مصطفي محكر يكتب: (الشفقة تطير ).. تكهنات التسوية السياسية
عندما أعلن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين العفو عن صهره حسين كامل بعد فترة من إنشقاقه وتوجهه إلى مملكة الأردن .. كتب أحد الزملاء حينما كنا بصحيفة (الإنقاذ الوطني) في منتصف التسعينيات مقالاً أثنى فيه على حكمة وحنكة صدام حسين وهو يعفو عن من خانه .. وبينما الصحيفة ترقد على أرفف المكتبات والأرصفة صباحاً كان حسين كامل قد أُعدم ، وتم تبرير ذلك وفقاً لصدام حسين بأنه حكم عشائري لم يقو على مقاوته.. وبذلك أصبح مقال زميلنا محل تندر منا كلما رأينا السانحة مناسبة للمعاكسات.. ونحن نردد(الشفقة تطير ).
قصة أخرى تتعلق (ببلدياتي) الذي أرسلت له تأشيرة عمرة .. حينما كانت العمرة من بعدها (زوغة). إحتفى (بلدياتنا)،وقام بتوزيع (البنطالين والأقمصة) بل حتى الساعة وضعها بكل ود على يد أخر مودعيه بالمطار.، وبعد أن أدى العمرة أصبح يبحث عن عمل وهو يمني النفس بوضع إقصادي يحقق له أمانيه التي تتجاوز (البناطلين والساعات) إلى حيث البنايات والاستثمارات ، غير أن الرياح أتت بخلاف مايشتهي فبعد مرور ثلاث أسابيع، كان داخل مبان (الترحيل) كونه مخالف لنظام الإقامة . عاد إلى البلد وبطبيعة الحال لم تعد له (الملابس التي أهداها للشباب)!.أيضاً نقول (الشفقة تطير).
الحكاياتان المختصرتان جالاتا بخاطري وأنا أهم بالكتابة حول التسوية السياسية المرتقبة .. تخيلت أن هذا المقال حينما ينشر اليوم السبت تكون التسوية قد أنجزت ..وبالتالي يحق على ماقيل في حق زميلي (الصحفي وقربيي الحالم بالإغتراب) .. مع أن حركة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان ظلت بطئية في كثير من الملفات خاصة بعد 25 أكتوبر من العام الماضي حينما نفذ إنقلاب أو إجراءات تصحيحة .. كما أن وضع المكونات المدنية ليس على مايرام فهم يعيشون ليس في إختلاف.. فالإختلاف سنة ماضية وطبيعي أن يكون بينهم ذلك طالما لكل حزب أجندة وأهداف مختلفة ولكن القصة في التناحر الذي وصل حد شتم بعضهم بعض.
على أي حال لو عاد الفريق البرهان بضغط أمريكي إلى التسوية الثنائية مع قوى الحرية والتغييرالمجلس المركزي فأن ذلك يعني إعادة الأزمة الى مربعها الصفري…فبعد تاريخ مفاصلة البرهان لقحت (حدث ماحدث) من تغيرات كبيرة في أوساط الأحزاب والجماعات السياسية ، فحتى حزب المؤتمر الوطني المحلول عاد للظهور العلني ..وهناك (التيار الإسلامي العريض) الذي ينتظر أن يسير موكب اليوم السبت دعت له قبل أيام رفضاً للتدخل الأجنبي والتسويات الثنائية ،فيما يقف الطرف الثاني لحقت (التوافق الوطني) في ضفة لا تلتقي مع المجلس المركزي .. وأمامنا مبادرات عديدة يصعب تجاوزها بإتفاق ثاني يعيد تجريب المجرب .. وأن حدث هذا فإنها البداية الطبيعية لحالة فوضى قد لاتجد رشيد يعرف كيف يعالجها… و(برضو ) (الشفقة تطير ).
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر