السياسة السودانية

🔴 كما يقال، “والجيش بحب الجرجرة”

للجيش السوداني طريقة في العمليات تعمل على تخدير الخصم وجعله يتعود أي يتعايش مع تقدم الجيش لا أعرف هل هي مقصودة أم لا. ولكنه يقترب من العدو ثم يبطئ أو يتوقف ثم يتقدم ببطء وقد يتراجع. تشعر وكأنه يريد قتل المعركة بالبرود والاعتيادية قبل أن يتقدم أخيرا ويستولي على المنطقة.

حدث هذا مع تقدمه نحو جبل مويا، وفي سنجة، وفي كل تقدماته في الخرطوم. نمط متشابه: تقدم في البداية مفاجئ وقوي، ثم تبريد وبطء ثم تقدم حذر ثم انقضاض، وقد لا ينقض عليك أبدا ويتركك حتى تخرج بنفسك مثلما حدث في معركة الإذاعة.

معركة الإذاعة نموذج مثالي لهذا النمط. ظل الجيش يتقدم نحو الإذاعة ببطء وحاصرها حصار بارد ممل لفترة طويلة حتى إذا حاولت قوات المليشيا الخروج انقض عليها ودمرها في طريق الهروب.

الآن معارك مدني تتجه نحو البرود والإعتيادية؛ بالنسبة للجنجويد في مدني سيتقبلون حقيقة وجود الجيش بالقرب منهم وزحفه البطئ نحوهم وكأنه شيء طبيعي، عادي، مثل قصة الضفدع المغلي الشهيرة، حيث يتم وضع الضفدع في ماء ثم رفع حرارته بشكل تدريجي فلا يهرب حتى تصل الحرارة لدرجة مميته فيموت.
وكما يقال، “والجيش بحب الجرجرة.”

حليم عباس
حليم عباس


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى