العسكر و(الثورية).. علاقة “متشققة” تحكمها التكتلات القبلية
[ad_1]
خاص: سودان تربيون
دأب العسكريون وقادة الجبهة الثورية على وصف العلاقة بينهما بـ”الجيدة” رغم بيان تجاهل و”تهميش” العسكر للقادة الذين يشاركونهم المناصب في مجلس السيادة الحالي.
ومع تداعيات الأحداث المختلفة في السودان، لم يعقَد مجلس السيادة اجتماعات منذ 9 أشهر بصورة دورية، بينما تصدر القرارات من الجانب العسكري فقط، وتتناول الجبهة الثورية تلك الأحداث المختلفة خاصة الصراعات والحروب في دارفور والنيل الأزرق بالتعليق في بيانات منفصلة”.
وتفسر كثير من التحليلات مايحدث بأنه أزمة كبيرة في التواصل بين العسكر وقادة الجبهة الثورية، إذ لم يُشاهد أحد خلال الفترة الماضية اجتماعاً كاملاً للعسكريين وأعضاء الجبهة الثورية.
بيان يتيم
قبل أيام أصدرت الجبهة الثورية، بيانًا أعربت فيه عن أسفها العميق لتجدد أحداث العنف والاقتتال الأهلي بإقليم النيل الأزرق، وولاية غرب كردفان الذي خلف عدد من القتلى والجرحى والنازحين، وترحمت على أرواح الشهداء وتمنت عاجل الشفاء للجرحى والمصابين.
وكان لافتاً في بيان الجبهة الثورية، دعوتها “للسلطة المركزية” التي هي جزءًا منها للتدخل العاجل لوقف نزيف الدم وسط المواطنين وأن تعمل على فرض هيبة الدولة وحماية المواطنين.
ويتيح البيان فرص واسعة لتأكيد وجود “شقة” عميقة بين الطرفين وخلافات كبيرة تمنع التوافق على اتخاذ القرارات أو المشاركة فيها في ظل أزمة مكتومة حالياً تؤكدها مصادر بالقصر الجمهوري.
اعتصام القصر
ونقلت تقارير صحفية في 18 أكتوبر 2021 الماضي، إغلاق بوابات القصر الجمهوري تزامناً مع ما سمي آنذاك “اعتصام القصر” ووصف شعبيا باعتصام “الموز” الذي قامت به مجموعة من الحركات المسلحة وجماعات مؤيدة للعسكر..
وتوقفت في ذلك الوقت، كافة انشطة مجلس السيادة ولم يزاول أي عضو عمله كما لم يعقد المجلس نفسه اجتماعاً في تلك الفترة التي وقّع بعدها على إجراءات 25 أكتوبر التي أطاحت بالحكومة المدنية وتولي قائد الجيش للسلطة.
وبعد إعلان قائد الجيش مجلس السيادة الجديد خلال نوفمبر الماضي، لم يتم تغيير أياً من قيادات الجبهة الثورية ورئيسها المشاركين في المجلس، وأُبعد المدنيين بمن فيهم العضو المدني منذ تأسيس المجلس رجاء نيكولا عبد المسيح.
خلافات
ومنذ يونيو الماضي، توقفت اجتماعات مجلس السيادة دون أسباب، بينما أكدت متابعات أن السبب في ذلك الوقت هو خلافات حادة بين العسكر وقادة الجبهة الثورية بشأن الأوضاع وتغيير إجراءات 25 أكتوبر الماضي..
وأكدت مصادر بالقصر لـ”سودان تربيون” أن المجلس لا يعقد أي اجتماعات أو لقاءات بين الطرفين، فيما يمارس الأعضاء عملهم اليومي من مكاتبهم المختلفة.
وتوضح المصادر، أن الأعضاء الذين ينالوا كافة مستحقاتهم المالية وكل الحوافز والنثريات والامتيازات لا يجتمعون كمجموعة تحت رئاسة البرهان، ويعقد بعضهم بعض الاجتماعات الثنائية فقط.
وتؤكد متابعات لحركة العمل والاجتماعات في الستة أشهر الأخيرة أن المكون العسكري لم يعقد غير اجتماع واحد بأعضاء الجبهة الثورية في المجلس تم بين البرهان والمجموعة وبحضور حميدتي فقط.
وتنوه المصادر إلى عدة لقاءات بين البرهان ورئيس الجبهة الثورية د. الهادي إدريس تمت في القصر أو مكتب القائد العام للجيش في القيادة العامة.
امتعاض العسكر
ويؤكد مصدر قريب من عضوين عسكريين في مجلس السيادة لـ”سودان تربيون” أن العلاقات بين الجانبين تمر بمرحلة من “الفتور” لأسباب متعددة أبرزها أن أعضاء المجلس الهادي إدريس والطاهر حجر في مرحلة خلافية مع حاكم دارفور مني أركو مناوي القريب من الجيش.
وأوضح أن العلاقة ذات شقين وترتبط بملفات محددة وفق اتفاق سلام جوبا لسلام السودان لكن الشق الخلافي يبقى حول ملف دارفور وارتباطه بالخلاف القديم بين مناوي والهادي وحجر.
وكشف المصدر الذي طلب حجب اسمه، أن عضوي المجلس شمس الدين كباشي وإبراهيم جابر لديهم آراء ضد الهادي إدريس والطاهر حجر، ويعبرون عن ذلك خلال اجتماعات المكون العسكري.
قرارات آحادية
ما ذهبت إليه المصادر، يؤكده أيضاً مصدر داخل القصر لـ”سودان تربيون” بأن القرارات تتخذ من طرف واحد وهو العسكريين، وسط عدم وجود اجتماعات رسمية.
ويمضي للقول أن الإدارة حالياً من جانب العسكر فقط، ولا يعتمد أو يتم التشاور مع أعضاء الجبهة الثورية في أي قرار يخرج من مجلس السيادة.
وأضاف: “غالباً ما تخرج القرارات باسم القائد العام وهذا مؤشر على عدم وجود إشراك قادة الجبهة في صنع القرار”.
في السياق عينه، يؤكد مقرر الجبهة الثورية د. محمد زكريا لـ”سودان تربيون” إنّ قيادات السلام في مواقعهم التنفيذية والسيادية برسم اتفاق السلام الذي يعلو علي الوثيقة الدستورية.
وأكمل قائلا: “الحديث حول وجود خلافات بين أطراف العملية السلمية والمكون العسكري ادعاءات لا أساس لها من الصحة فجميع الأطراف حريصة على الوصول لتوافق يؤسس لاستكمال الفترة الانتقالية”.
“تشققات” وتكتلات قبلية
وبحسب معلومات حصلت عليها “سودان تربيون” بشأن العلاقة بين أعضاء المكون العسكري وقادة الجبهة الثورية بـ”المتشققة”.
وتذكر المعلومات التي نقلها أحد العاملين القصر لـ”سودان تربيون” أن العلاقة الحالية هي أقرب للتكتلات القبلية خاصة بين حميدتي والطاهر حجر والهادي إدريس.
ويضيف: “لا توجد اجتماعات بين الطرفين، والعلاقة أقرب للتكتلات القبلية، هناك حركات بالجبهة الثورية أقرب للجيش، وهي العدد الأكبر، بينما البعض مع الدعم السريع، ولم يعقد العسكر أي اجتماع مع الجبهة الثورية منذ أشهر- لم يحددها”.
مع تلك المعطيات تبدو العلاقة وناحية اتخاذ القرار بين الجانبين في سكة الضياع وسط خطوط سوداء يمكنها نسف العلاقة نفسها وتحولها لمواجهات مع دنو مراحل الانهيار التي تعيشها البلاد حالياً.
وتضع فرص الخروج الشكل الأمثل حاليا للجبهة الثورية للخروج من بوابة القصر بصفة نهائية قد تضع العسكر في خاتمة السقوط بعد فقدان الحليف الرئيس لإجراءات 25 أكتوبر التي أطاحت بالحكومة المدنية وتقلد بعدها قائد الجيش السلطة بصفة كاملة
المصدر