هجوم قوات الحلو على كادقلي… ( طعم الحلو لو يبقى مر ).
يوم عصيب عاشته مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان و إنسانها جراء هجوم قوات الحركة الشعبية شمال جناح الحلو على المدينة صباح اليوم من عدة محاور وأهمها الناحية الشرقية لأحياء حجر المك والقردود وتلو والذى لم تسلم منه حتى أحياء المدينة الأخرى التي طالها القصف العشوائي مما أدخل الخوف والهلع فى نفوس المواطنين أجبر الكثيرين من مغادرة منازلهم متجهين صوب الأحياء الغربية للمدينة وبعضهم إلى محلية الريف الشرقي فى حين قرر البعض مغادرتها نهائياً إلى ولايات أخرى أكثر أمناً .
هجوم عنيف قصدت الحركة الشعبية شمال جناح الحلو إرسال عدد من الرسائل والتى من بينها إفساد ذكرى الإحتفال بعيد الجيش رقم ( 69 ) ولكن تصدي له الجيش ببسالته المعهودة يتقدمهم قائد الفرقة الرابعة عشرة مشاه بكادقلي اللواء الركن فيصل مختار الساير وأركان سلمه وحربه معاً بالإضافة إلى مشاركة قوات الشرطة الموحدة وجهاز الأمن والمخابرات العامة ومشاركة الشرفاء من قدامي المحاربين وبعض المواطنين فى الخطوط الأمامية جعل العدو يولي الدبر مخلفاً وراءه قتاله وجرحاه وعتاده التى غنمها الجيش .
هجوم الحركة الشعبية شمال جناح الحلو على كادقلي اليوم تزامن مع هجوم على مناطق كحليات وقردود دلوكا وبلنجا أيضاً خسرها العدو بخسائر فادحة فى الأرواح والعتاد كالمعتاد وهذا الأمر سيقلب الكثير من الموازين التى حتماً لن تكون في صالح الحركة الشعبية شمال جناح الحلو التى أصبحت تهجم على المناطق عن طريق النفير فقط وهو أمر لم يعجب بعض قادتها التى ترى عدم جدوى الحرب .
لقد إمتعط مواطن جنوب كردفان من التحركات المريبة للحركة الشعبية بإبتدارها للحرب من جديد وإشعالها من خلال إحتلالها لعدد من المحطات الخارجية للجيش فى أم شعران والإحيمر و كلولو ودلوكا مستقلة إنشغاله بقتال قوات الدعم السريع المتمردة بالخرطوم مما شكل خرقاً لإتفاق وقف إطلاق النار الذى صمد لفترة طويلة قطعت الطريق أمام مواصلته وتجديده التلقائي بمطامعها الجديدة هذه خاصة وأن الجميع كان يمني النفس في أن يطور هذا الوقف إلى إتفاق سلام نهائي بين الطرفين فى ظل الروح الجديدة التي دبت فى مواطنى الطرفين عبر أسواق السلام والتواصل الذى تناسي عبره الجميع الكثير من المرارات وبني جذور للثقة مما دفع العديد من أبناء المنطقة بالإضافة إلى ما وقع في الخرطوم للعودة الطوعية من أجل الإستقرار النهائي والبحث عن موطء قدم آمن ليهنأ فيه من المعاناة الراهنة .
هجوم الحركة الشعبية شمال جناح الحلو على كادقلي اليوم ( طعم الحلو لو يبقى مر ) جاء بطعم الحنظل على أهل جنوب كردفان عامة وكادقلي خاصة لسوء توقيته وزيادته لمعاناة المواطنين الذين ألهبتهم لهيب المدافع ودخان البنادق لأكثر من ثلاثة عقود حيث أفقد هذا التصرف غير المتوافق عليه داخل الحركة الشعبية شمال الكثير من المنتمين و المتعاونين والمتعاطفين معها مما قصم ظهرها تجاه مشروعها .
فقد إختارت الحركة الشعبية شمال جناح الحلو الطريق الخاطئ لضرب مدينة كادقلي وزعزعة أمن إنسانها الصابر وهو الذي عركته كتمة العام 2011 وهذا ليس ببعيد على مواطن كادقلي الذى ظل يلزم الصبر ويتمسك بالشعارات القديمة المتجددة ( الدانة ولا المهانة ) ( الصاروخ ولا النزوح ) ولقد تجلت مهابة القوات المسلحة اليوم مسنودة بقوات الشرطة الموحدة وجهاز الأمن والمخابرات العامة وبعض المواطنين ودعوات الكل حتى تحقق النصر وهزيمة العدو الذى خلف وراءه قتاله وجرحاه وعتاده من المدرعات الآليات الأخرى .
وسرعان ما تغير حال المواطنين وهم يلوذون بالأحياء الغربية إلى مقابلة قواتهم الظافرة فعادت فرحة النصر لوجوه المواطنين بعودة فرسان القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى بتهاليل البشريات بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء إبتهاجاً بما تم من دحر للعدو المهاجم وسط تلاحم عفوي من المواطنين بتبادل الإحتفال مع الجيش فى قيادتي المدفعية و المدرعات تعلوه زغارريد الحرائر من نساء بلادى ولقد جابت مسيرة الفرح شوارع مدينة كادقلي الرئيسة بكل الآليات المستلمة فى منظر بهيج أثلج صدور أهل كادقلي وسبحان الله وكأن السماء قد باركت هذا النصر حيث جادت علينا فى ذات اللحظة بغيث مدار وهو الذي إنقطع عن المدينة لشهر كامل .
وفي هذا التحية لقائد الفرقة الرابعة عشرة مشاه بكادقلي اللواء الركن فيصل مختار الساير الذى ظل يقود العمليات بنفسه قائداً حصوراً وجسوراً وتحية لقائد اللواء 55 مشاه بكادقلي العميد الركن محمد علي فضل الله القائد الحقيقي للعمليات بحكم دائرة إختصاص رئاسة اللواء ولقيادة المدفعية المدرعات والدفاع الجوي والهجانة أم ريش ساس الجيش فهذا النصر بمثابة الإحتفال الحقيقي بعيد الجيش هذا العام وكما التحية فى يوم النصر للشرطة الموحدة التى بلي أفرادها بلاءاً حسناً فى أرض المعركة وذات التحية لجهاز الأمن والمخابرات العامة لأدوارهم الخفية والبارزة وتحية لمواطني كادقلي على الصبر حتى ساعة النصر ونسأل الله أن يتقبل الشهداء ويشفي الجرحى ونتمنى أن يكون ذلك سبباً لتغيير الحركة الشعبية شمال جناح الحلو لخطوتها غير المحسوبة العواقب وأن يهدي قادتها لما يخدم صلاح الوطن كما نتمنى أن يكون ذلك سبباً فى ثبات المواطنين وعدم مغادرتهم لديارهم وأن يعيش الجميع فى أمن وسلام وإستقرار .
أحمد سليمان كنونة
مصدر الخبر