السياسة السودانية

🔴 دكتور ياسر أبّشر: الدور الخارجي في اسقاط البشير (4)

[ad_1]

نَصّت الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإسلام على أن هناك صراعاً فكرياً بين الإسلام والغرب. وقالت إن هذا الصراع شبيه بالصراع الذي كان بين الغرب والشيوعية، ومن ثم فإن على الغرب الاستفادة من تجاربه السابقة في القضاء على المعسكر الشيوعي في حربه ضد الاسلام.
وخلال الحرب الباردة وكتطبيق لسياسة الاحتواء، أنشأت أميركا “راديو الحرية” Radio Liberty، وهي محطة إذاعية موجه بثها لدول المعسكر الشرقي تنشر فكراً مناهضاً للشيوعية. ولم تكن أميركا منفردة في هذا المسعى، فقد استقطبت طاقات بريطانيا والدول الغربية الأخرى في هذا الصدد.
⁃ وللسودان بدأت الدول الغربية بالإنفاق على محطة إذاعة تابعة لجون قرنق تبث من إثيوبيا، وكان ياسر عرمان من أهم مذيعيها. ثم أنشأت “راديو دبنقا”. وغطت تكاليف صحيفة “الديمقراطي” التي يرأس تحريرها الحاج ورّاق. وإذا رأيت الصحيفة تصدر وليس فيها إعلانات فاشهد لها بشبهات العمالة. وتشتري الدول الغربية “شبكة الصحفيين السودانيين”، وتلفزيون “سودان بُكرة”، وصحيفة “الحداثة”. وقد نصّت الاستراتيجية على الاعتماد على محطات تلفزة وإذاعة وصحافة محلية.
وقد جاء في الاستراتيجية:
⁃ دعم محطات التلفزة والراديو والصحفيين الذين يروّجون للتيار العلماني اللبرالي، ويهاجمون التوجهات الدينية عامة، ولكن بذكاء. وتحدثت عن دعم التيار اللبرالي العلماني “بصمت وسرية”. ورغم التوصية بالسرية إلّا أن كميرون هيدسون فضحهم حين قال إن الغرب أنفق المليارات لإسقاط البشير. وأواخر العام الماضي قالت نائب مدير وكالة المعونة الأمريكية Isobel Coleman في جلسة استماع بالكونجرس أن أميركا خصصت 100 مليون دولار لدعم منظمات في السودان (ولما ثارت ضجة عما فضحته حاولوا التنصل من التصريح). ولن ينسوا منظمة سيڤيك لاب Civic Lab، ومنظمة أوبن سوسيتي Open Society، التي أنشأوها بأموالهم وكانت طوع بنانهم.
إبان تطبيقها لسياسة الاحتواء ضد الشيوعية، قامت أميركا بطباعة ونشر 10 مليون كتاب مناهض للشيوعية، ولأن وثيقة الاستراتيجية أوصت بالاستفادة من تلك التجربة فقد أنشأوا مؤسسة Libforall لنشر كتابات اللبراليين، وكتابات الذين يطعنون في الاسلام. وللسودان نشروا كتب محمود محمد طه، بل نشروا ترجماتها بالإنجليزية. والغربيون سعداء بالفكر الجمهوري، ولذلك يستشهدون حتى في وثيقة راند بقول دكتور عبد الله النعيم الجمهوري: “الرجال والنساء وغير المسلمين لا يتمتعون بحقوق متساوية في ظل الشريعة الاسلامية”
وخلال حربهم ضد الشيوعية أحيوا التراث السوڤيتي السابق للشيوعية وإصدارات وأفكار ديستوڤيسكي وتوليستوي.
وفي السودان بذلوا ويبذلون جهوداً حثيثة لإحياء التراث النوبي الوثني، والقفز على حقبة أربعة عشر قرناً هي حقبة سيادة الثقافة العربية – الإسلامية.
ومن هنا برز استخدام “طلائع أبيدماك” وجرى الترويج لكلمة ” كنداكة”. وأصبحت الكنداكة هي أيقونة البطولة، بديلاً لمهيرة بت عبود، والخنساء، ورابحة الكنانية، ونسيبة بنت كعب. هذا علماً أننا، وخاصة شبابنا الذين يرددون اسم الكنداكة كالببغاوات Parroting لا نعرف عن الكنداكة كبير شيء. والهدف من كل هذا هو تغيير الأفكار والقناعات الراسخة والتأثير على الرأي العام.
ولأن الاستراتيجية أعلنت أنها في حرب مع الإسلام والفكر الإسلامي، بُغية إضلال المسلمين عن دينهم، فقد أوصت بالترويج لأحاديث الكويتية وفاء سلطان التي تسب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتشكك فيما جاء في القرآن. كما أوصت بنشر ما كتبه محمد شحرور ونصر حامد أبو زيد، ومارسيل خليفة، وطارق حجي وشاكر النابلسي، وكذلك الترويج لأحاديث الصومالية آيان حِرسي . وكذلك نشر كل كتابات الطاعنين في جوهر الاسلام كالجمهوريين في السودان، لخلق مجموعة مناهضة للتيار الإسلامي العريض في إطار الحرب السياسية Political Warfare ضد الفكر الإسلامي.
جدير بالذكر أن آيان حرسي متزوجة من أميركي غير مسلم. واتهمت في أوروبا بتزوير اسمها وتاريخ ميلادها، وكذبها حين ادعت أنها أُجبرت على زواج مرتب Arranged Marriage بالصومال. وكذبت كذلك بادعائها أنها هربت من الصومال بسبب تهديدات الحرب، في حين أنها كانت تعيش في كينيا. واعترفت بكذبها أمام “زرزرة” الصحفيين، مما أفقدها جنسيتها الهولندية واضطرها لمغادرة البرلمان والهرب إلى أميركا. ألفت كتاب عن نفسها بعنوان “الكافرة” Heretic.
آيان حرسي هي التي كتبت سيناريو فلم ( الخضوع Submission ) المُسيئ للإسلام الذي أخرجه الهولندي ثيو فان جوخ وقتل بسببه . ورغم هذا التاريخ المشين جرى احتضانها وتبنيها فقط لأنها جهرت بمعاداتها للإسلام، وتمت التوصية بنشر كفرياتها. فتأمّل.
تُري هل من يخطط لذيوع أفكار محمد شحرور وإيان حرسي ونصر حامد أبو زيد ووفاء سلطان يستهدف الكيزان أم يستهدف جوهر الإسلام؟؟!!
وهل كان إغلاق إذاعة القرآن الكريم ونهب منظمة الدعوة الإسلامية، وإغلاق حوالى 250 خلوة وقطع رواتب شيوخ تعليم القرآن فيها، وتشريد ومطاردة العلماء من أمثال الشيخ دكتور محمد عبد الكريم – وهو ليس من الكيزان لكنه ينشط في نشر الإسلام الحق – ومهاجمة خلاوي القرآن، هل هذا كله استهداف للكيزان أم استهداف للإسلام؟؟!!
ألم تلاحظ أن حمدوك زار الصوفي الشيخ الياقوت وزار القحاتة الشيخ الصوفي محمد حاج حمد الجعلي.
حمدوك والقحاتة لا يشهدون الجُمَع والجماعات، لكن يزورون شيوخ الصوفية لأن هذا جاء في توصية استراتيجية الأمريكية لمحاربة الفكر الإسلامي.
فالأمريكان وهؤلاء يصنفون الصوفية كجماعة خاملة لا تأبه بما يصيب الدين، ومنغمسة في دروشتها وغفلتها، ولم تسمع ولا تهمها الحكمة القائلة:
Muslims who don’t care about politics, get ruled by politicians who don’t care about Islam.
“المسلمون الدين لا يأبهون بالسياسية سينتهي بهم المطاف لأن يحكمهم سياسيون لا يأبهون بالإسلام”
هذا رأيهم فيهم ( وهو رأي فاسد ) لذلك يذهبون إليهم.
♦️ياسر أبّشر

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى