ياسر زين العابدين المحامي يكتب : خُمُّوا وصُرُوا
مهم تحكَّم وزارة المالية بالمال العام…
وانعقاد ولايتها عليه، لا تستثني جهة…
فإذا خرج من ولايتها يحدث خللٌ…
وفُتَّح باب دلف منه الفاسدون لجمع
المال بمُسمّيات شتّى…
وصُرِف خارج ولايتها ما يؤدي إلى
الفساد بكافة ضروبه…
يلزم أن تُصب إيرادات الدولة بوعاء
واحد، جامع، مانع…
من الشطط أن تضل وزارة المالية…
وتتنكّب خطى صحيح القانون…
وتؤسس لفوضى ضاربة الأطناب…
وترضى بالضلالة وتكريس الأخطاء…
لتفضي لديكتاتورية تسلب اختصاصا
انعقد بنص القانون…
هذا الاختصاص ذو فائدة، ومُطابقٌ
للعقل، ولطبيعة الأشياء…
إذا حوِّل لوزارة المالية قاد للضرر…
سواء بتحجيم، أو تقزيم، أو تبعية…
من التعديلات المُجازة مُؤخّراً تبعية
ديوان المراجع القومي للمالية…
الأمر لا يستقيم بسياقة، ويقود لجهاز
خانع، خاضع، تابع…
لقد فرض وصاية وزارة المالية على
الديوان بلا مُبرّر…
جنون الفكرة، وسُوء تدبير وتفكير…
لقد أجازه مديرون عامون، بغفلة من
الزمان أُطلق عليهم وزراء مجازاً…
لا يملكون حق تعديل قانون أجازه البرلمان لكنهم فعلوا…
عدل قانون المراجع القومي للعام ٢٠١٥
المُجاز من الهيئة التشريعية…
المسبغ صفة الاستقلالية على الديوان
بتبعيته لرئاسة الجمهورية…
ولا علاقة له بالإدارة التنفيذية…
لأنّه يُراجعها، ومتى صار خاضعاً لها
انتفت استقلاليته…
كيف له مراجعتها، انتقادها، وتوجيهها
وإثارة مواضع الضعف فيها…
وتوضيح خَللها، خَطلها وسُوء إدارتها…
التابع قطعاً لا يمكنه تقويم المتبوع…
إذا ما أصبح تابعاً مالياً، وإدارياً…
وإذا حدث هذا انهار كل شيء…
فُتح بابٌ مواربٌ للفساد والفاسدين…
مررت كل الأجندة وفقاً للقانون…
لا يُمكن إثارة إلا ما تراه وزارة المالية…
وما يراه غيرها يصبح هباءً منثورا تذروه رياح التبعية…
تصبح الولاية على المال العام…
خرافة، وذراً للرماد في العيون…
صورية مفرطة وتمكين لنمو الفساد…
بيئته مُواتية لغياب ديوان المراجع
القومي…
عندما يغيب يعم الفساد ولا يتراجع…
يتجرّأ الفاسدون ناهبو قُوت الشعب…
تضيع الموارد شمار في مَرقة، ويموت
الوازع…
نُمنع من المِنَح، الإعانات والتمويل…
الشفافية تم إلغاؤها بالقانون، من ثم
خُمُّوا وصُرُّوا…
صحيفة الصيحة
مصدر الخبر