هتفوا أن تسقط بس، كيفما كان السقوط، فسقطت سقوطاً مُدويَّاً ولا تزال تهوي
[ad_1]
صومالي يكتب عن السودان
رسالة من الدكتور الشيخ سعيد إبراهيم الصومالي جامعة إفريقيا العالمية
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا قَرۡیَةࣰ كَانَتۡ ءَامِنَةࣰ مُّطۡمَئِنَّةࣰ یَأۡتِیهَا رِزۡقُهَا رَغَدࣰا مِّن كُلِّ مَكَانࣲ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَ ٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُوا۟ یَصۡنَعُونَ}
هتفوا أن تسقط بس، كيفما كان السقوط، فسقطت سقوطاً مُدويَّاً ولا تزال تهوي ..
هتفوا أن الدم قصاد الدم، فسالت شلالات الدماء تهدر، ولاتزال تتفجر ..
هتفوا أن كل كوز ندوسه دوس، فجاءهم من داسهم أجمعين ، ولا يزال الدُّواس في كل شارع ..
هتفوا أن الجوع ولا الكيزان، فجاعوا حتى استوى الغني والفقير على وجبةٍ واحدةٍ في اليوم، وسارت بأخبار جوعهم الركبان..
هتفوا أن الحل في البل، فبلَّتهم السيول والفيضانات والأوبئة، وانغمسوا اليوم في مستنقع الدم ..
هتفوا بالتفكيك صامولة صامولة، واستضعفوا طائفةٍ منهم أخرجوهم من ديارهم بالإقصاء والسجن والتنكيل، فتفرَّق جمعهم في البلاد، وتشتت شملهم في كل واد، وتمزقوا كل مُمزَّق، واتسع فتقهم على راتقه، ومضت فيهم سُنة الأولين ..
نادى أمثلهم طريقةً بالعلمانية أو هدم السودان طوبة طوبة ، فبُعِث عليهم من يسومهم سوء العذاب، وربما لا تبرح الأيام حتى لا يبقى في الخرطوم حجرٌ على حجر ..
تمنى زعيمهم وعرَّاب التحول المدني الديمقراطي أن تُمطَر عليه حجارةً من السماء بلا برق، فأُمطِرَ ومن معه بحجارةٍ من سجيلٍ لها رعدٌ ولا برق لها ..
طالبوا بإباحة الزنا والفجور والشذوذ، فهُتِكت أمام أعينهم الأعراض غصباً وقهراً، وتناقلت ذلك وكالات الإعلام غرباً وشرقاً..
والقائمة تطول.. وإن المُتأمل سيجد أن أهل هذه البلاد استفتحوا على ربهم كلما نالهم، وأن الله لم يظلمهم شيئاً ، ولكنهم كانوا أنفسهم يظلمون، فالبعض كان سبَّاقاً في رفع لواء الفساد في الأرض والصد عن سبيل الله، والكثيرون آثروا الصمت والخنوع، وقليلون نصحوا على ..
بعض الناس لا يفهمون، وحتى في يوم القيامة ستجد قوماً يسألون: من بعثنا من مرقدنا هذا؟!، وكذلك الحال عندنا.. فبرغم كلما حدث ووقع.. ستجد من لا يزال يكابر الحق، ويأبى إلا أن ينضح بما في قلبه من أمراض الحقد والبغض والحسد والطمع والأنانية والشر لأهل الخير والإيمان.. لا تُلزِمه حُجَّة، ولا يُقنِعُه منطق، ولا يردعه حق، فأوردوا بلادهم موارد الردى والتهلكة.
الحقيقة المؤلمة.
مصدر الخبر