السياسة السودانية

🌻 حميدتي مزاج متقلب وطموح قاتل وسقوط داو

[ad_1]

🌻 حميدتي مزاج متقلب وطموح قاتل وسقوط داو

✍🏽 بروفيسور علي عيسى عبد الرحمن .

حميدتي ظاهرة سياسية وعسكرية تستحق الدراسة والتحليل ، فقد بدأ حياته من الصفر وقفز بالزانةليصبح الرجل الثاني في جمهورية السودان في زمن قياسي فاصبح بعد البرهان الذي تساوي سنينه في المهنة عمر حميدتي منذ الميلاد .

كان حميدتي مغمورا فسطع نجمه فجأة واستمر في السطوع تباعا ليرتقي ويناهز الثريا .

هوى الرجل فجأة بذات السرعة الصاروخية التي صعد بها فاصبح من رجل الدولة الثاني إلى متمرد هارب مطلوب للعدالة وهي حالة لا تجدها حتى في افلام الكرتون وجمهوريات الموز .

بدأ حليفا لقحت واحتفت به أيما احتفاء واعتبرته المخلص لها ولكنه تجاوزها استنادا على قاعدة المصالح الدائمة بحيث تقول القاعدة ( لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة ولكن هناك مصالح دائمة ) فقد اقتضت مصالحه بأن يتخلى عن قحت في هذه المحطة وهو يتلمس طريقه نحو مدرج الصعود والسطوع .

فشلت قحت الأولى في ترويضه واستقطابه أو تحييده ، فبعد أن كانت صوره تملأ ساحات اعتصام القيادة العامة وكانت اهازيجهم تقول (حميدتي الضكران الخوف الكيزان) ، فقد انتهى شهر العسل بين حميدتي وقحت مبكرا
{ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ } ،فشن عليها هجوما عنيفا فارداها فيما عرف بتصحيحية 25 اكتوبر .

احتفى الإسلاميون بحميدتي وحشدوا له بمحلية حجر العسل بنهر النيل ، معقل الإسلاميين ولكنه لم يستسيغهم باعتبارهم عائق له في سلم الصعود وتقضي مصلحته أن يعاديهم إلى الابد اذا اراد الصعود وتحقيق تطلعاته واجتهد في كسر طموح الإسلاميين وشل حركتهم وإزالة متاريسهم التي تحول دون طموحه ( رفض نداء السودان خلاص الاسلاميين واجتهد في تسويق الاطاري هلاك الإسلاميين) .

اتجه حميدتي نحو حركات الكفاح المسلح وهندس سلام جوبا واستعان بالحركات وحقق تصحيحية ٢٥ أكتوبر وهو يحشدهم لاعتصام القصر ولكنه كفر بهم بعد أن رفضوا الاطاري ( اداته لتسويق نفسه عالميا)

من جانبهم فقد فشل العسكر في التماهي مع حميدتي ودمجه بصورة كاملة في المكون العسكري ، وبلغة الجيش ( كبر راس حميدتي ) حال دون اكتمال مهمة الدمج ، ولعل تصريحاته للبي بي سي بخصوص فشل حركة الخامس والعشرين من اكتوبر التصحيحية وحديثه عن تدهور البلاد ، وخروجه من العاصمة مغاضبا ونجوعه إلى دار فور ، كل ذلك يعكس أن تحالفه مع المكون العسكري وصل إلى طريق مسدود والنتيجة المواجهة الأخيرة مع القوات المسلحة .

حميدتي وهو يسوق نفسه ليصبح رجل السودان الأول فقد تحرك بقواته الى شرق السودان وغربه وشماله وجنوبه ووسطه وداخل العاصمة ، وتواصل مع جمع الإدارات الأهلية والطرق الصوفية والقطاعات النسائية والشبابية وكون المؤسسات الموازية للسلطة التنفيذية وانفق المليارات في ذلك ( بسفه) كما انفقها في مجابهة الكوارث الطبيعية والقضايا الإنسانية ، فكسب قلوبا واصيبت قلوب بالغيرة واحتارت قلوب وتساءلت ماذا يريد الجنرال حميدتي؟ ماذا وراء كل هذه الحركات والتحركات؟ هل اصبح الدعم السريع حزب الله سودان ؟ وهل اصبح الجنرال دقلو نصر الله سودان؟

بعد الاختلاف بينه والبرهان ، اختار الاسلاميون الانحياز الى البرهان ربما برمزية قيادته للقوات المسلحة (صمام امان البلاد) او باعتباره امتداد لمسرحية اللجنة الامنية التي تاتي اخيرا لتضع الامور في نصابها وينتهي المشهد الدراماتيكي بالبلاد .

بموجب استناده على ان الغاية هي التي تبرر الوسيلة فقد عاد مجددا حميدتي ممتطيا قحت (حصانه الاعرج) ليستعين الجميع بالبطة العرجاء ( الاتفاق الاطاري) لتحقيق الاحلام الرئاسية والتمكين من السلطة .

تبقت لحميدتي خطوة واحدة لتحقيق طموحه ليصبح الرجل الأول في السودان ، فقرر أن يقفز في الظلام ويواجه القوات المسلحة مواجهة مكشوفة ولكنه هذه المرة سقط على الأرض سقطة داوية وتبخرت كل الأحلام وتحول الواقع إلى كابوس .

انهى حميدتي حياته العامة كما بدأها فقد بدأها حليفا لقحت وانهاها حليفا معها ، فبئست البداية وبئست النهاية وذلك هو الخسران المبين .

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى