السياسة السودانية

ناصر بابكر يكتب : توهان التسيير والخطر الكبير!!!

“1”

عندما أعلنت لجنة الانتخابات التي يرأسها “د. علي البلولة” تكليف لجنة تسيير “أبو جيبين” للمرة الثانية بعد قرار الاستئنافات الانتخابية، جاء في تكليف اللجنة خمس مهام هي ذات الواردة في خطاب التكليف الأول وتتمثل في:

1/ تسيير نشاط النادي. 2/ حل الديون.

3/ معالجة تسجيل اللاعبين المنتهية فترة قيدهم بالنادي.

4/ إكمال ملف المنشآت. 5/ معالجة مسألة الأختام وتعدد الأنظمة.

“2”

عندما تولّت اللجنة مهامها، كانت هنالك مجموعة من لاعبي الفريق الدوليين يُعانون من إصابات تعرضوا لها رفقة المنتخب الوطني في مباراة اثيوبيا بتاريخ “26 سبتمبر 2022”.. وكان مفهوماً أن تم إقناع المصابين بالمشاركة في مباراتي الأهلي طرابلس.. لكن ما لم يكن مفهوما أن يبقى “كرشوم” الذي كان يحتاج من أسبوعين إلى ثلاثة للعلاج والعودة للملاعب.. و”بخيت خميس” الذي يحتاج إلى شهر بعد خُضوعه لعملية جراحية، أن يبقيا بالخرطوم حتى “26 أكتوبر” قبل السفر للقاهرة، رغم أنّ المريخ عاد للخرطوم عن طريق الخطوط المصرية ومكث لساعات بمطار القاهرة نفسها يوم “16 أكتوبر” إبان عودته من بنغازي رغم أنّ إصابة الثنائي كانت معلومة للكل، وبالتالي كان الواجب ترتيب أمر بقائهما بالقاهرة للعلاج في طريق العودة من بنغازي كسباً للوقت، وتعجيلاً لعودة الثنائي للفريق الذي يُواجه برنامجاً ضاغطاً في الدوري الممتاز يستمر حتى نهاية الدورة الأولى، وتقليلاً لعدد المباريات التي يغيبان عنها.

والوضع يبدو أكثر غرابة بالنسبة للاعب الوسط “محمد الرشيد” الذي تأكد عدم قدرته على اللعب منذ عودة المنتخب من أديس ابابا وحاجته لتأهيل يستمر ثلاثة أشهر قبل العودة للملاعب.. وبما أن اللاعب أصيب بتاريخ “26 سبتمبر” فالتاريخ المحتمل لعودته كان يفترض أن يكون خواتيم شهر “ديسمبر 2022” لكن القطاع الرياضي سمح له بالتفرغ لحياته الخاصة حتى منتصف نوفمبر المقبل لتضيع “50 يوماً” من فترة التأهيل وتتأخر العودة المحتملة للاعب حتى “15 فبراير 2023” وبالتالي سيكون غيابه عن مرحلة المجموعات بداعي عدم الجاهزية مؤكداً.

“3”

عندما تعاقد المريخ مع الأجانب، كان واضحاً أنّ لجنة “حازم مصطفى” وضعت سقفاً محدوداً للغاية وقبلها شرط أن ترتكز التعاقدات على لاعبين “بدون أندية”، وبالتالي كان معلوماً أنّ العناصر التي تم التعاقد معها ستحتاج إلى وقتٍ ليس بالقصير لتستعيد الجاهزية وتكون قادرة على تقديم الإضافة.. ومع صُعُوبة تجهيز تلك العناصر من خلال المراحل الإقصائية لدوري أبطال أفريقيا، فالمنطق كان يشير لضرورة الانتظار لمُشاركة الأجانب في الدوري الممتاز ومن ثَمّ تقييمهم بعد نهاية الدورة الأولى في “30 ديسمبر”، خُصُوصاً أنّ النادي لن يستطيع ضم أي لاعب جديد قبل “يناير 2023″، وبالتالي إثارة الكثير من الجدل حول الأجانب وفي ظل نقص معلوم لعناصر أساسية ومؤثرة مثل “كرشوم وبخيت خميس ومحمد الرشيد والتكت” بداعي الإصابات و”طيفور” لفشل الاتفاق معه وفشل حسم تمرده على الفريق.. و”التش” الذي يحتاج لفترة ليست قصيرة قبل العودة للمباريات.. و”الجزولي نوح” بسبب المنتخبات الوطنية، كان أمرا مضرا للغاية ويمهد الطريق لفقدان لقب الممتاز مبكراً من خلال خوض الدورة الأولى بقائمة ناقصة لعدد كبير من اللاعبين، والمشكلة أن أزمة الأجانب تفاقمت بغيابهم لأربعة أيام متتالية بسبب خلاف مع الإدارة بشأن السكن والمُستحقات بعد العودة من بنغازي وكانت النتيجة غياب ثلاثة منهم عن رحلة كوستي ومشاركة اثنين كبدلاء والحصاد هزيمة مستحقة للفريق تمت صناعتها بالكامل والترتيب لها من قبل لجنة التسيير بمساعدة من كثيرين في صناعة الأجواء المسمومة حول فريق الكرة بلا منطق أو عقل سوى الغضب من اللجنة السابقة وتحديداً “حازم مصطفى وأبو جريشة” والضحية كالعادة هي المريخ.

“4”

لم يكن ملف “اللاعبين الأجانب” الملف الوحيد الذي تم عبره تسميم أجواء الفريق.. بل شمل قبله ملف “المدير الفني” فتمت إثارة الكثير من الغبار حول “الغرايري” سيما من الحاضنة الإعلامية للجنة التسيير الحالية، وكما ملف اللاعبين الأجانب ، فإنّ التردد وعدم الوضوح وغياب الرؤية والشجاعة كان سمة لجنة “أبو جيبين” التي لم تكن تملك سوى ثلاثة خيارات لتختار منها بشجاعة مع تحمُّل مسؤولية الاختيار والأهم إعلان القرار للرأي العام لوضع حدٍّ للأجواء الملغومة.. فإمّا أن اللجنة مُقتنعة بالمدير الفني وبالتالي الواجب إعلان تلك القناعة للرأي العام والتأكيد على أن إقالته أمر غير وارد.. أو أنّ اللجنة لديها تحفُّظات لكنها تؤمن أن قصر فترة تكليفها تمنعها من التعاقد مع جهاز فني جديد والواجب أيضاً إعلان هذه الرؤية والتأكيد على أنّ إقالة المدرب من جانبهم غير واردة.. أمّا الخيار الثالث فهو عدم قناعة اللجنة بالمدير الفني والتفكير فعلياً بإقالته ولو كانت تلك رؤية اللجنة فإن كل يوم تأخير في اتخاذ القرار يخصم من المريخ ويضر بحظوظه سواء حَاضراً في الدوري أو مُستقبلاً في مرحلة المجموعات.

“5”

الوضوح والشجاعة هما أكثر ما يحتاجهما أي فريق من إدارة النادي بشأن مدربه، فإما أنّ الإدارة تدعمه وهو دعمٌ يجب أن يُعلن بلا مُواربة مع تهيئة الأجواء المُلائمة له وحل مشاكل اللاعبين.. أو أنّ الإدارة لا ترغب في خدماته ووقتها فإنّ إقالته أفضل ألف مرة الاعتماد على ضغط الرأي العام ودس المحافير وإثارة المُشكلات حوله وحول لاعبيه، لأنّ ذاك النهج مُدمِّرٌ وآثاره تمتد لما بعد رحيل المدير الفني.. والأهم من هذه وتلك أنّ ملفات ثم التدريب واللاعبين الأجانب لا يفترض بأيِّ حالٍ من الأحوال أن تكون محل تصفية حسابات بين المجالس المختلفة.

“6”

بالعودة للنقطة الأولى المتعلقة بتكاليف لجنة التسيير، وربطها بمشكلة اللاعبين الأجانب وتأخُّر علاج المصابين والفشل (حتى اللحظة) في ملف “طيفور”، والتردد والضبابية في ملف الطاقم الفني.. فإن أبرز ما يمكن استنتاجه أن لجنة التسيير تواجه أزمة مالية “غير معلنة” بدليل أن التكليف الثاني “حل الديون” لم يشهد أي خطوة ملموسة سواء فيما يتعلق بملف “اديلي” الذي تورّط فيه المريخ بسبب أخطاء مجلس القنصل.. أو الليبي “محمد منير” الذي ورّط فيه “سوداكال” المريخ، وكذلك التكليف رقم “4” وهو “إكمال ملف المنشآت” مع أنّ هذين الملفين كان يفترض أن يتصدّرا اهتمامات اللجنة وعملها.. فبدون إكمال ملف المنشآت سيكون الفشل المصير الأقرب لأي مدير فني ولاعبين أجانب.. وبدون حل مشكلة الديون لن يكون بمقدور المريخ ضم أي لاعب جديد في يناير سواء محليّاً أو أجنبيّاً، لأن المريخ ممنوعٌ من التعاقدات لثلاث فترات في ملف اديلي وممنوع لثلاث فترات في ملف محمد منير

صحيفة الصيحة

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى