كانت تخشاه الدولة السلجوقية التي صنعته ورعته ودللته ، فقد أنفصل عثمان عنها وأسس دولته الخاصة والتي حملت اسمه فكانت الدولة العثمانية التي اخذت أراضي دولة السلاجقة وحكمت كل العالم الإسلامي باسم الخلافة العثمانية قرونا عديدة..
(3)
كثير من الناس لا يقرأون التأريخ ، وإذا قرأوه لم يفهموا ،وإذا فهموا لم يتعظوا، وإلا فكيف للدولة الواحدة أن تسمح بتعدد الجيوش داخلها وكيف لها أن تتهاون وتتصالح مع قوة تراها تكبر يوما بعد يوم حتى اضحت تمضي معها كتفا بكتف، تقض مضجعها وتثير قلقها، وتنسف استقرارها… ألا فاعتبروا يا أولي الألباب… اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

صحيفة الصيحة

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى