🔴 من الذي يسوق الدعامة إلى عرين الجيش مثل الأغنام كل مرة إلى الموت؟ من هو صانع الديلفري؟
” تقول الحكاية بأن حمارا استيقظ فوجد نفسه في مواجهة أسد شرس، فأيقن بالهلاك، وأدرك أنه مأكول مأكول. فأغمض عينيه فلما فتحهما، وجد أن الأسد خاف فهرب من أمامه مذعورا .
أحس الحمار بالدهشة ثم لما ذهبت الصدمة واطمأن أعترته شجاعة مفاجئة فنهق حتى جفل الأسد وازداد سرعة فى هربه من أمام الحمار . فتشجع الحمار ولحق الأسد يطارده ويعدو من خلفه في البرارى وكان الجميع يرون حمارا يطارد أسدا و الحمار ينهق ويركض وراءه بينما الأسد يهرب من أمام الحمار مذعورا.والحيوانات و الطيور والزواحف تتعجب من غرابة المشهد ، وظن بعضها أن سنن الحياة قد انقلبت وان الشمس توشك أن تشرق من مغربها فأرتفعت أصواتها تشجع الحمار أيقونة الزمان الجديد. وشرعت بعضها تقدح أذهانها للتفكير فى ذكاء الحمير ومناقبها الأخرى . وفكرت الطيور كيف ستؤلف الأغانى الجديدة على منوال نهيق الحمار.
ومهما كان الأمر عجيبا والمنظر غريبا فإنه صار مدار حديث الجميع ومحط إنشغالهم . بيد أنه فى لحظة واحدة مفاجئة توقف الأسد ، ونظر الى الحمار بهدوء وهو يبتسم ، وقال :
– هيا يارفاق إلى الوليمة.
فجأة وجد الحمار نفسه محاطا بعدد من الأسود الجائعة تحدق به غير مصدقة. حينئذ أدرك الحمار مصيره و أيقن بالهلاك لكنه استجمع ما بقى من شجاعته فقال:
قبل أن أموت أود أن أسألك سؤالا واحدا.. لماذا هربت منى بادىء ذى بدء؟؟
قال الأسد : أنا لم اهرب منك كيف تصدق أن أسدا يهرب من حمار
قال الحمار: ولكنى طاردتك وكنت تهرب منى.
ضحك الأسد حتى كاد أن يستلقى على قفاه ، و ضحكت معه الأسود وقهقهت ، وانتقل الضحك و القهقهة الى سائر الحيوانات و الطيور والزواحف. ثم أن الأسد نظر للحمار وقال :
– أنا لم أكن اهرب منك يا حمار. بل كل ما فى الأمر أنى راهنت رفاقى الاسود انى قادر على الإتيان بالطعام لهم( ديلفرى).”- الحكاية كتبها بهذا النص أمين حسن عمر.
تذكرت هذه الحكاية وأنا أتابع هجمات المليشيا المتكررة على معسكرات الجيش في المدرعات والقيادة العامة وغيرها، وخسائرهم الكبيرة واستمرارهم مع ذلك في المحاولة مرة بعد مرة بعد مرة.
يبدو لي أن هناك (صانع دليفري) يقوم بسواقة جموع الدعامة مثل الأغنام إلى عرين الجيش. ربما هذا ما يفسر هذه الحماقات المتكررة عديمة المعنى. يأتون كل مرة إلى الجيش في معسكراته التي يجيد فيها الدفاع بدلاً من أن يتجشم هو عناء الذهاب إليهم. لقد كان بإمكان الدعامة إطالة أمد المعركة أكثر لو أنهم انتشروا في مواقعهم ولم يهاجموا الجيش وانتظروه هو أن يهجم. صحيح في كل الأحوال سيتم دحرهم، ولكن المعركة ستكون أطول وأشرس لو كان الجيش هو الذي يتقدم ويهاجم كل مرة، أو لو لم يتقدم الجيش ليهاجم فسيتم تجميد الوضع لمصلحة المليشيا لأطول فترة ممكنة. فمن الذي يسوق الدعامة كل مرة إلى الموت بهذا الشكل؟ من هو صانع الديلفري؟
حليم عباس
مصدر الخبر