ياسر زين العابدين المحامي يكتب : قطاع السكر يغرد خارج السرب
غياب المعلومة بين وزارة التجارة
والصناعة أفضى للتضارب…
بتقدير كمية السكر، وفرة، وندرة..
غردتا خارج السرب، غابتا عن الفهم…
الوزيران جدو، وابراهيم الشيخ قالا
خلاف الواقع…
من لم يفهم، ولم يعرف يقود للعجز…
يوليو (٢٠٢١) زار إبراهيم الشيخ مصنع
سكر كنانة…
تكلم كلام السياسة، والخير، والإيمان…
دعا المصانع لزيادة الإنتاجية بغرض
سد الفجوة البالغة (٧٥%)…
فجوة مزرية، والإداريون سامدون…
ثم طلب إدخال مشروعي السوكي ومشكور دائرة الإنتاج…
أحلام اليقظة، ينطبق المثل الشائع…
(الجفلن خلهن أقرع الواقفات)…
يلزم تأهيل المصانع الأربعة، فالتطرق
لما عداهم عبث…
تلك عقليتهم، تفكيرهم، وفهمهم…
عندما يضربهم الهواء يهرفون…
والمصانع تعاني العجز والتدهور..
مقومات النجاح حاضرة، لا عزيمة…
الإنقاذ دمرتها بغباء، بلا وازع، وعمداً… فبراير (٢٠٢١) صادقت وزارة التجارة
للشركة السودانية باستيراد سكر…
(٣٠٣) آلاف طن سكر أبيض وخام…
وبزمن زيارة الوزير لكنانة صادقت
باستيراد مليون وأربعمائة ألف طن…
استهلاكنا بين (٢) (٢،٥) مليون طن…
عجز عن تخفيف فاتورة الاستيراد…
تدهُور الإنتاج، وعملياته بلا انتظام…
تكرّر مشهد الفشل من العهد البائد
ليومنا هذا…
حال يُغني عن السؤال، ناموا على
الخط، والعاملون…
عشرة آلاف وظيفة بأسرهم (٧٠) ألفاً…
أضف لذلك الرعاة والقرى المحيطة…
ذهبوا أدراج الرياح، وهباءً منثورا…
فشل ذريع لم يخجل منه الإداريون…
تمسّكوا بمناصبهم وبآذانهم صمم…
لم يبلعوا حبوب منع الخجل، عيونهم قوية…
لا خير فيهم، ولا يَسعون لخير الوطن…
لم ينفذوا الوعود التي وعدونا بها…
هدفهم ذواتهم، مُستقبلهم، وأجنداتهم..
رضوا بقبض رواتبهم، وحوافزهم…
ويستظلون بالعجز البئيس، الكريه…
ويجوسون خارج الديار بربطة عنق
أنيقة لا تشبه قذارة مصانعهم…
تغير الزمن، صارت وجوهه غريبة…
تغير الناس، اختزلوا الوطن بذواتهم..
والمسارح مزدحمة بالنفاق، بالكذب..
بضاربي الطبول، وبنافخي الكير…
لنرسلهم للجحيم، القيمة المضافة تصنع الفارق…
شركة كنانة تزرع (١٦٥) ألف فدان…
تنتج (٣٥٠) ألف طن سكر تقريباً…
بذلت جهداً جباراً لئلا تسقط بالعجز…
حافظت بوضع مُعقّد على مستويات
إنتاجية جيدة…
أنتجت (٤٤،٢) ألف طن من العلف…
(٦٠) مليوناً لترايثانول، (٩٠) ألف طن بايوغاز…
و(٤) ملايين كيلو لحم دواجن…
وتتوسع مشروعاتها لزيادة غِلّتها…
هذه نتيجة الشراكة مع المُستثمرين…
زائد عقول وطنية بعزيمة تعرف كيف
ومتى تخطط…
لتعبر الصعاب بالأوضاع الحرجة..
وتتجنّب الخسائر وتحقق الأرباح…
مَن يقف ضد صناعة السكر بالبلاد…
من يكسب جراء تدهور مصانعها…
لماذا لا يُسأل الإداريون الفاشلون…
يفلحون بقبض رواتبهم وحوافزهم…
والعاملون يلهثون وراء دريهمات…
تتأخّر رواتبهم، ساء حالهم، فتوسدوا الأسى…
ليغادرنا العاجزون، الفاسدون، حواء
الوطن لم تعقر بعد…
ولنا عودة
صحيفة الصيحة
مصدر الخبر