هاجر سليمان تكتب.. (هبنقة) – النيلين
هبنقة رجل من أعيان العرب واسمه الحقيقي يزيد بن ثروان القيسي نسبة لقبيلة قيس ويوصف بالغباء والحمق ومن درجات غبائه انه كان يقوم برعاية البهائم فيقود البهائم السمينة الى المراعئ الخضراء ويقود البهائم الهزيلة الى المراعي الجافة فتزداد ضعفاً وعندما سئل عن اسباب ذلك قال والله لا أصلح ما أفسده الله، وفي احدى المرات كان يقود بعيراً وقد اعجب به فسأله احدهم بكم اشتريته فقام من حمقه بإطلاق البعير وفتح كلتا يديه ومد لسانه ليعني بذلك ان سعره أحد عشر درهماً فكان سبباً في هروب واضاعة بعيره فأصبح (هبنقة) مثلاً يضرب للمغفلين والحمقى والأغبياء .
هبنقة ذلك كان في عهود بعيدة ولكن يبدو ان التاريخ اعاد نفسه وأعاد (هبنقة) الآن ورماه في ارض السودان ليصبح لدينا هبنقة في كل المجالات هبنقة لتخطيط الاقتصاد وهبنقة لتخطيط كل شيء حتى الخدمات، وما اكثر اشباه هبنقة هذه الايام، حيث يديرون البلاد بطريقة ما انزل الله بها من سلطان ولعمري انهم لأحفاد هبنقة يرثون السودان ويفعلون ما يشاءون .
استحضرني حديث هبنقة في تصريح قرأته عن جهة تقوم بشراء القطن وتصدره لمصر وهذا التصريح ليس بجديد فقد سبق وان نشرنا اضخم تحقيق عن اللحوم التي تباع بواقع خمسة جنيهات للكيلو والكركدي والحبوب الزيتية والقطن الذي يهرب للخارج على عينك ياتاجر دونما رقيب، ويمر مرور الكرام ويتفلت من بين ايدينا وكذلك الصمغ العربي وغيره، هذه المنتجات يقوم بشرائها اشخاص موالون لجهات اجنبية ويحصلون على (كوميشنات) نظير تدمير اقتصاد بلادهم وما اكثر هؤلاء العملاء هذه الايام ، في السابق كان يقوم بالشراء اجانب ولكن عقب منعهم اصبحوا يرسلون (جوكياً) للشراء من اسواق المحاصيل واسواق المنتجات ومن داخل مناطق الانتاج، حيث يتم الشراء بالعملات المحلية بمبالغ تافهة ومن ثم يهرب الى الخارج وفي هذه الحالة المشتري ما غلطان، غلطان (هبنقة) الذي لا يحكم الرقابة على المحاصيل والمنتجات المحلية .
ومثلما يحدث مع القطن والحبوب الزيتية والكركدي يحدث مع الصمغ العربي حيث يقوم تجار بحمل الصمغ الى تشاد ومقايضته ببضائع تافهة مثل الكريمات والأحذية وبعض (البواريك) ويتم إحضارها لأسواق السودان هم ربحوا الكنز ونحن ربحنا بواريك وكريمات ومنتجات (صفيقة) وتافهة وبخسة ولا تقدم الاقتصاد ولا الموردين أليست تلك عمالة مقننة يمارسها بعض الأرزقية والجهلاء؟! .
الدولة بحاجة لإبادة (الهبنقيون) والاتيان بخبراء قادرين على إحكام السيطرة على الأسواق ومضاعفة الرقابة والسيطرة على الأسعار حتى لاتهدر موارد الدولة وتسرب الى الخارج دون عوائد حصائل صادر ودون اي عملات أجنبية تملأ خزينة الدولة الفارغة، على جبريل ان يطرح عقله للتفكير، او يأتي بمن يفكر له ويضع له السياسات التي تصب في مصلحة الدولة لا ان يقوم بتسمين السمان وإضعاف الضعاف وزيادة الضرائب وعصر ومصر المواطن وترك الأجانب يتمتعون بخيرات السودان ويتنامى اقتصادهم على حسابنا .
كسرة ..
الصمغ الأجنبي حكايتو حكاية وهنالك عصابات سعت بكل ما أوتيت من قوة بان تسيطر عليه وتصرف الأنظار عنه فمن هي تلك العصابات البغيضة ما زال البحث جارياً لنكمل لكم الصورة قريباً بإذن الله وبمجرد حصولنا على المستندات كاملة سنفصح بالأسماء وسننشر.
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر