الدكتور عمر كابو يكتب: مرحلة ما بعد البرهان
كنا نثق في كل كلمة يقولها البرهان قناعة منا بأنه القائد العام لأعظم مؤسسة علمت الناس الصدق والنزاهة والشرف والأمانة٠٠
تجاوزنا عن أخطائه العظام الجسام وهو يظهر تردداً لا يناسب من هو في مثل موقعه رئيساً للبلاد٠٠
تجاوزنا تصريحاته التي ظلت علي الدوام تؤكد سعيه الدؤوب لأن يشرك كل السودانيين في دستور وانتخابات البلاد٠٠
تجاوزنا أنه طوال أربعة أعوام اعتقاله السياسي لرموز وقمم وطنية شامخة مكانها التكريم والاحتفاء لا الذل والهوان والسجون والمعتقلات٠٠
غفرنا له أنه وقف مكتوف الأيدي وصعاليق القحاطة يهتفون ضد المؤسسة العسكرية ((معليش معليش ماعندنا جيش))٠٠
صبرنا عليه والخرطوم تستباح عياناً جهاراً في وضح النهار بسفراء بلهاء حظهم من الدبلوماسية والالتزام بأصولها وتقاليدها مثل تلميذ في مدرسة لايميز بين الكاف واللام٠٠فعلوا فيها كل شئ كأنهم مواطنون من الدرجة الأولي٠٠
لعقنا حبل الصبر حنظلاً مراً والقحاطة يدعسون علي المؤسسات العدلية قضاء ونيابة بطريقة أفقدت القضاء هيبته وأضحت قراراته ليست محل تقدير واحترام٠٠
فقدت البلاد في عهده الأمن والطمأنينة والسلام وبات المواطن في هلع شديد بعد تمدد وانتشار ظاهرة ((تسعة طويلة)) لأنه لم يسند الشرطة ويمنحها الصلاحيات الكاملة للقضاء علي الظاهرة٠٠
وفي عهده شبعت البلاد جوعاً وفقراً ومسغبة فصبر المواطنون علي ذلك لعل الله يجعل لهم مخرجاً علي يديه٠٠
أما أن يذهب لتوقيع اتفاق أو تسوية يفكك به القوات المسلحة ويشرد أكفأ الضباط ويحيلهم للمعاش ويحول جهاز الأمن والمخابرات العامة لجهاز يتبع لرئيس وزراء تافه يأخذ تعليماته من فولكر ويسعي لتصفية منسوبيه كما فعل من قبل رئيس وزراء سابق فهذا ما لايرضاه الشعب وسيقف ضده وضد أي خطوة تعيد قحط لتمارس ذات الفساد نهباً وسرقة ودماراً٠٠
هذا الشعب فقد الأمل والرجاء في هذا البرهان وسينتفض من أجل قواتنا المسلحة وجهاز مخابراتنا الوطني وشرطتنا الباسلة٠٠
لن يسمح الشعب بأن يظل البرهان حاكماً عليه بعد اليوم وهو يأتمر بأمر فولكر يوجهه أني شاء ومتي شاء وكيف شاء٠
لن يقبل به بعد أن ((مرمط)) بسيادة وهيبة البلد فله الخيار بأن يبادر بتقديم استقالته فوراً وإلا سينتفض الشعب ضده منحازاً لقواته المسلحة التي ما خذلته يوماً وظلت بجانبه علي طول الطريق٠٠
حاضرة: هدف المخابرات الأجنبية من فكرة الاتفاق الثنائي هو إقصاء الجيش من المعادلة السياسية٠٠
ثانية: تخطئ القوات المسلحة إن مررت هذه التسوية لأن ذلك سيقضي عليها ويبعدها من دورها وموقعها٠٠ موقع منحته لها الوثيقة الدستورية وباركه ووافق عليه المجتمع الدولي٠٠ يريدون الآن تجريدها منه٠٠
آخيرة: سندافع عن القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة والشرطة بكل قوة وسنقف بشدة وحزم أمام أي محاولة لتفكيكها أو تصفية أو عزل كوادرها٠٠
الدكتور عمر كابو
مصدر الخبر