🔴البعثيون في السودان بين مبادئ البعث والمخطط الإستعماري (1 _ 2)
تمر خمسة وسبعون عاما على تأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي على يد المفكر القومي ميشيل عفلق والدكتور صلاح الدين البيطار ، وبعد هذه السنوات والبعث يتمدد برسالته الخالدة داعيا لأمة واحدة مقاومة كان لا بد لنا من الإجابة على سؤال هل بعثيو السودان بعثيون ملتزمون بمبادئ البعث والقومية العربية ؟ أم أنهم إمتداد للمخطط الإمبريالي لتصفية تيار المقاومة الثورية ؟؟ وللإجابة على هذا السؤال يلزمنا التعريف بأسس أيديولوجيا البعث وتنظيمه وقيمه السياسية ، وكذلك التعريف بالكادر البعثي نفسه .
يتميز الكادر البعثي بإيمانه العميق وتفكيره الدقيق وعمله المتواصل ، فالبعث عقيدة والبعثي عقائدي ، يؤمن بالقومية توجها سياسيا والإشتراكية توجها اقتصاديا وإجتماعيا ، والوحدة العربية هدفاً سامياً يلملم تشطي الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة والتاريخ الواحد والمصير المشترك والقضية المركزية في فلسطين الحرة ، كما أن الوحدة العربية في أدبيات البعث هي المشروع الدائم والواجب التنفيذ متى ما تخلصت الشعوب من الهيمنة والتبعية للغرب ، وتمثل الوحدة ركيزة من ركائز النهضة ومواجهة الضعف والتخلف ، واللحاق بركب التطور والتنمية ، لذلك فالبعثي وحدوي صادق الانتماء لأمته وقومي أصيل الهوية والإعتداد بذاته الحضارية ، وهو إشتراكي يوائم بين معتقده وخصوصيته الثقافية ، كما يؤمن البعثي بملكية الدولة لعناصر الانتاج وتوظيفها لخدمة الأمة لا لطبقة محددة كما هي الحال في النظام الرأسمالي ، مع ضمان حرية القطاع الخاص لفتح الباب أمام الإبداع والإجتهاد والتنافس الشريف .
كذلك البعثي ليس قطريا فهو منفعل بقضايا أمته ومستقبلها مدافعا عنها مواجها لتحدياتها ، وهو ليس ليبراليا منسلخا عن هويته ، وهدفه الأسمى اقامة الوحدة العربية وازالة الغبن الاجتماعي الذي تنتجه النزعة الفردانية وغياب روح التضامن ، فالإشتراكية القومية تهدف لبناء الإرادة الحرة المتشبعة بالحماس والمقبلة على العمل والابتكار .
لكن هل تنطبق السمات أعلاه على حزب البعث في السودان وكوادره ؟ أم هو مجرد حزب صغير تابع ينفذ أجندات الخارج ؟.
في العام 1960 وصل للخرطوم قادما من سوريا طالب الطب بجامعة بغداد حسن أحمد عبد الهادي ، بعد اتهامه بالضلوع في محاولة اغتيال الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم ، فكون عبد الهادي أول خلية بعثية من سبعة أفراد بجامعة القاهرة فرع الخرطوم (جامعة النيلين ) وكان خمس منهم من الطلاب الناصريين وهم (الطاهر عوض الله / بدر الدين مدثر / محمد سليمان الخليفة التعايشي (توفي في تحطم طائرة الدعم البعثي لانقلاب هاشم العطا 1971) / نصر علي نصر / يوسف همت ، شوقي ملاسي ، سعيد حمور ) ، ثم لاحقا تم تجنيد الرفيق علي الريح السنهوري الذي كان ناصريا لخلية حزب البعث بواسطة الطاهر عوض الله .
في العام 1966 عندما نفذ ضباط بعثيون انقلابا فاشلا في سوريا أنشق الحزب على إثره وغادر ميشيل عفلق والبيطار إلى العراق وأسسا قيادة العراق ، أنضمت خلايا بعث السودان للجناح العراقي ، لاحقا جفت العلاقة بين القيادة القومية في العراق وقيادة قطر السودان التي جمدت عضويتها في التجمع الوطني الديمقراطي بعد دعم حكومة الإنقاذ لصدام في غزو الكويت ، بعد اعدام البشير ل 28 ضابطا بعثيا حاولوا الانقلاب على الحكومة في العام 1990 ، كما انفصلت مجموعة محمد علي جادين في العام 2002 معلنة حزب البعث السوداني الذي لا ينتمي للبعث في العراق ولا سوريا ، وفي 2003 حين سقطت بغداد في الغزو الأمريكي عاد السنهوري وعدد من قادة البعث من العراق للسودان وأعادوا ترميم الحزب من جديد .
#شرف_البعث
يوسف عمارة أبوسن
7 أكتوبر 2022
مصدر الخبر