«يونيسيف»: 100 ألف طفل في جنوب الخرطوم يواجهون كارثة بسبب نهب الإغاثة
الخرطوم، 21 مارس 2025 ــ أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، الجمعة، بنهب إمدادات إغاثية من مستشفى بشائر جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، مما يضع حياة 100 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في كارثة.
وتخضع أحياء جنوب الخرطوم لسيطرة قوات الدعم السريع التي تنفذ، مع المليشيات المتحالفة معها، حملات انتقام ضد السكان، في ظل تضييق الجيش الخناق على تحركاتها في العاصمة.
وأدانت منظمة يونيسيف، في بيان تلقته “سودان تربيون”، نهب مواد إغاثية “كانت مخصصة لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ولتوفير الرعاية الصحية الأساسية للأمهات والموليد، من مستشفى بشائر”.
وقالت إن هذا النهب شمل 2,200 صندوق من صناديق الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، مما يُعرِّض حياة أكثر من ألفي طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم للخطر.
وأضافت: “فقدان هذه الإمدادات كارثة تحيق بأكثر من 100 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد”.
وذكرت يونيسيف أن الإمدادات المنهوبة شملت مكملات حديد وحمض الفوليك مخصصة لـ6 آلاف مرضعة وحامل، علاوة على حقائب لوازم القابلات وإمدادات الرعاية الصحية لمساعدة أكثر من 132,980 من الأمهات وحديثي الولادة والأطفال.
وأرسلت منظمة يونيسيف الإمدادات المنهوبة إلى جنوب الخرطوم في 20 ديسمبر الماضي كأول إغاثة تصل إلى المنطقة منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023.
وشددت يونيسيف على أن فقدان الإمدادات المنهوبة، بالتزامن مع وقف العمليات الإنسانية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، يدفع بالأطفال نحو حافة الهاوية.
وأوضحت المنظمة أن انقطاع المواد التجارية والمساعدات الإنسانية عن جنوب الخرطوم لأكثر من ثلاثة أشهر، بسبب الصراع المستمر على الطرق الرئيسية، أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء مع تقييد حركة الآلاف من المدنيين الذين اضطر منهم 4 آلاف إلى الفرار.
ويعد مستشفى بشائر المرفق الوحيد العامل في جنوب الخرطوم، التي تعد ضمن 17 منطقة تواجه مخاطر المجاعة في السودان.
وتقدر الأمم المتحدة بأن 4 ملايين طفل دون سن الخامسة ونساء حوامل ومرضعات يعانون من سوء التغذية الحاد هذا العام، منهم 611 ألفًا يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم.
المديرة التنفيذية ليونيسيف: سرقة مواد الإغاثة المخصصة للأطفال أمر مروع
وقالت المديرة التنفيذية ليونيسيف كاثرين راسل إن “سرقة مواد الإغاثة المخصصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أمر مروع وهجوم مباشر على حياتهم”.
وطالبت بإنهاء الأفعال التي تستهدف الأطفال الضعفاء، داعية جميع أطراف الصراع إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين وضمان الوصول الآمن إلى الذين يحتاجون للمساعدة.
ويحتاج 30.4 مليون سوداني ــ 64% من السكان ــ إلى مساعدات إنسانية هذا العام، منهم 24.6 مليون شخص يعانون من الجوع الشديد، رغم توفر الغذاء والمحاصيل في الأسواق. ومع ذلك، فإن تدمير سبل العيش وارتفاع البطالة وانخفاض قيمة العملة جعل أغلب السودانيين غير قادرين على تحمل تكلفة شراء الأغذية.
المصدر