السياسة السودانية

(تمازج) تدعو لمراجعة اتفاق السلام وتقول إن تنظيمات اختطفته لمصالحها

الخرطوم 1 أكتوبر 2022- دعت الجبهة الثالثة “تمازج” لمُراجعة اتفاق “جوبا” للسلام متهمة تنظيمات رئيسية موقعة عليه باختطافه وتجييره لمصالحها الذاتية.

ونشطت مؤخرا دعوات من قوى سياسية وجماعات احتجاجية تطالب بإلغاء اتفاق جوبا الذي أبرمته الحكومة الانتقالية مع 5 فصائل مسلحة كانت تقاتل نظام الرئيس المعزول عمر البشير في كل من دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان  مستندين على أن وثيقة جوبا عجزت عن تحقيق السلام وانتهت إلى أداة لتعزيز مكاسب قيادات الحركات المسلحة، وهي اتهامات ترفضها بعض الحركات الموقعة على الاتفاق.

وقال رئيس الجبهة محمد علي قرشي في مقابلة مع “سودان تربيون” السبت، ” اتفاقية جوبا فيها أخطاء كبيرة ولابد من  مراجعتها وتقييمها لكون أن الذين جاءوا باسم الاتفاقية يعملون لمصالحهم ولتنظيماتهم فقط واختطفوا الاتفاق رغم مخاطبته لقضايا عديدة وأن وتجربتهم كانت فاشلة”.

وأوضح بأن الموقعين هم 14 حركة مسلحة ومطلبيه لكن المستفيدون منه 6 تنظيمات 5 في دارفور وواحدة تنشط في إقليم النيل الأزرق ودارفور وما تبقى من الحركات أصبحت خارج الساحة السياسية، ووصف تجربة الحركات المسلحة في السلطة بـ”العقيمة”.

وتتهم أغلب الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية “جوبا” بدعم انقلاب 25 أكتوبر الذي نفذه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مطيحا بشركائه المدنيين الذين قاسموه الحكم منذ 2019.

وأوضح قرشي بأن الحكومة السودانية لا تملك الإرادة السياسية تجاه إنفاذ وثيقة “جوبا” مشيراً إلى أنها أهملت “تمازج” رغم توقيعها على برتوكول أمني خاص بها ورأى بأن السلام بالنسبة لهم خط إستراتيجي لن يتنازلوا عنه كاشفاً عن تململ وسط قواتهم بسبب الانتظار الطويل دون النظر لتوفيق أوضاعهم.

وتابع “وقعنا الاتفاقية منذ عامين وهؤلاء بشر ليسوا ملائكة وطبيعي يكون هناك تململ وتذمر لكننا مسيطرين على قواتنا وتأخذ توجيهاتها وتعليماتها مني كرئيس وقائد عام فنحن حتى الآن ملتزمين بالسلام وننتظر الحكومة هل هي مستعدة للتنفيذ ام لا ، وإذا غير ذلك حينها سنقرر”.

تحذير من عودة الإقتتال

وقال رئيس تمازج بأن حركات مسار دارفور تسعى بقوة لإبعادهم من الاتفاقية لرفضهم من البداية توقعيهم عليه وحذر من عودة الاقتتال مجدداً في الإقليم المضطرب بسبب رغبة مجموعة معينة الإنفراد بدارفور والهيمنة على أهلها.

وأضاف: “لدينا مكونات قبلية بكل ولايات دارفور الخمس ونحن في الإقليم سواسية حتى الذين ساعين لإقصائنا هم لا يعرفون الحقائق ويجهلونها وهذه بداية حرب جديدة”.

وهاجم قرشي قوات حفظ الأمن في إقليم دارفور ونوه بأنها مكونة من إثنيات بعينها واتهمها بعدم الحياد وعدم تمثيل إقليم دارفور معلناً رفضهم القاطع لها.

ووجه انتقادات لاذعة لوالي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر وحمله مسؤولية اعتقال عدد من قواتهم بزعم تورطهم في الصراع القبلي الذي شهدته الولاية طوال الثلاث أعوام الماضية.

وأوضح بأن وجودهم في غرب دارفور يأتي وفقاً لنص الاتفاق والوثيقة الدستورية التي أعطتهم نسبة 10% من السلطة إضافة إلى الترتيبات الأمنية وبين بأن وجودهم في المنطقة قانوني وكشف عن مجهودات يبذلونها لإطلاق سراح المعتقلين من قواتهم.

وفي يوليو الفائت قال نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” عبر لقاء إذاعي بأن تمازج متورطة في الصراعات القبلية الدامية التي شهدتها ولاية غرب دارفور خلال الثلاث أعوام الماضية معلناً إلقاء القبض على كل مكتبها في الولاية وترحيلهم إلى سجون نائية.

وتأثرت ولاية غرب دارفور التي تحادد دولة تشاد بالنزاعات القبلية الدامية أخرها في بلدة “كلبس” حين قتل أكثر من 120 شخص إثر هجمات مسلحة نفذتها جماعات مسلحة من القبائل العربية على قرى تقطنها أثنية القِمر


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى