هل فشلت زيارة البرهان لإثيوبيا في طي الملفات الأمنية المعقدة بين البلدين؟
[ad_1]
خاص: سودان تربيون
طرح السودان وإثيوبيا، على الطاولة مجددًا، وفي سلسلة عميقة من القضايا الأمنية بين البلدين، حزمة من الملفات الأمنية المعقدة التي تضع العلاقات بينهما في فترات على صفيح ساخن ومواجهات عسكرية رغم محدوديتها لكنها تبقى من أكبر مخاوف الشركاء الإقليميين والدوليين.
وفي متن، زيارة إلى إثيوبيا قبل أسبوع، قدم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، كلمة قصيرة أمام أعمال الدورة العاشرة لمنتدى تانا حول السلم والأمن في أفريقيا بمدينة بحر دار الأثيوبية.
ونحى البرهان، خلال الكلمة للإشادة على نحو لافت على للقائمين على المنِبر الإفريقي والذي قال إنه يُناقش القضايا الإفريقية السياسية والأمنية بعمق يصل إلى جذورها، ويقترح لها حلولاً إفريقية وأقعية، وقابلة للتطبيق، وهذا المنهج يحقق شعار الحلول الإفريقية للمشكلات الأفريقية.
وبعد وقت قليل من الكلمة، عقد الجانبان مباحثات مشتركة، استمرت نحو ساعتين.
وأكد مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية لـ”سودان تربيون” إن الزيارة المحددة سلفاً للمشاركة في اعمال المنتدى، ناقشت قضايا أمنية معقدة بين البلدين.
وبّين المصدر، أن المباحثات التي عقدها البرهان، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بمشاركة قادة الأمن في البلدين، تناولت تلك الملفات، إضافة إلى ملاحظات إثيوبية بشأن عمليات “إمداد تصل لجبهة تيغراي” نفاها البرهان مجددًا.
في ذات الإتجاه، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في شؤون القرن الإفريقي عبد المنعم أبو إدريس، أن ما تم قبل الزيارة وما تم بعدها يعطي مؤشرات على أنها” ذات طابع أمني بحث”.
وذكر أبو إدريس لـ”سودان تربيون” إن مدير المخابرات السوداني عقد لقاء مع مدير المخابرات الإثيوبي قبل الزيارة، بينما يتواجد مدير جهاز الاستخبارات ووفده حتى الآن في أديس أبابا.
وأضاف: “في الجانب الإثيوبي كان من الممثلين في اللقاء مع البرهان من إقليم الأمهرا ومدير جهاز المخابرات الذي كان حاكما سابقا لإقليم الامهرا وحاكم الأمهرا الحالي، الزيارة ذات طابع أمني ترتبط بالتطورات التي تجري في إقليم التيغراي ولانها كانت قبل الحملة الضخمة التي بدأتها اثيوبيا واريتريا في الهجوم على بعض المناطق التي تسيطر عليها جبهة تيغراي مما يدل أن الزيارة لديها ارتباط كبير جدا بما يجري في الإقليم”.
وبشأن ارتباط الزيارة بقضية الحدود، يؤكد أبو إدريس، أن الحديث حول القضية جرى للتداول فقط لأن الحديث كان أنه سيتم حل القضية عبر التفاوض، بينما لم يشمل الوفد تمثيل من إدارة الحدود بوزارة الخارجية أو مفوضية الحدود السودانية.
وأبان أنّ الزيارة طبيعتها أمنية بحتة مرتبطة بالتطورات داخل إقليم تيغراي الاثيوبي في ظل اتهامات تصدر من وقت لاخر من أطراف إثيوبية بان هناك أسلحة عبرت إلى الإقليم عبر الأراضي السودانية.
في السياق عينه، يرى الكاتب الصحفي الإثيوبي أنور إراهيم، إن الزيارة كانت من المتوقع أن تعمل على طي العديد من الملفات لكن ما تم نشره وتأكيده بحسب بعض المصادر هي مناقشات وتعهدات قدمها الطرفين دون ان يكون هناك تعمقا في الملفات العميقة بين البلدين مثل سد النهضة والحدود.
في حين، نوه أنور، لـ”سودان تربيون” أنه تمت مناقشة تلك القضايا لكن لم يؤكد أي مصدر وجود نتائج ايجابية من هذه الزيارة. وقال: “ربما تكون بداية لزيارات أخرى أو ربما تكون هناك زيارة من الجانب الاثيوبي وبعد ذلك ربما نتوقع نتائج ايجابية أو طرح ملفات بصورة مفصلة”.
ولفت إلى ان الزيارة كسرت الحواجز والتحفظات بين الجانبين، وربما تكون انطلاقة لزيارات أخرى خلال المراحل القادمة في ظل حالة الشد والجذب والركود في العلاقات بين الطرفين.
وفي الزيارة نفسها، ووفقًا لبيان رسمي، عقد الجانبان السوداني والإثيوبي جلسة مباحثات مشتركة حول العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المشترك، على هامش إنعقاد المنتدى.
وأكد البرهان، خلال جلسة المباحثات المشتركة مع رئيس الوزراء الإثيوبي، أن القضايا العالقة بين الدولتين يمكن حلها عبر الحوار مؤكداً حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع الجارة إثيوبيا.
وقال إن فيما يتعلق بقضية سد النهضة، فإنه من الممكن التوصل لاتفاق بشأن القضايا الفنية للسد. ورحب بمقترح رئيس الوزراء الإثيوبي بشأن قيام تكامل إقتصادي بين إثيوبيا والسودان.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن العلاقة مع السودان ذات خصوصية. وأوضح أن مشروع سد النهضة سيعود بفوائد كبيرة على السودان ولن يكون خصما عليه، وتقدم بمقترح لقيام آلية للتكامل الإقتصادي بين البلدين.
وأمن الجانبان على ضرورة معالجة كافة المشكلات الحدودية بالطرق السلمية عبر اللجان الفنية المتخصصة.
وفي الرابع عشر من أكتوبر الجاري، زار مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، رئاسة جهاز الأمن والمخابرات الوطني الإثيوبي، وكانت الزيارة وفقًا لبيان رسمي، في إطار التحضير لمشاركة رئيس مجلس السيادة في ملتقى تانا، وبحث خلال لقائه بـ تمسغن طرونه المدير العام للجهاز الإثيوبي، التحديات التي تواجه البلدين.
وأكد مفضل تمسك السودان بحدوده المعترف بها دولياً وفق ترسيم 1902م ، مشيراً الى أن السودان ظل داعماً للاستقرار في إثيوبيا دون انحياز لأي طرف من الأطراف، نافياً بشكل قاطع وجود أي معسكرات لجبهة التيغراي داخل الحدود السودانية.
أوضح مفضل أن علاقات السودان الخارجية ومصالحه مع محيطه الإقليمي وكافة دول العالم تُبنى على مصالح السودان الإستراتيجية وليس على حساب دول أخرى بالإقليم.
وأكد على ضرورة إيجاد معالجات لقضايا المستثمرين السودانيين بإثيوبيا ومشاكل الجاليات في البلدين، منوهاً إلى استضافة السودان لعدد كبير من اللاجئين الإثيوبيين.
من جانبه ذكر المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الإثيوبي تمسغن طرونه، أن مواطني البلدين تربطهم علاقات تاريخية لم تتأثر بالتغييرات السياسية، مشيراً إلى أن فوائد سد النهضة توظف في تعزيز هذه العلاقات، وثمًن تعاون جهازي المخابرات في البلدين، ونبه إلى أن هذا التعاون سيوظف للحد من الجريمة المنظمة والمهددات من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين ومجابهة التحديات بالمنطقة والإقليم.
المصدر