السياسة السودانية

200 مليون دولار مساعدات اميركية اضافية للسودان

نيويورك 19 ديسمبر 2024- أعلن وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن الخميس، تقديم بلاده ما يقرب من 200 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية للسودان استجابةً لأكبر أزمة إنسانية في العالم، ووجه انتقادات حادة لروسيا وطالبها بوقف تدفق الصواريخ والمرتزقة

قال بلينكن، في اجتماع مجلس الأمن الوزاري الخاص بالسودان، إن بلاده خصصت “حوالي 200 مليون دولار إضافية للغذاء والمأوى والرعاية الصحية، مما يرفع إجمالي دعم الولايات المتحدة للسودان منذ اندلاع الحرب لأكثر من 2.3 مليار دولار”.

وأشار إلى أن وزارة الخارجية ستعمل مع الكونغرس لتوفير 30 مليون دولار لتمكين المجتمع المدني ورفع أصوات المدنيين في الحوار حول مستقبل السودان.

وقالت الوكالة الاميركية للتنمية في بيان إن المساعدة الإضافية، ستمكن واشنطن من تقديم الدعم العاجل في عديدة بينها  الزراعة والمساعدات الغذائية والمياه والصرف الصحي.

وشدد بلينكن على أن الأطراف الخارجية تعمل على تسليح الجيش وقوات الدعم السريع، مما يؤدي إلى تحويل الصراع الداخلي على السطة إلى صراع ذو إبعاد عالمية.

وتابع: ” الفشل في التصرف في السودان يهدد الأمن والسلم اللذين يقع على عاتق مجلس الأمن مسؤولية الحفاظ عليهما”.

وعلق وزير الخارجية الأمريكي على استخدام روسيا حق النقص لعرقلة تمرير مشروع قرار حماية المدنيين ووصفها له بأنه عبثي وغير مقبول، قائلًا: “العبثي وغير المعقول هو ما يلي: أي دولة تدعي الاهتمام بالدول الأفريقية وتستمر بصب الزيت في نزاعاتها هو غير المعقول والعبثي”.

وأضاف: “نقول لهم يجب الكف عن إرسال الصواريخ والمرتزقة، استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودانيين واستخدموا نفوذكم لإنهاء النزاع وليس إدامته”.

واستخدمت روسيا في 18 نوفمبر المنصرم، حق النقض ضد مشروع قرار قدمته بريطانيا وسيراليون لمجلس الأمن يتعلق بحماية المدنيين في السودان.

ثورة ديسمبر

واستذكر بلينكن تاريخ 19 ديسمبر 2018، حيث انتفض شعب السودان ليتخلص من ديكتاتور وبناء مستقبل أفضل، كما لا يمكننا صور الثورة وصور المرأة التي تلوح بالعلم وتحتفل بالنصر.

وتابع: “بعد أعوام، نري على ذات الوجوه اليأس والخوف ونري العنف الوحشي بين الجيش وقوات الدعم السريع يجعل البلد ينحرف عن مسار السلام”.

وشدد على أنه رغم تساقط القنابل، يتجمع السودانيين لدعم بعضهم البعض وإعادة بناء وطنهم، حيث يقوم المتطوعين والشباب بإعداد الطعام في المطابخ الجماعية ويساعدون الأطفال الذين يعانون من الصدمات النفسية ويديرون عيادات صحية ويصلحون خطوط الكهرباء المنهارة.

حماية المدنيين

وقال ممثل روسيا في مجلس الأمن إن الهدف الرئيسي في السودان في الوقت الحالي يتمثل في وقف إطلاق النار، ودون ذلك فإن أي خطوة لحماية المدنيين وضمان الوصول الإنساني ستكون غير ناجحة.

وأفاد بأن الوضع في السودان يتأثر بسبب التدخلات الخارجية، حيث يجب وضع ذلك نظرًا إلى أن جهود بعض الدول والمخططات الخبيثة تزيد من ماساة السودانيين.

وبرر استخدم روسيا حق النقض ضد مشروع القرار الذي قدمته بريطانيا وسيراليون، بأنه ينتقص من سيادة السودان، مشددًا على ضرورة قمع أي محاولة لتخطي ذلك.

وتابع ــ موجهًا حديثه فيما يبدو إلى بلينكن: “أنتم تحاولون الإشارة إلى أن الحكومة السودانية باعتبارها حكومة أمر واقع دون احترام سيادة الجهة النافذة في البلاد ونحن نرفض هذا النهج لأن سيادة السودان ليست ورقة ضغط”.

واعتبر مندوب روسيا مجلس السيادة الانتقالي هيئة ذات سيادة قادرة على ضمان صمود مؤسسات الدولة على الحكم.

وتعهد بالسعي إلى رفع نظام الجزاءات الذي يفرضه مجلس الأمن الدولي على السودان، حيث أنه يعرقل جهود الحكومة في تعزيز الأمن، موضحًا أن نتائج النظام منذ فرضه صفرية.

بدوره، أعلن مندوب السودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس عن عزم بلاده تقديم خطة لحماية المدنيين إلى مجلس الأمن في الشهر المقبل، مبديًا أمله في حصولها على دعمه.

وقال الحارث أن السودان يمتلك إدلة إضافية عن تزويد الإمارات لقوات الدعم السريع بالعتاد الحربي عبر دول الجوار برًا وجوًا، بما يشمل استخدام 5 مهابط سرية في مدينة نيالا بجنوب دارفور ومهابط ترابية مؤقتة أخرى.

وطالب بوقف إمداد الإمارات للدعم السريع بالأسلحة، كما نادي بضرورة إنشاء آلية لرصد الانتهاكات خاصة التي ترتكبها قوات الدعم السريع والمرتزقة واعتماد التكنولوجيا في عملها.

وشارك في جلسة الأمن التي خُصصت للسودان ممثلين من مصر وتركيا والإمارات.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى