يونيسيف: الموت يهدد حياة 825 ألف طفل في «الفاشر» و «زمزم»
بورتسودان، 26 مارس 2025 ــ حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” من تعرض 825 ألف طفل في الفاشر ومخيم زمزم بولاية شمال دارفور للخطر، جراء القتال وانهيار الخدمات.
وحظرت قوات الدعم السريع وصول المواد الغذائية إلى الفاشر ومحيطها، بعد قرابة العام من الحصار الذي تفرضه على المدينة التي حرمتها من المياه التي كانت تصلها من خزان قولو.
وقال ممثل يونيسيف في السودان، شيلدون يت، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن “نحو 825 ألف طفل محاصرون في كارثة متفاقمة في الفاشر ومحيطها”.
وأشار إلى أن هؤلاء الأطفال يكافحون يوميًا من أجل البقاء، حيث أصبح “الموت تهديدًا دائمًا للأطفال، سواء بسبب القتال الدائر حولهم أو انهيار الخدمات الحيوية التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة”.
ودعا شيلدون يت حكومة السودان وجميع أطراف النزاع والداعمين الخارجيين إلى اتخاذ إجراءات جماعية لوقف الصراع وضمان احترام القانون الدولي بما في ذلك مرور المساعدات دون عوائق، نظرًا إلى أن حياة الأطفال تعتمد على ذلك.
وعلق برنامج الأغذية العالمي ومنظمة أطباء بلا حدود المساعدات إلى النازحين في مخيم زمزم الواقع على بعد 12 كيلو مترًا من الفاشر، والذي يعاني من مجاعة منذ أغسطس المنصرم، ومن المتوقع أن تستمر حتى مايو المقبل.
وجاء التعليق بعد أن شنت قوات الدعم السريع هجومًا بريًا أربع مرات على الأقل على مخيم زمزم اعتبارًا من فبراير المنصرم، مصحوبًا بقصف مدفعي.
تفشي سوء التغذية
وكشفت يونيسيف عن ارتفاع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في دارفور، حيث جرى التحقق من 110 انتهاكات في شمال دارفور وحدها، بزيادة تصل إلى 83% في عدد الضحايا من الأطفال مقارنة بالربع الأول من 2024.
وأفادت بأنه تم قتل أو تشويه أكثر من 70 طفلًا في الفاشر خلال أقل من ثلاثة أشهر، فيما أسفر القصف والغارات الجوية على مخيم زمزم عن سقوط 16% من إجمالي ضحايا الأطفال الموثقين في الفاشر.
واضطر 60 ألف شخص في شمال دارفور إلى الفرار من ديارهم خلال الستة أسابيع الماضية، ليُضافوا إلى 605 آلاف فرد نزحوا من الولاية خلال الفترة من 1 أبريل 2024 إلى 31 يناير 2025، منهم 300 ألف طفل.
وقالت يونيسيف إن نحو 900 ألف شخص في الفاشر و750 ألف فرد في مخيم زمزم لا يزالون عالقين في النزاع الدائر، حيث أصبحت جميع الطرق مغلقة بما في ذلك طريق زمزم ــ طويلة الذي كان رابطًا حيويًا.
وأوضحت أن المجتمعات المحلية تواجه نقصًا حادًا في الحياة والغذاء والدواء وإمدادات التغذية، كما تضاعفت أسعار السلع، بعد أن أدى انعدام الأمن إلى استحالة وصول المساعدات والسلع التجارية، فيما تستهدف الجماعات المسلحة القرى الريفية.
وأشارت يونيسيف إلى أن أكثر من 457 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم قرابة 146 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وذكرت أن إمدادات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي عالقة في الكومة وطويلة، حيث أن عدم إيصالها يعرض 500 ألف طفل لخطر مباشر.
وهاجمت قوات الدعم السريع ومليشيات متعاونة معها قرى شمال وغرب الفاشر خلال الفترة الماضية، لمنع وصول أي إمدادات إلى الفاشر، حيث صادرت مؤخرًا سلعًا تجارية كان التجار يحاولون إيصالها إلى المدينة عبر الدواب.
المصدر