السياسة السودانية

✒️ عادل الباز:🔹 خدعة خفض التصعيد الافريقية.!!

1فيما تدور معارك على الأرض غير آبهة بما يسمى باتفاقيات الهدن الفاشلة أو اتفاق جدة قصير الأمد لوقف إطلاق النار والذى لحق سريعا بالهدن السابقة، بينما المعارك مستمرة وترتكب القوات المتمردة مزيدا من المجازر والتدمير، تدور في أروقة مجلس الأمن العديد من التحركات المعادية لوطننا بقيادة بريطانيا، كما نشطت في أديس أبابا تحركات مريبة تنسج فى خيوط مؤامرة جديدة هدفها التآمر على الوساطة السعودية الأمريكية، والغريب أن أمريكا نفسها تنخرط في مؤامرة أديس أبابا.. يعنى أنها تتآمر هذه المرة ضد السعودية بغرض إخراجها من الملف السودانى وتسليمه بالكامل لعملائها ومرتزقتها في الاتحاد الأفريقي، متخذة من مفوضية الاتحاد الافريقى غطاء كما سنرى.
2
ما القصة؟ وكيف بدأت المؤامرة؟ وماهي آليات عملها؟ وما هي أهدافها؟ ومن هم أبطالها؟
القصة
أنه في تاريخ 20 أبريل 2023 أي بعد اندلاع الحرب بخمسة أيام عقدت دورة وزارية عقدت في 20 أبريل طلب اجتماع موسع من رئيس مفوضية القرن الأفريقي (موسى فقي .. وما أدراك ما موسى فقي.) اتخاذ التدابير اللازمة المناسبة لضمان (التنسيق الكامل والفعال من الجهود الدولية بشأن أزمة السودان). ركزوا معي على تنسيق الجهود الدولية .!
الغريب فى هذه القصة ان الاتحاد الأفريقي الذى يريد الآن أن يتدخل فى الشأن السوداني، علق عضوية السودان منذ تاريخ 25 أكتوبر 2021 بادعاء أن ما حدث في ذلك التاريخ انقلاب.. طبعاً أفريقيا هى مهد الديمقراطية وحكوماتها الحالية كلها جاءت عبر صناديق الاقتراع.!!!.
إلى هنا الموضوع يتعلق (بتنسيق) الجهود الدولية بشأن أزمة السودان.. آلية تنسيق فقط لاغير….. إلا أن تلك الآلية التنسيقية قررت أن تصبح هى نفسها جسم متدخل في الأزمة، بل وتقرر في كل تفاصيل الأزمة في الشأن السوداني..
فماذا فعلت؟
وضعت هى نفسها خطة لحل الأزمة السودانية ضمن ما أسمته (مشروع خطة خفض التصعيد.).
تشمل تلك الخطة العجيبة
أولاً:
تسهيل وصول المساعدات الإنسانية!!
ثانياً:
احترام القانون الدولي والإنساني في حماية المدنيين.
ثالثاً:
للخطة استئناف مسارات لتعزيز عملية موثوقة لتحقيق الانتقال إلى حكومة شاملة وديمقراطية يقودها المدنيون.!!.
تصوروا آلية مهمتها التنسيق بين الفاعلين فى الشأن السوداني تتحول (بقدرة قادر) إلى لجنة سياسية تقرر هى خارطة طريق لحل الأزمة السودانية.. إذن ما دور الجهات الفاعلة في الشأن السوداني؟. نسفت الآلية أي دور لها وأصبحت هي ست الحل والعقد.
3
لأجل تنفيذ هذه الخطة (خطة خفض التصعيد.) سيقوم رئيس المفوضية موسى فقس بوضع خارطة طريق لتنفيذها (الآلية) كما سيدعم رئيس المفوضية فريق عمل خاص بالسودان يتألف من خبراء الأزمات والإدارة والتخطيط العسكري والمساعدات الإنسانية بالمرأة والسلام والأمن. يعني هناك فريق قادم لحل الأزمة (تكرار لسيناريو نيفاشا، والدوحة، جوبا وبالعكس).
4
تؤكد الخطة أن هذه الآلية (آلية لجنة التنسيق)، ستجعل المجتمع الدولي يتحدث بصوت واحد مما يمنع انتشار المبادرات التي تقلل من كفاءة العمل.!! أي أن هذه الآلية ستصبح كما خططوا لها هى الوحيدة المؤهلة للتعامل مع الشأن السودانى، بل هى التي تحتكر حصريا معالجة ازمة السودان. ولكن هذه الآلية التي أنشأها الاجتماع الوزاري، كبيرة جداً، جمعت أكثر من ثلاثين عضواً من هردبيس المنظمات والشخصيات الهلامية (ضمنهم حمدوك) فلا بد أن تجد الآلية الجديدة طريقة لتقليصها وإدخال أعضاء من ثلة المتآمرين على السودان، لأجل ذلك قامت (الآلية المصنوعة) بإنشاء طبقة ثانية محدودة سمتها (المجموعة الأساسية) وقالوا إنها ستسعى للتوازن بين (الشمولية والنفاذ).. ماذا يقصدون بالشمولية والنفاذ.؟ أي أنها ستختار المنظمات والشخصيات التي ترضى عنها الجهات المعنية أو رئيس المفوضية والدول التي لها نفوذ على الأطراف (الإمارات مثلا لها نفوذ على الدعم السريع فبالضرورة ستكون ضمن الآلية). يقصدون بذلك اخراج السعودية من الملف ونسف المبادرة السعودية الأمريكية وحتى إن التحقتا بالآلية سيكون دور السعودية هامشيا بينما لايعرف حتى الآن أين موضع مصر(الزيارة التي قام بها قبل ثلاثة أيام موسى فقي للقاهرة لم يرشح عنها شيء).
5
الآن بعد هذه اللفة الطويلة لنسج خيوط المؤامرة بطريقة أكثر احكاماً قرروا تكوين ما يسمى بـ(المجموعة الأساسية). ما مهمة هذه المجموعة الأساسية
1- تيسير وساطة أحادية المسار…(يعني وساطة حصرية.. فقط الآلية).
2- العمل على وقف فوري لإطلاق النار.
3- تضخيم صوت المدنيين في الآلية.
4- تلبية الحاجات الإنسانية عبر المنظمات الدولية والمحلية وإشراك لجان المقاومة!!.
5 – استئناف عملية سياسية شاملة لتحقيق تحول ديمقراطي شامل بإشراك أصحاب المصلحة ولجان المقاومة (خت خطين) لتكوين حكومة انتقالية بقيادة مدنية للتعامل مع القضايا الأساسية مثل الحاجة إلى إصلاح قطاع الأمن (خت ثلاثة خطوط) بشكل فعال وإشراك الجهات الدولية للعب دور بناء في العملية.!!. هنا بيت القصيد. شفتو المسخرة؟ يعني كأن الحرب لم تقم وكأن المليشيا لم تدمر البلاد…كأننا يا فقي لا روحنا ولا جينا.!!
ولأجل هذه الغايات العظيمة سيسافر رئيس المفوضية السيد موسى فقي بدعم الممثل السامي للقرن الأفريقي والممثل السامي المعني (بإسكات البنادق) للبلدان المجاورة للسودان وكذلك عواصم رئيسة للانخراط في سبيل إيجاد حل نهائي للأزمة بما في ذلك طرائق عملية سياسية شاملة وتمثيله بالكامل.
6
التحليل
ماذا يعني كل الهردبيس والغثاء الذي شرحناه أعلاه وما الهدف.؟
يعني أن الاتحاد الأفريقي يبحث له عن دور في المسألة السودانية بعد أن أحس أن الملف خرج من يده للسعودية وأمريكا وأصبح هو من الفراجة. فالعصابة أو ثلة العطالى والمرتشين الموجودين في دهاليز الاتحاد الأفريقي الذين يعتاشون من الأزمات الإفريقية لا يمكن أن يرضوا بإبعادهم عن ملف تتدفق في شرايينه ملايين الدولارات (دولارات الجنجويد وغيرهم) وكثير من اللاعبين جاهزين لرشوة كل من له صلة بالملف ويمكن أن يساعد فى انقاذ المتمردين من ورطتهم. هل في الاتحاد الافريقى مرتشين..؟. حاشاهم ناس فقى. وتهدف (المجموعة الأساسية) التي استلمت الملف الآن والتي انبثقت من اللجنة الوزارية اللجنة الموسعة التي كونتها اللجنة الوزارية للاتحاد الأفريقي. هدف تلك اللجنة التي تتكون من ثلة من المتآمرين على السودان على إنجاز الآتي:
عسكرياً:
مطلوب منها إيقاف الحرب وفورا كما قالوا ليس حبا فى شعب السودان إنما لإنقاذ المليشيات المتمردة من السحق وإعادة تموضعها مرة أخرى في الساحة السياسة ترياقا مضادا للجيش الذي صنفوه زورا وكذبا انه جيش كيزان والشعب كله الآن في خندقة هنيئا للكيزان فلقد استطاعوا أن يجندوا كل الشعب السوداني. وطيب وين شعب المليشيا الديمقراطى.!!.
سياسياً:
من مهام اللجنة إعادة حلفاء المتمردين إلى الساحة السياسية بعد أن انكشفوا كعملاء يعملون كخدم لأجندات خارجية وسقط مشروع الاتفاق الإطاري بالحرب التي أشعلها الإطاري نفسه. ولذا تجد تكرار الحديث عن استئناف العملية السياسية كما قال راعي قحت فولكر (سيكون الإطاري هو المرجعية للعملية السياسية القادمة) وكما جاء في خطة خفض التصعيد التي تحاول أن تخادع بالنص على عملية “أكثر شمولا”. ولكن من هم الذين ستتسع لهم تلك العملية …لم ينص على أس جهات أخرى سوى لجان المقاومة. يمكنك أن تقدر الموضوع شنو.).
إنسانياً:
ستتحكم هذه (المجموعة الأساسية) فى كل الإغاثة التي ستتدفق على السودان عبر المنظمات الإقليمية والدولية، وستكون هى القناة المديرة للإغاثة خارج إطار الدولية وقنواتها التي ستعتمدها والقناة الوحيدة التي نصت عليها بجانب المنظمات الداخلية (بالمناسبة السودان به 19 ألف منظمة أجنبية مسجلة و2000 منظمة طوعية محلية) هي لجان المقاومة.!!.وهي الآن خشم بيوت بعضها تابع للتمرد وبعضها للاستخبارات وبعضها لقحت وأخرى للتيار الجذري.
7
إذن هذه هي خططهم وتلك هي أهدافهم وآلياتهم، فما هي خطة الحكومة وآلياتها لمكافحة مخطط ثلة المتآمرين.؟.
حكومة طوارئ
أظن أن السؤال الصحيح هو أين هى الحكومة نفسها.؟ ومن يخطط للدولة ويفكر لها اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً ونحن في حالة الشلل هذه؟. إبراهيم جابر، وجبريل على الرغم من مجهوداتهما الكبيرة إلا أن المطلب أكبر من طاقاتهما وحدهما في وقت تتكاثر فيه المؤامرات الداخلية والخارجية. العساكر مشغولون بـ معركتهم العسكرية والتي في تقديري ستطول أكثر مما قدروا. في هذه الحالة دعوني أقترح لقيادة القوات المسلحة إذا كان هناك من يسمع الآن.. أن تشكل حكومة طوارئ عاجلة من خبراء وطنيين، نعم نحن بحاجة لحكومة طوارئ لمدة ستة أشهر تخطط وتتحكم في المسارات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وتكافح المؤمرات الخارجية، حتى لا تفرض علينا حلول وقرارات إقليمية ودولية تحيل نصرنا المرتقب على المتمردين إلى خسارة بالغة للوطن.

عادل الباز


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى