السياسة السودانية

نصيحة لاتبنى بيت فى السودان: سوف تضيع ثلثى عمرك وصحتك؟

نصيحة لاتبنى بيت فى السودان: سوف تضيع ثلثى عمرك وصحتك?
عندما كنت ابنى بيتى فى الخرطوم
كنت “القط” الحاجات من خارج السودان بمحبة
يعنى احضر شايل بلكات ومفاتيح كهرباء مضمونة طيلة العمر وفى بيتى فى انجلترا تلمع وغاية الجمال
يجى الكهربجى فى السودانى يركب المفتاح مايل وانبهه ان يستعمل ميزان الموية
بعد شويه اجده “جرح” المفاتيح بادواته وجعل منها قبل ان نسكن شئ قبيح
واطلب من البناء ان يغطى حوض البانيو والمقعد وغيره
ارجع اجد الحوض مليان طوب واسمنت
وطوبة وقعت لازال اثرها فى الحوض
والنقاش احضرت له كمية اوراق ولزاق عشان يحافظ على الابواب والحمامات والبلكات والارضيات
والله سنين طويلة ولازال اثر النقاشة فى كل مكان
واستعملت جميع المنظفات دون جدوى!
اما الميكانيكى فانه يجلس داخل عربيتك بملابسه القذرة
وتجد كل عربيتك اصبحت زيت ووساخة..
والسمة الحاضرة بين جميع الصناعية والحرفيين هى عدم احترام الوقت ..ويذكرنى الامر بالذى ذهب للترزى لخياطة كفن، فرد عليه: ” امشى وتعال بكرة ..ولا اقول للضمان كده تعال بعد بكرة”!
بتاع الفول يجمع صحانته من الشارع حيث تاكل فيها الكدايس والكلاب وكافة الهوام
وعادى ياكل فيها الانسان ..
قبل نحو عام ونصف، اتفقت مع بعض الاصدقاء ان نلتقى فى البرتش كاونسل فى الخرطوم ..حاولت ان اقترب بعربيتى او مشيا على الاقدام ..فمنعتنى مياه المجارى ..لحظتها سمعت صوتهم وهم ينادونى وصحن البوش امامهم والمطعم محاط بمياه المجارى فى وسط الخرطوم..
وعادى ترى بائع الفاكهة او العصير وقربه جدول ضخم من القاذورات والحشرات والفئران
لن انسى طول عمرى يوم اخذت اطفالى الى السوق المركزى لشراء سمك ..
اوقفت سيارتى وهم بداخلها امام حلاقين يعملون تحت شوالات تقيهم حر الشمس وقد امتلات الارض تحتهم بالقاذورات وبقايا شعر وامواس
اشتريت السمك
وعندما بدا تنظيفه
جاء شاب يحمل كيس بول فى يده
وقصطرة بول تمتد من بين فخذيه الى خارجها
ووقف قريبا من نظافة السمك
فدفعت للبائع سعر السمك وتركته له
وبينما احاول اتخارج
جاء طفل يبيع نعناع واصر ان نشترى منه
فى هذه اللحظة فتح احدهم فجاة الباب الخلفى للسيارة واغلقه بسرعة
متعللا بان سلك اشتبك فى العربية
بعد لحظات اكتشف اختفاء موبايلى!
وحزنت جدا لمحتوياته من معلومات
نصحنى صديق لى بان اعمل بلاغ
واتصل بمدير مكتب وزير الداخلية وقتها
الذى بدوره اتصل بمركز الشرطة
ذهبت لمركز الشرطة والذى وجدته بحالة يرثى لها
واقصى ما يمكن عمله تسجيل البلاغ فى دفتر مهترئ
وقابلت الضابط المسؤول
والذى بدوره اكد لى ان مشكلتى لن يحلها الا فرد مباحث بعينه
ولكن لسوء الحظ
انه مرافق لوالده فى المستشفى
فذهبت للمستشفى وقابلته
وكان والده فى حالة يرثى لها
وبدلا ان يساعدنى
وظفت نفسى لمساعدته ونسيت موبايلى تماما
وبعد ان تحسنت حالة والده
استئذنته فى الانصراف فطلب منى ان اراجع صور للمجرمين فى هاتفه ( ليس موجودة فى مركز الشرطة)، وبالفعل وجدت صورة الحرامى والطفل بائع النعناع وعلمت انهما يعملان فى تناغم ..
ولم يستطيع فرد المباحث ان بساعدنى لان والده انتقل فى اليوم التالى الى رحمة مولاه نتيجة للاهمال الطبى الذى كشفت عنه وقتها..
وقبل سفرى اكتشفت ان بدروم المنزل قد امتلأ بالمياه وبدات رحلة طويلة تضمنت اصلاح وتجديد حمامات الجيران على حسابى ..مؤخرا اكتشفنا بان السباك قام باستعمال الجبص فى توصيل مواسير الصرف الصحى!
بالمناسبة كنت مجتهد جدا فى جلب افضل المواد واجودها وافضب العمالة وكمان عن طريق تزكية من اخرين ..وانتظر بعضهم وقتا طويلا ..وادفع المطلوب بالزيادة كمان
د. فخرالدين عوض حسن عبدالعال
خبير ادارة جودة وانتاج

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى